أجرى حلف شمال الأطلسي أول تدريبات عسكرية له، تركز على الدفاع عن «ممر سوالكي» البري، الذي يعد بمثابة مفتاح أمن حلفائه في البلطيق، حسب ما أفاد مسؤولون أمس الاثنين، وسط تصاعد حدة التوتر مع روسيا. ويقع الممر البري على الحدود البولندية الليتوانية، وبين جيب كالينيجراد الروسي، حيث التواجد العسكري الكثيف، وحيث بيلاروسيا حليفة الكرملين.ويحذر خبراء عسكريون من أنه يشكل كعب أخيل بالنسبة للخاصرة الشرقية لحلف الأطلسي، وأن استحواذ الروس عليه سيقطع دول البلطيق الثلاث الأعضاء في الحلف، استونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهو ما سيشكل ضربة له، ويبلغ عرض الممرّ بين 60 و100 كيلومتر، بناء على معلومات عسكرية.ونفت روسيا مراراً أن تكون لديها أي طموحات في الأراضي، فيما اعتبرت أن تعزيز تواجد قوات حلف الأطلسي مؤخراً في منطقة البلطيق على الحدود معها، قد أخل بتوازن القوى. وقالت الرئيسة الليتوانية داليا جريبوسكايتي، الاثنين، إن التدريبات التي تركز على عبور قوات الحلف عبر ممر «سوالكي» من بولندا إلى بلادها، يرسل «رسالة قوية بشأن جاهزية حلف الأطلسي والتزامه بضمان أمن المنطقة».وقالت في تصريحات: «في وجه التهديدات، لدينا ثقة بأنفسنا وبحلفائنا وبقدرات الدفاع الجماعي».وازدادت المخاوف من إمكانية مهاجمة روسيا لممر سوالكي، بعد ضمها عام 2014 لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، في تحرك دفع العلاقات بينها وبين الغرب إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة.وأفاد المتحدث باسم المناورات التي أطلق عليها «الذئب الحديدي»، الكابتن في الجيش الأمريكي جايسن كونتز، أن «أكثر من 1500 جندي من الولايات المتحدة، وبولندا، وبريطانيا، وليتوانيا، شاركوا في التدريبات». من جهته قال الكابتن دوناتاس سوشوكس، الناطق باسم الجيش الليتواني، إن «العملية المشتركة تجري لأول مرة في هذا الموقع الجغرافي». وحذر جهاز الاستخبارات الليتواني، من أن روسيا قادرة على شن هجوم على البلطيق في غضون 24 ساعة.وأعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الاثنين، من لاتفيا المجاورة، أن الحلف يدرس دعوة موسكو إلى تقديم إيجاز عن تدريباتها المقبلة المعروفة باسم «زابد» أو «غرب»، أمام المجلس المشترك الذي يضم الحلف وروسيا. (أ ف ب)
مشاركة :