أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن دولة الإمارات تسير بثبات نحو تحقيق أهدافها التنموية وذلك بفضل المرونة والاستفادة من عناصر القوة التي تميز استراتيجياتها وهو ما يمكنها من تجاوز التحديات التي تمر بها المنطقة والعالم وتحويلها إلى فرص، مستفيدة من عزيمة وإصرار قيادتها الحكيمة وإخلاص ووفاء أبنائها وبناتها وتفانيهم في أداء واجباتهم. وقال سموه، في الكلمة الافتتاحية لتقرير «أبوظبي 2017 - مجموعة أكسفورد للأعمال» الصادر أمس: «لم يكن العام الماضي 2016 سهلاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لكنه في دولة الإمارات اتسم بالتميز، فقد استمرت عجلة التطوير والبناء وأطلقت مشاريع استراتيجية طموحة وتحققت إنجازات عدة وتنامت المكانة الإقليمية والعالمية للدولة وارتفع مستوى جاذبيتها للاستثمارات وتواصل تحسين تنافسيتها وتفوقت عربيا وعالميا في عدة قطاعات لاسيما البنية التحتية وسهولة ممارسة الأعمال والاتصال بشبكة الإنترنت وجودة المعيشة والخدمات الحكومية واستتباب الأمن وغيرها الكثير من المؤشرات التي تجعل من الإمارات مقصداً عالمياً للباحثين عن التميز والريادة». إغاثة ونوه سموه إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، توج جهود الإمارات الإغاثية والإنسانية بإطلاق «عام الخير» ليجسد عام 2017 نهج دولة الإمارات في المسارعة إلى تقديم الدعم الذي وصلت ثماره إلى شتى أرجاء المعمورة لتعزيز وتحفيز مبادرات المساعدات والمساهمة فيها من جميع مكونات المجتمع ودمجها مع الجهود التي دأبت دولة الإمارات على بذلها مع تكريس «عام الخير» بمبادراته ومشروعاته وبرامجه كافة لشهداء الإمارات وأرواحهم الطاهرة، مؤكداً أن عام 2017 سيكون فارقا في أعمال الخير عبر مبادرات ستسهم في تضميد جراح وتخفيف الآلام. وأضاف سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان: «إننا في أبوظبي احتفينا بمرور 50 عاما على إنشاء الجهاز الحكومي في الإمارة.. هذه الحكومة التي أوجدت لنفسها مكانة مرموقة بين حكومات العالم وتتطلع للمستقبل بثقة وتفاؤل كبيرين مستندة إلى قوة الأسس التي أرسى دعائهما المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». وتابع سموه: «ولأن الراحل الكبير الشيخ زايد كان قائدا صبورا مثابرا محبا للعمل مستشرفا للمستقبل.. فقد تحولت الرؤية التي وضعها لاتحاد الإمارات ولمكانة أبوظبي واقعا ملموس الأثر وانتشر فكره وبصيرته واستشرافه للمستقبل في الدولة وخارجها وتحولت دولة الإمارات نموذجا عالميا في التنمية والتطوير والابتكار وكان الإنسان محور بواكير النهضة التي حمل رايتها، طيب الله ثراه، بشجاعة الفرسان فركز على التعليم والصحة كأولويتين للتنمية». وقال سمو نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «إنه على إثر هذه النظرة المستنيرة.. أسست أبوظبي مجلس التخطيط في العام 1966 الذي وضع في العام 1968 خطتها الخمسية الأولى لتشكل آنذاك مفهوما جديدا بين حكومات المنطقة وخصوصا في مجالات التعليم والبنية التحتية والأمن والعدالة لتكون تلك الخطة هي الانطلاقة الفعلية لأبوظبي وتجسد قصة نجاح تجربة متفردة في منطقة الشرق الأوسط حتى يومنا هذا». وشدد سموه على أن تلك البداية المباركة مهدت الطريق لمزيد من الرؤى والخطط وتوالت منذ العام 1966 الخطط التنموية وصولاً إلى عام 2007 الذي وضعت خلاله أبوظبي رؤية للمستقبل تضع اقتصادها ومواردها البشرية في مراكز الريادة والتميز عالميا وتضمن لها الارتقاء بمكانتها الاقتصادية. وأضاف سموه: «ولأن هذا المسار التنموي عمل متواصل ويتطلب عزيمة وجهدا كبيرين.. تمثل خطة أبوظبي التي أطلقت العام الماضي امتدادا لمسيرة نجاح طويلة من عملية التخطيط المتأنية والمدروسة التي وضع قواعدها الشيخ زايد والتي لا تزال تمثل أحد المرتكزات الرئيسية لآلية عمل الجهاز الحكومي في أبوظبي حتى يومنا الحاضر». وقال سموه: «إن هذه الخطة تمثل التزاما قويا من أبوظبي بتحقيق رؤيتها الطموحة نحو مجتمع آمن وواثق واقتصاد تنافسي مستدام منفتح عالميا، حيث تترجم (رؤية أبوظبي) إلى مخطط استراتيجي واضح لمناطق الإمارة الثلاث يتضمن 25 هدفا رئيسيا سنعمل على تحقيقها عبر 83 برنامج عمل حكومي تنفذ جميعها خلال 5 أعوام عبر عملية تنسيق وثيقة وشفافة بين جميع الجهات الحكومية». وتابع سموه: «كما سنقوم بمتابعة نتائج الخطة بشكل ربع سنوي وتقييمها بناء على مؤشرات أداء وتقارير دورية حرصا على سير العمل بسلاسة وفاعلية وبذلك يصبح تحويل أهداف الخطة لنتائج ملموسة مسعى متجددا وعملا دؤوبا سنكون جميعا شركاء في تنفيذه». وأوضح سموه أن الخطة تتوزع على 5 قطاعات للعمل الحكومي وهي التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والبنية التحتية والبيئة والأمن والعدل والسلامة والشؤون الحكومية بشكل يضمن تطور أبوظبي المستمر». خطة وأكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان سعي هذه الخطة إلى ضمان تفوق أبوظبي واستمرارها في تقوية نسيجها الاجتماعي المتميز ومكانتها الاقتصادية الكبيرة، منوها إلى أن الإجراءات الأخيرة بدمج بعض الكيانات الاقتصادية شكلت خطوات ملحة لزيادة تنافسية أبوظبي تضع مواردها المالية في اتجاهات اقتصادية محددة تحقق لها الفوائد القصوى من هذه الكيانات. وقال سموه: «يسعدني التأكيد على أنه يوما بعد يوم.. تصبح أبوظبي أقل اعتمادا على النفط وأكثر اعتمادا على ثروتها من أبنائها وبناتها الذين أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي للإمارة بقدراتهم وبعطائهم الجزيل في مختلف مجالات التنمية وميادين العمل لأنهم غاية عملية التنمية وأهم مكتسباتها». وتابع سموه: «ولضمان استدامة النمو الاقتصادي.. عكفت أبوظبي على تطبيق خطط طموحة لتنويع مصادر دخلها وقد آتت تلك الخطط أكلها بمواصلة ارتفاع حصة القطاعات غير النفطية من الناتج المحلي الإجمالي لأبوظبي». وأوضح أن: «ثمة شواهد أخرى تثبت نجاعة النهج الاقتصادي لأبوظبي مع الحفاظ على مستويات تضخم متدنية في ظل معدلات نمو اقتصادي مرتفعة تحققت خلال الأعوام الماضية.. ففي الوقت الذي تضاعفت فيه الصادرات غير النفطية خلال 5 سنوات تضاعف رصيد التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة إلى أبوظبي خلال الفترة نفسها». وأكد سموه أن تحقيق تلك الإنجازات لم يكن ممكنا دون الدعم والمتابعة المستمرين من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي للتأكد من سير برامج العمل وفق خطط مدروسة بعناية تكفل تحقيق التميز في منظومة العمل الحكومي في أبوظبي وتدعم مسيرة التنمية المستدامة. وقال سموه في ختام كلمته:»مثلما عملنا جميعا في أبوظبي طوال 5 عقود على ضمان رفعة الإمارة وازدهارها.. ستواصل حكومة أبوظبي العمل والمثابرة للوصول إلى أفضل مستويات الإنتاجية والجاهزية خلال السنوات المقبلة وسيكون هدفها دائماً ازدهار حاضرنا وضمان أفضل مستقبل ممكن للأجيال القادمة». أهداف ورصدت مجموعةُ أكسفورد للأعمال (OBG)، شركة الأبحاث والاستشارات العالمية والذي أطلقته المجموعة أمس نظرة شاملة حول المناخ الاستثماري في أبوظبي في ضوء استمرار انخفاض أسعار السلع خلال عامَي 2016 و2017، ويوفر التقرير«أبوظبي 2017» تغطية مفصّلة للأهداف الإنمائية للحكومة المحلية عقب إصدار الخطة الخمسية الجديدة للإمارة، مع التركيز بصورة خاصة على كبرى عمليات الاندماج والتوحيد التي شهدها العام الفائت في مجال الصناديق السيادية وقطاعات الطاقة والمصارف والتعليم. إضافةً إلى ذلك، يعرض التقرير: أبوظبي 2017 الجهود التي تبذلها الإمارة للتوسع في قطاع السياحة، وذلك عبر تعزيز قطاعي سفر الأعمال والترفيه بمجموعة جديدة من العروض التي تشمل محاور جديدة مثل الثقافة. ويرصد التقرير سير العمل في مشاريع جديدة قيد الإنجاز، بما في ذلك المبادرات الخاصة بجزيرتَي ياس والسعديات، بالإضافة إلى العين، وهي مبادرات تمّ إعدادها لاستقطاب السياح المهتمين بالثقافة والزوار الباحثين عن المرافق الترفيهية. وقال أوليفر كورنوك، رئيس التحرير في مجموعة أكسفورد للأعمال، إن المستثمرين رحّبوا بالمعلومات الجديدة التي قدمتها الحكومة في عام 2016 بشأن استراتيجيتها الإنمائية، والتي وفرت وضوحاً أكبر بشأن المرحلة المقبلة من خططها الطموحة للإمارة. وقالت ميشيل سولومان، المديرة الإقليمية لمجموعة أكسفورد للأعمال «على الرغم من الظروف الصعبة وغير المواتية التي تعترض سبيل الاقتصاد الكلي، لا تزال الإمارة تظهر مرونةً وتشكل محركاً للنمو، وذلك بفضل تطوير البنية التحتية في قطاعات مثل الطاقة والنقل والسياحة والعقارات»، وأضافت: «إنّ المستثمرين الذين يتطلعون إلى إمكانات السوق لديهم الكثير مما يمكنهم النظر فيه».
مشاركة :