الرياض- عناوين عبر مسلمون مقيمون في العاصمة البريطانية لندن عن مخاوفهم جراء تصاعد الأعمال العدائية ضدهم ، لاسيما بعد حادث الدهس الذي استهدف أمس الإثنين المصلين بعد خروجهم من المسجد الكبير. وروى عدد من المسلمين شهاداتهم على جريمة الدهس، فيما رأى أخرون أن الوضع يزداد سوءا في ظل سهولة وصول المتطرفين اليمنيين إلي مناطق تجمع الجاليات المسلمة. وقالت شبكة ” سي إن إن ” الأمريكية إن مجموعة من الهجمات الإرهابية في بريطانيا خلال الأسابيع الماضية أثارت مخاوف المسلمين في شمال لندن من الانتقام، غير أنهم لم يتصوروا أن يكونوا ضحايا لمثل ذلك العنف الذي أقدم عليه أحد الأشخاص، عندها دهس مصلين خارجين للتو من مسجد، ممّا أدى إلى مصرع شخص على الأقل وإصابة عشرة بجراح، في واقعة تتعامل معها الشرطة على أساس عمل إرهابي. ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الهجوم الذي حدث قرب مسجد فينسبري بارك شمالي لندن بـ”المثير للتقزز مثل الهجمات الأخيرة التي ضربت المملكة المتحدة”. وأدى الهجوم إلى مقتل شخص وجرح 10 آخرين بعدما دهس رجل كان يسوق شاحنة صغيرة مصلين قرب دار الرعاية الإسلامية في فينسبري بارك، حسب هيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي”. وقُبض على رجل أبيض يبلغ من العمر 48 عاما للاشتباه في تورطه بالحادث، فيما قالت منى محمد ، التي أصيب قريب لها في الحادث ، إنها كانت في بيتها رفقة طفلها عندما وقع الهجوم، مضيفة أنها ” تركت بيتها في مقديشيو، عاصمة الصومال، هربا من العنف، وجاءت إلى لندن لتحسّ بالأمن، لكن ذلك لم يعد قائما فنحن خائفون.. عندما أستيقظ صباحا وأطالع الأخبار أجد دائما هجوما جديدا.. لماذا يحدث هذا في المملكة المتحدة؟” . وقال علي ، إت الحادث الذي وقع قرب مسجد فينسبري بارك شمالي لندن، فجر الاثنين الماضي في منطقة تحتضن عددا من المساجد ويسمكنها الكثير من المسلمين، زيادة على اشتهارها بكونها أحد معاقل تشجيع فريق الأرسنال، خلف قلقا كبيرا بين المسلمين، موضحاً أنه ” كان يصلي الجمعة خارج المسجد عندما يمتلئ عن آخره، لكن في هذه الأيام، أضحت السيارات بمثابة أسلحة”. ونقلت “سي إن إن” عن مسلم أخر يدعى سلطان قوله: “عايننا ارتفاع الإسلاموفوبيا كنتيجة للهجمات الإرهابية.. أمهاتنا وأخواتنا اللائي يخرجن إلى الشارع يتم التعرّف على دينهن بسهولة لارتدائهن الحجاب.. لقد صرن أهدافا سهلة”. وعبّر عدد من سكان المنطقة عن غضبهم من أخذ وسائل الإعلام مدة من الوقت قبل أن يصفوا الحادث بالإرهابي، عكس ما وقع في الهجمات الماضية التي نفذها إسلاميون متشددون، في وقت أكدت فيه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن الحادث عمل إرهابي، وأنها قرّرت التعامل معه على هذا الأساس بثماني دقائق بعد توصلها بأول مكالمة، بينما لم تعلن شرطة لندن عن هذا الوصف إلّا بعد ثماني ساعات. ووقع الهجوم بعد ثلاثة أيام فقط، على قيام مجموعة تراقب جرائم الإسلاموفوبيا بإشعار رابطة للمسلمين في المنطقة بضرورة أخذ إجراءات احترازية خلال رمضان، ووزع أعضاء المجموعة منشورات للسلامة على المساجد، إذ يقول أحد أعضاء المجموعة إن رمضان يعدّ الشهر الذي يتم فيه تمييز المسلمين بسهولة عن غيرهم لأدائهم الصلوات إلى وقت متأخر من الليل، مشيرًا أن أمن المساجد يجب أن يتم تعزيزه أكثر. وروت فتاة تدعى رويدة ما أصابها جراء الحادث ، قائلة: “كنت في السرير وسمعت أصواتا كثيرة.. نظرت وأختي إلى الشارع ورأينا شخصين مُلقيين على الأرض، كما كان شخص طاعن في السن تحت الشاحنة التي قامت بالدهس”، مضيفة أنها لم تستطع النوم في ذلك اليوم. وتقول سلمى أحمد، عضو في تجمع المسجد: “علمت بالواقعة عبر صديقتي..صدمت كثيرا لمعرفتي أن الهجوم وقع أمام المسجد الذي صليت فيه منذ أن كنت صغيرة. لم أحس بعدم الأمان إلى اليوم”، مردفة أنها لن تتخلى عن حجابها بعد ما وقع. وقالت “لن أعطي لأشخاص، مثل من قام بالهجوم، شعوراً بالرضا.. ولن أنزع أبدا حجابي”.
مشاركة :