الشقيق الأصغر لا يتآمر على إخوانه عبدالله العلمي دعوة رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، في مقابلة قناة “سي أن أن” هذا الأسبوع السعودية ودول الخليج للنظر إلى قطر “كالشقيق الأصغر” تدل على استهزاء بعقول الشعوب الخليجية. أين كان هذا “الشقيق الأصغر” عندما حَرّضَ مستشار أمير قطر حمد العطية، البحريني الهارب حسن سلطان على إثارة الفوضى في البحرين في التسجيلات التي عرضها تلفزيون البحرين هذا الأيام؟ تلك التسجيلات تؤكد للمرة المليون تآمر قطر على مملكة البحرين المسالمة الآمنة، سعيا إلى زعزعة أمنها واستقرارها وتحريض مواطنيها على الخروج إلى الشوارع والعبث بالممتلكات العامة والإضرار بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. أين كان “الشقيق الأصغر” عندما كان الهارب البحريني حسن سلطان يُحَرِض على الحكم في دولة البحرين منذ تسعينات القرن الماضي ويشارك مع “حزب الدعوة” المحظور والموالي لإيران في أحداث تقاطع الفاروق عام 2011، ويعمل على تشويه صورة مملكة البحرين عبر قناتي “العالم” و“المنار” ومنابر معادية أخرى إيرانية؟ وصف الهارب من العدالة حسن سلطان قوات “درع الجزيرة” بأنها “قوات احتلال” وناشد في مكالمته مع الوسيط القطري حمد العطية الامتناع عن المشاركة فيها. العطية لم يتأخر بالإجابة وأكد أن اثنين فقط من المراقبين القطريين يشاركان في هذه القوات. هذه ليست أول مرة يدس فيها العطية السم في العلاقات الخليجية- الخليجية، فهو من أشعل الأزمة بين دول الخليج وقطر عام 2013، ما دفع دول الخليج لمطالبة الدوحة بالتوقيع على اتفاق يلزمها بعدم التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي. من الواضح أن قطر لا تتعلم الدرس من أول مرة. لتتويج المؤامرة القطرية، تعهدت الدوحة ببث مظاهرات البحرين في قناة “الجزيرة”، نعم نفسها القناة التي وظفت برامجها وصراخ مذيعيها لضرب وحدة مملكة البحرين الشقيقة. هذه ليست أول مرة تتعرض فيها المنامة لحملات تضليل وتشويه ممنهجة في وسائل إعلام معادية. هناك حوالي 40 قناة فضائية ممولة من إيران تسعى في ظلمة الليل إلى إثارة الفتنة الطائفية والانقسام داخل المجتمع البحريني المسالم. رغم أن كل مواطن خليجي مخلص يأمل أن يعم السلام والأمن دول المنطقة، إلا أن قطر مازالت تسعى إلى بث الفرقة عبر قناة “الجزيرة”. فقد تخصصت قناة الأفاعي بالتآمر على المنامة وبث البيانات المفبركة متسترة بأغطية حقوقية مزيفة دون تحري الدقة أو المصداقية. لم تتوقف “الجزيرة” عن التآمر على المنامة لأعوام طويلة، بل طوّعت منابرها الرخيصة للمتطرفين في البحرين وغيرها، لتحسين صورتهم أمام الرأي العام العالمي. تعرضت البحرين في السنوات الماضية، لأعمال الإرهاب وتهريب الأسلحة والمتفجرات واستهداف رجال الأمن، إضافة إلى حملات الإعلام القطرية ضدها بهدف زعزعة أمنها واستقرارها. في نفس الوقت، فتحت “الجزيرة” أبوابها للإرهابيين المتشنجين لخلق الفوضى وضرب الوحدة الخليجية. أثبتت قناة الكذب والنفاق أنها مصدر للإعلام المستأجر لنشر الشائعات وتحويل الحقائق إلى أقاويل مزيفة. ورغم استشهاد أكثر من 19 رجل أمن وإصابة 3 آلاف آخرين، وتضرر الأبرياء وترويعهم، صمدت البحرين بفضل تماسك أبنائها وقوة نسيجها وحكمة قيادتها. الحكومة القطرية لم تحترم الجوار، بل أطلقت سهام الغدر والخيانة في ظهر المنامة وأصبحت عونا للجماعـات الإرهابية في السر والعلن، وبوقا رخيصا لنشاطاتها الإجرامية. في 20 يونيو 2016 أسقطت البحرين الجنسية البحرينية عن عيسى أحمد قاسم، الذي أسس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية خارجية ولعب دورا رئيسا في خلق بيئة طائفية متطرفة. كذلك حكمت المحكمة الكبرى في البحرين بحل جمعية الوفاق، الطابور الخامس الإيراني المتمثل في ولاية الفقيه والممولة مالياً وسياسيا من النظام القطري. جن جنون قطر، فجندت ذراعها سيئة السمعة “الجزيرة” لبث التقارير المفبركة في حق البحرين وحكومتها وشعبها بهدف زعزعة أمنها وبث الفوضى في أحيائها الآمنة. هذا ليس بمستغرب على إعلام هش يمثل سلطة عاجزة عن تكوين موقف محدد وواضح. المكالمات الهاتفية التي أشرت إليها في بداية المقال كشفت دعم النظام القطري للإرهابيين للتآمر على المنامة. نحن لسنا ضد الشعب القطري، ولكن النظام القطري لا يتصرف كالشقيق الأصغر. النظام القطري لم يراع حتى حقوق الجوار والمصير المشترك وما نص عليه ميثاق مجلس التعاون الخليجي، دون رادع من دين أو عروبة أو صلة قرابة. عضو جمعية الاقتصاد السعودية sarab/12
مشاركة :