آن الأوان لمنافسة العالم المتقدم بالتحول لـ«المعرفة والاقتصاد»

  • 6/12/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم: «آن الأوان لمنافسة العالم المتقدم بالتحول إلى عالم المعرفة والاقتصاد، فقد مللنا التنظير والدراسات والأبحاث حبيسة الأدراج»، فيما كشف وزير العمل المهندس عادل فقيه عن سعى وزارته لاستقطاب ما يفوق المليون طالب وطالبة من خريجي الثانويات العامة إلى سوق العمل خلال الـ15 عاما المقبلة. وأكد الفيصل في كلمة خلال ورشة عمل (المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل لخدمة شباب الوطن)، أمس بحضور وزير العمل المهندس عادل فقيه ونائبي وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي والدكتور حمد آل الشيخ، ومدير عام التربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي، أن التعليم هو أساس التقدم ومنطلق كافة استراتيجيات الأمم للارتقاء في كافة المجالات والعلوم، مشددا على ضرورة استغلال الفرصة التي أتيحت لنا في هذا الوقت بالذات، وقت الدعم والمبادرات من القيادة الحكيمة سعيا بعون الله للتحول إلى عالم المعرفة والاقتصاد، والانتقال إلى مرحلة العالم المتقدم للحاق بمن سبقونا واستغلوا كافة الإمكانات للنهوض بأمتهم نحو عالم متغير في جميع المجالات. وأضاف سمو وزير التربية والتعليم: «هناك عدة دول في قارة آسيا وصلت إلى الاستغلال الأمثل لتحويل مجتمعاتهم إلى مجتمعات معرفية واقتصادية بدءا من التربية والتعليم، وقد حرصت منذ أيامي الأولى في مجلس الوزراء على عقد شراكات مع عدة جهات لخدمة الوطن والمواطن، وذلك لإيماننا بأن من يقود الأمة في المستقبل هم نتاج مدارسنا من طلاب وطالبات، وبالتالي يجب علينا أن نوجههم الوجهة الصحيحة والمناسبة لخلق بيئة متوازنة بين قطاعات الدولة والقطاعات الخاصة لتقديم نماذج شابة قادرة على العمل التقني والفني لخلق صناعة واقتصاد بطريقة أفضل»، لافتا إلى أن وزير العمل المهندس عادل فقيه أول من استعد لتلك الشراكات ذات الأهداف السامية «وما لقاؤنا اليوم في هذه الورشة إلا انطلاقة حقيقية نحو عالم متغير يحتم على الجميع الوقوف والبحث في الجديد للاستفادة من كافة إمكانيات وزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وكافة القطاعات الخاصة، ومن الضروري أن نشترك جميعا في المواءمة بين مخرجات التعليم العام ومتطلبات السوق». واستطرد الفيصل قائلا: «هناك كثير من أبنائنا وبناتنا يتخرجون من الثانوية العامة ويتوجهون للجامعات معتقدين أنها ستوفر مقاعد دراسية لهم، وهذا غير صحيح ولا يوجد في العالم كله، وليس بالضرورة أن يكون لهم جميعا مكان في العمل الحكومي، فدور الدولة هو التهيئة المناسبة والتأهيل الجيد لخلق منافسة وبيئة عملية جاذبة، لذلك انطلقنا من ورشتنا هذه لتغيير هذا المفهوم الخاطئ لدى الطلاب والطالبات، والتأكيد على ضرورة تأهيلهم للدخول إلى عالم القطاعات الخاصة والعمل بكل شرف، مؤكدا أن الوظائف الأخرى لا تقل أهمية عن وظائف الدولة، ومستشهدا بقصة الطالب الجامعي الذي اكتشف في أول سنة دراسية بأنه لا يصلح للتعليم الجامعي فترك الجامعة وعمل في القطاع الخاص، والآن هو أغنى رجل في العالم». معادلة صعبة وزاد: للأسف مازلنا نستورد المواهب التقنية والفنية من الخارج وفي نفس الوقت نتحدث عن بطالة الجامعيين، يجب علينا أن نمضي قدما في تلك الموازنة والمواءمة لخلق فرص اقتصادية معرفية، ويجب أن ندرك أنه حان الآن وقت العمل الجاد في الميدان وتطبيق كافة الدراسات بشكل منظم ومدروس لتطبيق استراتيجيات الدولة في العام المقبل، وهو التحول إلى الاقتصاد المعرفي بحيث يكون لنا منهج، وللمنهج منهج آخر، وهذا هو مفهوم مجتمع المعرفة. واختتم الفيصل كلمته بتقديم الشكر والتقدير لكل من حضر وساهم في التنظيم من وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، مبديا ارتياحه لهذه البادرة الجميلة والمبادرة التي تنم عن تحمل المسؤولية واستشعار عظمها في هذا الوطن الغالي. توفير مليون وظيفة بدوره، كشف المهندس عادل فقيه وزير العمل عن سعي وزارته في خططها المستقبلية خلال الـ15 عاما المقبلة لأن يتجه نحو 25% من خريجي الثانويات العامة إلى سوق العمل أي ما يفوق المليون من أصل 5 ملايين طالب وطالبة، مؤكدا أن هذه الخطط ستنفذ بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بشكل مرحلي حتى الوصول إلى الأهداف المنشودة، أضافة إلى توفير كليات التميز خلال العام الحالي 53 ألف مقعد تدريبي والتي ستطلق خلال شهر سبتمبر بواقع 27 كلية جديدة. وأوضح محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص في كلمته أن المؤسسة تسعى حاليا إلى تطوير شامل وفهم لخصائص المخرجات التعليمية التي تتيح الشراكة بينها وبين التربية والتعليم، وتحديد المشاريع الأولى في إطار مخرجات التعليم المدرسية والاتفاق على خطة عمل للمضي قدما في تنفيذ هذه المشاريع، مرحبا بهذه الشراكة التي تخدم الوطن. عقب ذلك شاهد الحضور عرضا مرئيا قدمه مدير عام مشروع (تطوير) في وزارة التربية والتعليم الدكتور علي الحكمي استعرض فيه خطط المشروع منذ انطلاقه والنتائج التي وصل إليها مدعما ذلك بالأرقام والإحصاءات، مؤكدا أن القادم أجمل بفضل الدعم السخي من الدولة وبفكر الأمير خالد الفيصل. فيما قدم الدكتور محمد التعزي عرضا لخطط وزارة التربية والتعليم المستقبلية، والفرص المتاحة للطلاب والطالبات في سوق العمل، إضافة إلى عرض لوزارة العمل تناول مبادراتها ومساهمتها في إيجاد فرص عمل بالقطاع الخاص لخريجي الثانوية العامة. ورش العمل بدأت ورش العمل بورشة جانبية بعنوان رفع الوعي بالتدريب التقني، شارك فيها العديد من التربويين والاقتصاديين والخبراء العالميين حيث تناولا فيها تعزيز المهن التقنية لتصبح فرص عمل جاذبة إضافة إلى توفير الاستشارة عن المسارات الوظيفية المناسبة وفي الورشة الثانية التي حملت عنوان «البرامج المدرسية اللاصفية» استعرضت فيها التجارب العلمية خارج الساعات المدرسية أو أثناء فترات الإجازات وبرامج الاستعداد الوظيفي أما الورشة الثالثة التي حملت عنوان «المدارس الثانوية التقنية» كشفت عن استحداث مجالا فنيا للمدارس الثانوية يسهم في تعزيز مفهوم العمل لدى الطلاب والطالبات وفي الورشة الرابعة بعنوان «برامج ذوي الاحتياجات الخاصة» تحدث الخبراء عن ضرورة دمج الطلاب مع ذوي الاحتياجات الخاصة تطبيقا للدراسات والأبحاث العالمية التي أثبتت جدواها.

مشاركة :