«الحصار» يفسد فرحتنا بالعيد.. ويعصف بمستقبل الطلاب

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت تداعيات حصار قطر تلقي بظلالها القاتمة على المواطنين والإخوة من أبناء الدول التي فرضت حصارها ضد الدوحة، وسط حالة من الحزن التي سيطرت على المتضررين من الحصار، الذي سوف يفسد فرحة عيد الفطر المبارك بعد أيام.باتت الأسر الخليجية مشتتة، ولا تعرف كيف تقضي إجازة عيد الفطر، في ظل الحصار البائس، كما يواجه القطريون من أصحاب الاستثمارات في دول الحصار صعوبات كبيرة في التعامل مع الأزمة، وفي كيفية إنقاذ هذه المشروعات من شبح الخسارة، في ظل إصرار دول الحصار على إلحاق الضرر بالمواطنين والخليجيين المقيمين في دولة قطر. ولا تزال الحالات الإنسانية تبحث عن طوق النجاة، والبقاء مع أسرها مراعاة لأوضاعها الصعبة، والتي لم تغيرها الوعود من جانب دول الحصار بإيجاد الحلول اللازمة لإنهاء معاناتها. ورصدت جولة «العرب» داخل مقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، توافد العشرات لتقديم شكواهم، ومن جهتها خصصت اللجنة فترتين على مدار أيام الأسبوع لتلقي شكاوى المتضررين جراء الحصار، الذي ألحق ضرراً كبيراً وبالغاً، سواء من الناحية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو التعليمية. وقال عدد من المتضررين لـ «العرب» إن ما يزعج المواطنين والمقيمين هو تشتيت شمل الأسر والعوائل، مشيرين إلى أن ما يحدث الآن من دول الحصار تجاوز كافة القواعد الأخلاقية والقوانين الدولية. وأكدوا أن الضرر النفسي جراء منع زيارة الأهل، رغم وجود حالات مريضة وأطفال حديثي الولادة، يتصدر قائمة الشكاوى الواردة إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لافتين إلى أن الضرر الاقتصادي أو التعليمي أقل بكثير، مقارنة بمنع أطفال من رؤية والديهم في هذه الأيام المباركة ومع دخول الأعياد. إبراهيم: حرموني من زيارة زوجتي وطفلتي بالإمارات في البداية، قال المواطن علي إبراهيم: إن ابنتي تعيش مع والدتها في الإمارات، وتم منعي من زيارتها، أو سفر والدتها، لقضاء فترة العيد وسط الأهل والأقارب، موضحاً أن الطفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، وكنت معتادا على زيارتها كل شهر لظروفي الخاصة. وأكد إبراهيم أن حرمان الطفلة من قضاء العيد وسط والديها يؤثر عليها بالسلب، وتلك هي المرة الأولى لها التي يحل فيها العيد بعيداً عن والديها، معرباً عن حزنه من فراق ابنته، وعدم رؤيتها مرة ثانية لتشديد الغرامات والعقوبات على من يزور دولة قطر أو العكس. وقال عبد العزيز أحمد: إن الضرر النفسي أشد أثراً من الضرر الاقتصادي، مشيراً إلى أنه قام بإجراء عدد من التحاليل الطبية في البحرين لعمل تلقيح صناعي وأطفال أنابيب، وبعد الانتهاء من كافة الإجراءات تم حصار قطر، وتم منعي وزوجتي من السفر لمتابعة النتائج. وأوضح أحمد أن التكاليف المالية ليست هي الهاجس الذي يؤرقه قدر ما يكون الضرر النفسي الذي ألم به وبزوجته، جراء تلك التجربة الفاشلة التي يعاني منها عدد من الأسر بسبب صعوبة الإنجاب، مشيراً إلى أن الحالات الخاصة والعلاج والمرضى يجب أن تكون خارج تلك القرارات التي لا ترى بعين الرأفة والرحمة حالات كبار السن والمرضى المتضررين بشكل مباشر من تلك القرارات غير الإنسانية. وأعرب أحمد عن حزنه وغضبه، كون تلك التجارب والفحوصات استمرت لفترات طويلة، ويكون الفرد مهيأً نفسياً لنجاح تلك التجربة، ويعد العدة لوصول مولود حديث يملأ عليه حياته بعد طول انتظار وتجارب وفحوصات وأدوية تستغرق سنوات، ثم يأتي قرار لا يراعي الحالات الإنسانية، ويطبق على الأشقاء بعضهم البعض. السيلطي: ضاع مستقبلي بعد سنوات من الدراسة بعجمان وقال سعد محمد السليطي: أدرس في جامعة عجمان بالإمارات، وأنهيت كافة الامتحانات بتفوق، لكن تبقى «كورس» واحداً لحصولي على الشهادة، موضحاً أن الحصار تسبب في منعه من السفر لاستكمال آخر مراحل التخرج، مما تسبب في ضياع سنوات الدراسة عليه. وأشار السليطي إلى أنه يدرس في كلية القانون، وتم إبلاغه عن طريق الجامعة بمنعه من تسجيل الكورس الأخير له، مما ترتب عليه عدم حصوله على شهادة التخرج، لافتاً إلى أن الجامعة لم تقدم أية مبادرة لحل تلك المشكلة. البوعينين: لا احترام لحقوق الإنسان قال خالد مبارك البوعينين: أحمل الجنسية السعودية، ومتزوج من قطرية، ولدي أسرة وأطفال وعمل في وظيفة حكومية، وفور صدور القرار تم إبلاغي بضرورة السفر لتجنّب العقوبات التي توقع على الممتنعين من العودة إلى دولهم، متسائلاً: كيف أترك أسرتي وأعود إلى السعودية ومن يرعاهم في غيابي؟ وأشار البوعينين إلى أن لديه والدين وأقارب في السعودية، كان معتاداً على زيارتهم كل شهر، وذلك غير ممكن الآن في ظل أجواء الحصار، كما أن تطبيق العقوبات شكل لديه هاجساً وخوفاً على مستقبله في تجديد جواز سفره بعد ذلك، وأشار إلى أن جميع من قاموا بالسفر للسعودية لم يستطيعوا العودة مرة أخرى، مؤكداً أن «الحصار» لا يراعي حقوق الإنسان وجمع شمل الأسر في الشهر الفضيل. المهندي: عقاراتي في دبي بثمن بخس وقال محمد إبراهيم المهندي إنه قام بشراء عدد من العقارات في دبي بمبالغ كبيرة، وأدى الحصار إلى منعه من دخول الإمارات لمباشرة استثماراته، مشيراً إلى أنه تلقى عدداً من الاتصالات من إماراتيين يعرضون عليه شراء ممتلكاته بسعر زهيد، في مقابل التخلص منها، خاصة مع طول الأزمة، ولفتوا نظره إلى عدم قدرته على متابعتها وتعرضها للخسار مع مرور الوقت. وشدد على ضرورة وضع آلية خاصة للمستثمرين حتى يتمكنوا من متابعة مشاريعهم، بعيداً عن التوترات السياسية مع الدول، موضحاً أن تلك الأزمة جعلت العديد من المواطنين يمتنعون عن الاستثمارات في الدول المحاصرة لقطر.;

مشاركة :