نظام استعانة الحكام بتقنية الفيديو خلال المباريات، الأضواء بشكل كبير خلال اليوم الثاني من بطولة كأس القارات 2017 لكرة القدم المقامة حاليا بروسيا. وذلك بعد أن لعب دورا بارزا في قرارات احتساب أهداف وإلغاء أخرى.العرب [نُشر في 2017/06/20، العدد: 10669، ص(23)]جدل واسع موسكو- انتظر المشجعون لبعض الوقت خلال كل من مباراتي المنتخب البرتغالي ونظيره المكسيكي في كازان والمنتخب الكاميروني ونظيره التشيلي في موسكو، لحين اتخاذ حكم الساحة قرارات بشأن احتساب أهداف، بناء على المشاورة مع الحكام المساعدين عبر الفيديو. وجاء نظام استعانة الحكام بتقنية الفيديو، ليشكل حاجزا أمام أي نوع من الجدل حول مدى صحة القرارات التحكيمية التي قد تحسم المباريات. ومع ذلك، شهدت مباراة المنتخبين التشيلي والكاميروني احتجاجا من قبل اللاعبين. كما أن اللاعبين والمشجعين ربما أدركوا الاثنين أن عليهم الحذر عند الاحتفال، حيث بات عليهم توجيه أنظارهم إلى حكم الساحة أولا لمعرفة ما إذا كان يتشاور مع الحكام المساعدين عبر الفيديو أم لا. كذلك تكمن مشكلة أخرى بالنظام الجديد، في أن الجماهير الحاضرة بالاستاد وكذلك المتابعة عبر شاشات التلفاز لا تستطيع أن تعرف على الفور على ما يجري التداول بشأنه بالتحديد بين حكم الساحة وحكام الفيديو، إلى جانب أنه يتحتم عليهم حينذاك الانتظار لبعض الوقت لحين اتخاذ القرار. وقال فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي، عقب تعادل الفريق مع نظيره المكسيكي 2-2، إن النظام الجديد “مربك بعض الشيء”، مدعيا أنه استخدم فقط خلال المباراة لفحص أهداف المنتخب البرتغالي. واعتقد المنتخب البرتغالي أنه افتتح التسجيل عندما أسكن بيبي الكرة في الشباك، لكن الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا ألغى الهدف بداعي التسلل بعد التشاور مع حكام الفيديو. وافتتح ريكاردو كواريزما التسجيل للبرتغال في الدقيقة 35 ثم تعادل خافيير هيرنانديز للمكسيك في الدقيقة 42.نظام تقنية الفيديو يخضع للتجربة في كأس القارات الحالية، وفي حالة نجاحه، يحتمل تطبيقه في مونديال 2018 وقبل أربع دقائق من نهاية المباراة، سجل سيدريك سواريس الهدف الثاني للبرتغال وقد احتسب بعد التشاور أيضا مع حكام الفيديو، ثم تعادل المنتخب المكسيكي بهدف في الثواني الأخيرة سجله هيكتور مورينو. ويخضع نظام استعانة الحكام بتقنية الفيديو، للتجربة خلال بطولة كأس القارات الحالية، وفي حالة نجاحه، يحتمل تطبيقه خلال كاس العالم 2018 بروسيا. وكما كان الحال مع المنتخب البرتغالي، جرى التحقق من هدفين لمنتخب تشيلي عبر تقنية الفيديو، فألغي واحدا واحتسب الآخر، خلال المباراة التي انتهت بفوزه على نظيره الكاميروني 2-0. فقد تلقى إدواردو فارغاس تمريرة من أرتورو فيدال وأسكن الكرة في شباك الكاميرون لكن الهدف ألغي بداعي التسلل بعد فحصه عبر الفيديو، وقد أبدى لاعبو تشيلي استياءهم واحتجاجهم على قرار الحكم دامير سكومينا. وافتتح فيدال التسجيل للمنتخب التشيلي في الدقيقة 81 إثر تمريرة من البديل أليكسيس سانشيز الذي مرر أيضا الكرة التي سجل منها فارغاس الهدف الثاني في الثواني الأخيرة. ورفعت الراية في إشارة لوجود تسلل عند تسديد فارغاس الكرة في الشباك، لكن بعد مراجعة الفيديو، تقرر احتساب الهدف، لينتهي اللقاء بفوز تشيلي 2-0. التجربة الأولى هي المرة الأولى التي يتم فيها الاحتكام إلى هذه التكنولوجيا في بطولة كبرى للمنتخبات الأولى، لتضاف إلى تلك المستخدمة لمعرفة إذا كانت الكرة تجاوزت خط المرمى، في مسعى إلى التخفيف من الأخطاء التحكيمية التي ظلمت الكثير من المنتخبات في البطولات الكبرى وصولا أحيانا إلى حد إخراجها من المنافسة. وطبّقت تكنولوجيا الفيديو للمرة الأولى في كأس العالم للأندية في اليابان في ديسمبر الماضي، وفي مباراة جمعت منتخبي فرنسا وإسبانيا في 28 مارس الماضي. وواجهت الخطوة انتقادات وخلافات في مونديال الأندية بدت جلية خلال هدف سجله مهاجم ريال مدريد الإسباني البرتغالي كريستيانو رونالدو في الوقت بدل الضائع ضد كلوب أميركا المكسيكي، حيث تم احتسابه في الوهلة الأولى من طرف حكم الساحة، ثم ألغي بسبب التسلل قبل أن يتم احتسابه بعد فترة، ما تسبب بلغط وسوء فهم بين اللاعبين والحكم والحكم المساعد المسؤول عن الفيديو. وفي مباراة منتخبي فرنسا وإسبانيا، فاز الأخير بهدفين لدافيد سيلفا وجيرار دولوفيو. وألغى الحكم هدف دولوفيو في بادىء الأمر بداعي التسلل، لكن تقنية الفيديو أكدت أن الهدف صحيح خلافا لما جاءت عليه نتيجة مراجعة هدف لفرنسا سجله أنطوان غريزمان في الدقيقة 48 وألغي بداعي التسلل بفضل مساعدة الفيديو. وستطبق هذه التقنية في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وهي تستعمل في أربع حالات فقط: بعد تسجيل هدف، في حالة ركلة الجزاء، منح بطاقة حمراء مباشرة أو لتصحيح خطأ في تحديد هوية لاعب تعرض للعقوبة.في المستقبل سيتم التقليل بقوة من الحوادث التي يتعذر على الحكام التفاعل معها بينما يمكن أن يلحظ فيها الملايين من المشجعين خطأ واضحا في حالات من شأنها أن تغير مجرى اللعب وبرر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جاني إنفانتينو استخدام الفيديو في تصريح له الشهر الماضي بالقول أنه “من غير المقبول انه في 2017، وفي حين أن الجميع في الملعب أو في المنزل يمكن أن يرى في ثوان ما إذا ارتكب الحكم خطأ أم لا، بينما الشخص الوحيد الذي لا يعرف به هو الحكم نفسه”. وبعد أول اختبار رسمي “شبه حي” لحكم الفيديو المساعد خلال المباراة الودية بين إيطاليا وفرنسا (1-3) في الأول من سبتمبر الماضي، أكد إنفانتينو أنه “من خلال الاستعانة بحكام الفيديو المساعدين، فإننا نساعد الحكام ونحمي اللعبة. لقد فتحنا صفحة جديدة في كتاب تاريخ كرة القدم”. وأضاف “نحن نريد ونحتاج إلى مساعدة الحكام وحمايتهم. يجب علينا أن نستخدمها (هذه التقنية) بطريقة لا تؤثر سلبا على سير اللعبة واللعبة نفسها. علينا الحرص على أن الأخطاء الواضحة فقط هي التي يتم استعراضها من قبل حكام الفيديو المساعدين. الأخطاء الواضحة يمكن أن تحدث دائما، لكن من الممكن تجنبها في المستقبل”. واعتبر أنه “بهذه الطريقة، يمكن للفيفا بناء الثقة بين الجماهير واللعبة. مسألة وقت في المستقبل سيتم التقليل بقوة من الحوادث التي يتعذر على الحكام التفاعل معها بينما يمكن أن يلحظ فيها الملايين من المشجعين خطأ واضحا في حالات من شأنها أن تغير مجرى اللعب”. وجزم إنفانتينو أن الحكم الرئيسي سيظل السلطة الوحيدة لاتخاذ القرار في اللعبة، مؤكدا “لن يتم الاستعاضة عن الحكام المساعدين بحكام الفيديو أو بأي تكنولوجيا أخرى. لن نقوم بتفكيك لعبتنا”. من جانبه يرى خوان أنطونيو بيتزي، المدير الفني لمنتخب تشيلي الأول لكرة القدم، أن تقنية المقاطع المصورة “فيديو” المساعدة للحكام تحتاج إلى بعض الوقت لكي يتم التعود على استخدامها خلال المباريات، مؤكدا في الوقت نفسه أن لاعبيه تأثروا من الناحية النفسية بالقرارات التي تم تصحيحها من خلال هذه التكنولوجيا خلال مباراتهم مع الكاميرون في بطولة كأس القارات. وقال المدرب الأرجنتيني “أعتقد أنه يجب أن يمر بعض الوقت لكي نعتاد وندرك بشكل أكبر هذه المشاعر الجديدة”. وأضاف بيتزي قائلا “كان بإمكاننا أن ننهي الشوط الأول متقدمين 1-0، المشاعر والانفعالات التي يثيرها هذا النوع من التكنولوجيا لم نعتد عليها بعد، يجب أن نتيح له مساحة معينة لكي نرى كيف سيتطور”.
مشاركة :