تختلف كل بلد في عادتها وتقاليديها في شهر رمضان المبارك، وقبيل ساعة الإفطار بقليل تفاجأ المارة بشارع النيل برجل بقبعة بيضاء برفقة فتاة شقراء وعدد من الشبان يلوحون للسيارات بالتوقف لتناول الإفطار على كورنيش النيل بالخرطوم. الرجل صاحب القبعة لم يكن سوى ويل هاوراد، القنصل الأميركي بالخرطوم، يرافقه عدد من موظفي وموظفات السفارة الأميركية بالخرطوم في مشهد يحاكي الطريقة السودانية الشهيرة في رمضان بـ ” بحبس الدرب ” على عابري السبيل والغرباء ودعوتهم للإفطار طمعاً في الأجر والثواب. على كورنيش النيل، أشرفت مسؤولة العلاقات العامة بالسفارة على مائدة مفروشة على الأرض كما جرت العادة، أما القنصل ومساعدوه فقد كانت مهمتهم التلويح للمارة بالتوقف والانضمام إلى المائدة. والقنصل الذي كان يمارس مهمة جديدة عليه بدا مرحاً وهو يلوح بالقبعة بيد ويعرض قنينة الماء باليد الأخرى، وعندما يستجيب أحدهم كان ينتشي فرحاً ويهتف بلهجته الأميركية ” I got one ” . لكنه لم يكن يطمح أن يستجيب سائق حافة ركاب تقل أكثر من 30 راكباً وينضموا إلى المائدة التي أشرفت عليها مسؤولة العلاقات العامة بالسفارة. جين، التي عرفها السودانيون في زيارات متواصلة في رمضان لأصدقاء السفارة الأميركية دعت الضيوف على مائدة قالت إنها أعدت بطريقة أميركية تحتوى على الدجاج المقلي مع شرائح البطاطا والفاصوليا والشاي البارد وقالت إنهم ” هنا للاحتفال برمضان ولكن على الطريقة الأميركية ” . الملامح الاجتماعية الرمضانية في السودان بهرت على ما يبدو أعضاء السفارة الأميركية التي انخرطت منذ أعوام في محاكاة تلك العادات مع حلول الشهر الفضيل. ويتداول رواد التواصل الاجتماعي صور نشاط القائم بالأعمال في رمضان وتثير ردود أفعال متباينة. وتشهد العلاقات الأميركية السودانية تحسناً ملحوظاً، بعد عقود من الجمود حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية منذ عشرين عاماً، وما زال السودان على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وقبيل مغادرته البيت الأبيض بأسبوع، أصدر الرئيس السابق باراك أوباما أمراً تنفيذياً برفع العقوبات مؤقتاً لمدة 6 أشهر. ومن المقرر أن ينظر الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب في أمر العقوبات في يوليو المقبل. وقال القائم بالأعمال الأميركي، استيفن كوتسيس، الأحد إن بلاده مستعدة للعمل مع الحكومة السودانية لتجاوز العقبات حتى يتم رفع العقوبات عن السودان لو سارت الأمور بشكل جيد لكن الولايات المتحدة تضع شروطاً لذلك أهمها تحقيق السلام الشامل وتحسين سجل حقوق الإنسان.
مشاركة :