دعت المديرية العامة لمكافحة المخدرات أئمة المساجد إلى تفعيل المنابر، من خلال تخصيص أربع خطب للجمعة للحديث عن أضرار المخدرات بأسلوب قصصي تراعي مرحلة الشباب وصغار السن وتناسب تلك السن، مستنكرة انتشار صورة لطفل يعد سجائر حشيش وبجانبه زجاجة خمر، ووصفت ذلك بالأمر المزعج والغريب والدخيل على المجتمع السعودي. وقال لـ "الاقتصادية" عبد الإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية: إن الصورة المتداولة مستفزة، وتحتاج إلى أن تقابل بمنح دورات توعوية وتدريبية للآباء للتعامل الأمثل مع أبنائهم وتوعيتهم بأضرار المخدرات، مبيناً أنها لم تكن معروفة في السابق، داعيا إلى تخصيص أربع خطب للجمعة للحديث عن أضرار المخدرات بأسلوب قصصي يراعي مرحلة الشباب وصغار السن. يأتي ذلك في الوقت الذي أوضحت فيه دراسة حديثة أن 10 في المائة من مدمني المخدرات المتعالجين في مستشفيات الأمل بدأوا تعاطيهم في المرحلة الابتدائية، بينما ذكر 36 في المائة أن أول جرعة تعاطوها في الصف الأول الثانوي. وشملت الدراسة التي أجريت على 592 متعاطيا يتعالج من المخدرات أن 20 في المائة كان أول تعاطيهم في الصفين الثاني والثالث الثانوي، بينما 5.8 في المائة في المرحلة الجامعية. وأشار مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، إلى أن الفئة المستهدفة دائماً من مروّجي المخدرات تتركز في المرحلة العمرية بين 12 و18 عاما، واصفاً هذه المرحلة بـ"الخطرة"، مشدداً على أهمية دور الأسرة في متابعة أبنائهم في هذه المرحلة ومعرفة أصدقائهم، ومراقبتهم بشكل غير مباشر. وقال: "إن "مكافحة المخدرات" بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم تطبق حالياً عدة مشاريع وبرامج تدربية وتوعوية تهدف إلى حماية الشباب من المخدرات، ومن أهم البرامج الحالية هو البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات في جميع مناطق السعودية من الصف الرابع الابتدائي إلى الثالث الثانوي". ووصف في وقت سابق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، متعاطي ومروّجي المخدرات بـ "الشاذين"، الذين يسعون إلى إفساد المجتمع والإخلال بالأمن واقتصاد البلاد. وقال: إن المخدرات تحول الإنسان إلى حيوان شرس لا يفكر فاقداً للكرامة، مشيراً إلى أن خطر مروّج المخدرات يتجاوز جرائم السارق، لأنه يتسبّب في تعطيل الأعمال، ويسهم في تدمير الشباب، وكثرة القضايا، محذرا من تجارة المخدرات والتكسب منها، معتبرها مكاسب خبيثة ونجسة وسحتا، وأن البيع والشراء فيها حرام، ويستحق صاحبها أقسى العقوبات. وأشار آل الشيخ أن تحريم المخدرات في الإسلام لا يقتصر على تعاطيها، وإنما التحريم يشمل بيعها وإنتاجها وزراعتها والترويج لها، مستدلاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الخمر شاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها"، داعياً الشباب إلى الحذر منها، وألا يستغلهم الأعداء للجريمة من خلالها. وأوضح أن من أسباب تعاطي المخدرات مجالسة أهل السوء والفساد، الذين يسعون إلى إفساد المجتمع وتخريبه، دون مرعاة للصداقة، إضافة إلى ضعف الوازع الديني.
مشاركة :