ليلى مراد.. أولى سندريلات الشاشة

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – خالد بطراوي| كم من مواقف تشهدها الأعمال السينمائية، خلال وبعد تصويرها، تظل عالقة في وجدان أبطالها لما لها من ذكريات، ربما لا يعرف المشاهد الكثير عنها، الصورة تبقى دليلا حيا على الموقف.. نقدمها مع قصة الحدث ليخرج في «حكاية زمان يا فن». تعد ليلى مراد أول نجمة سينمائية في تاريخ السينما المصرية والعربية تحمل لقب «سندريلا» بأدوارها المتميزة والمتنوعة تمثيلا وغناء. ملأت ليلى مراد الدنيا شدواً وشغلت الناس بين الثلاثينات والاربعينات، واوائل الخمسينات، وعلى مدى 23 عاما كانت الصوت العذب الشجي الذي غنى للحياة والحب والجمال أحلى الألحان. وكان الملحنون يضمنون نجاح نغماتهم إذا أنسابت من خلال حنجرتها. لقد علمت ليلى مراد الرومانسية لمعجبيها وعشاقها، غنت للحب، وتوابعه: الشجن والدموع والألم والفرح والحزن. كما كانت الممثلة الفاتنة التي تألقت في أدوار رائعة لا يزال الناس يذكرونها بإعجاب انطلاقا من أول أفلامها السينمائية «يحيا الحب» مع الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي حقق نجاحا ساحقا عام 1938، وانتقالا الى سلسلة الأفلام التي حملت اسمها، وهو ما لم يحدث من قبلها ولا من بعدها، إلا إسماعيل ياسين، ظل اسمها أول الاسماء كبطلة وحيدة تدور حولها الأحداث ويتنافس على دورها الابطال. وعلى الرغم من ان السندريلا ليلى مراد كانت نجمة النجوم، ولا أحد يمكن ان ينافسها أو يرقى اليها، فانها اعتزلت الفن بعد عرض فيلم «الحبيب المجهول» عام 1955 وهي في السابعة والثلاثين من عمرها، وتفرغت لرعاية ولديها زكي وأشرف. اختفت ليلى مراد كطيف جميل عبر سماء السينما المصرية والفن المصري، وتركت وراءها تراثا هائلا من الأغاني العاطفية الساحرة والافلام التي وصل بعضها الى درجة الامتياز. ولم ينسها أحد قط. لم تتحول، برغم اختفائها، الى فنانة «قديمة». وظل الجميع يتصورونها كما رأوها في أفلامها وعرفوها وأحبوها. سندريلا السينما المصرية. أول وأجمل سندريلا في السينما المصرية. ولعل أحدا لا يعرف أن ليلى مراد التي قدمت مع انور وجدي ثمانية أفلام، أخرجها جميعا، وكان آخرها فيلم «بنت الأكابر» عام 1953، الذي غنت فيه أغنيتها الشهيرة «يا رايحين للنبي الغالي»، انه رغم ان أحداث الفيلم تدور في اجواء من الكوميديا الغنائية. فان المخرج وبطل الفيلم ومنتجه أنور وجدي فكر في حشر هذه الأغنية لأسباب سياسية. لينفي عن زوجته السابقة ليلى مراد إشاعة تقديمها المعونات المادية للمنظمات الصهيونية. وهي إشاعة كان هو نفسه مصدرها، في محاولة للنيل من شعبية ليلى مراد بعد ان انفصلت عنه عائليا وفنيا. ولم تفلح الوساطات في جمع الشمل مرة أخرى، فوجد أن أفلامه التي تلعب بطولتها سوف تصادر وتمنع من العرض في البلدان العربية، فكان اكثر الناس إصرارا على تكذيب الإشاعة بأسلوب عملي وفني، وتقرر أن تقدم ليلى مراد تلك الأغنية الجميلة التي عاشت لأكثر من 64 عاما. وما زالت تثير المشاعر كلما استمعنا إليها.

مشاركة :