أعلنت دمشق أن واشنطن سعت لمنع قوات "الحشد الشعبي" العراقية من الوصول إلى معبر الوليد على الحدود بين سوريا والعراق لإحباط إقامة تواصل بري لها مع الجيش السوري، لكنها فشلت في ذلك. وأوضح الإعلام الحربي المركزي للجيش السوري في بيان خاص أصدره لتسليط الضوء على التطورات الأخيرة على الحدود بين سوريا والعراق: "في الثالث والعشرين من شهر أيار/مايو 2017 انطلقت عمليات "الفجر الكبرى" ضد تنظيم داعش في البادية السورية (الصحراء الشرقية)... وبعد أسبوع، استطاع الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على مساحات شاسعة من البادية في أرياف حمص ودمشق، بالإضافة إلى التمدّد في ريف السويداء الشمالي الشرقي". وأشار البيان إلى أن الجيش حدد بذلك هدف عمليات البادية بـ"منع قوات واشنطن من التمدد داخل البادية، ثم إمساك الحدود وتحقيق التواصل البري مع "الحشد الشعبي" العراقي. وحاولت الولايات المتحدة، حسب رواية الجيش السوري، "تحذير القوات المتقدمة"، حيث شنت "3 غارات متفاوتة على قوات الجيش السوري والحلفاء، بعد فشل الفصائل المسلحة المتواجدة في هذا القطاع، مثل جيش سوريا الجديد، مغاوير الثورة، وأسود الشرقية، التي أطلقت معركة بركان البادية لمحاولة إيقاف تقدم القوات السورية". ومع إنجاز المرحلة الأولى من العملية، تمكنت القوات السورية من الوصول إلى الحدود مع العراق شمال شرق بلدة التنف، التي تسيطر عليها القوات الأمريكية. وتابع البيان موضحا أن الولايات المتحدة قامت، "في محاولة للتخفيف من زخم التقدم للجيش السوري والحلفاء، بنقل منظومات راجمات صواريخ من طراز "HIMARS" إلى جنوب سوريا، ليتم نصبها قرب معبر التنف الحدودي، وذلك "في رد واضح على إنجاز الجيش السوري والقوات الحليفة" في هذه المنطقة. وفي التطورات اللاحقة، التي وصفها الجيش السوري بـ"المفاجأة القادمة من العراق"، كان "الحشد الشعبي" العراقي "يحث الخطى باتجاه الحدود"، لكن "واشنطن لم توافق على وصول الحشد إلى الحدود ومعبر الوليد"، الذي سيطر عليه تنظيم "داعش" في مايو/أيار من العام 2015. وقال البيان إنه، بسبب الضغط من الولايات المتحدة، "اتخذ القرار عراقيا بأن ينفذ الجيش (العراقي) ومقاتلو العشائر المهمة (الخاصة بانتزاع معبر الوليد العراقي)". وتابع البيان مشددا: "ومع وصولهم إلى معبر الوليد كانت الصدمة، تقدم الحشد بمحاور موازية للمحاور التي تقدمت، وبموازاة الحدود التقى مع القوات السورية التي كانت قد تقدمت شمال معبر الوليد". واعتبر الجيش السوري أن هذه الانتصارات أدت إلى إقامة "الوصل الاستراتيجي بين العراق وسوريا بعدما جهدت الولايات المتحدة منذ العام 2011 لإحداث خلل فيه". كما أسفرت هذه التطورات، حسب البيان، عن منع المجموعات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة "من التقدم باتجاه منطقة البوكمال (الحدودية مع العراق) بعد تطويق التنف من الحدود العراقية والتقاء القوات (السورية والعراقية)"، فيما أوضح أنه "بالتالي أصبح الهجوم باتجاه الشمال مستحيلا في ظل هذا الواقع". المصدر: الإعلام المركزي للجيش العربي السوري رفعت سليمان
مشاركة :