وجد حديث الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السويسري سيب بلاتر إلى الصحفي الإنجليزي ديفيد كون، الذي يعمل على إعداد كتاب عن فضائح «الفيفا» المالية، ونشرت صحيفة «جارديان» مقتطفات منه وأثارت صدى واسعاً؛ حيث تناولتها الصحف والمواقع العربية بكثرة، ولاسيما أنه كشف عن علاقة قوية للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بتنظيم قطر لكأس العالم 2022 بعكس المتوقع والمنطق، حين أوعز إلى مواطنه ميشيل بلاتيني بالتصويت لملف الدوحة.وكان بلاتر كشف في حديثه لديفيد كون، أن الأصوات كانت ستذهب في مصلحة ملف الولايات المتحدة الأمريكية خلال التصويت على الدولة المنظمة لمونديال 2022، لكن بلاتيني حولها إلى قطر بعد عشاء جمعه مع الرئيس الفرنسي وقتها نيكولاس ساركوزي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة.رأى بلاتر أن الضغط السياسي يؤثر في القرار، قبل أن يتابع: «ساركوزي غيّر كل شيء، طلب من بلاتيني أن يراعي مصالح فرنسا»، وأكد الرئيس السابق ل«الفيفا»: «بلاتيني عقب ذلك العشاء نقل تلك الأصوات إلى قطر، بلاتيني من ناحيته قال إنه اتخذ قراره بنفسه وهذا ليس صحيحاً».ويروي بلاتر كواليس ما حصل في عام 2010: «قبل أسابيع من التصويت، أكد لي بلاتيني: لا يمكننا أن نذهب إلى قطر لأنه سيقال إننا تعرضنا للضغط لنفعل ذلك أو أننا تلقينا الأموال، ثم فعل ما فعله».وتناقلت أكثر من صحيفة وموقع عربي حديث بلاتر، وعنونت صحيفة الاقتصادية:«عشاء فرنسي منح قطر مونديال 2022»، أما موقع «اليوم الجديد» المصري فقد عنون: «قطر حصلت على تنظيم كأس العالم بعزومة».وكتبت صحيفة «الأهرام»: «بلاتر يكشف خفايا اختيار قطر لتنظيم المونديال.. والعشاء الحاسم على مأدبة ساركوزي».وعنونت «سكاي نيوز»:«بلاتر يكشف خفايا اختيار قطر لتنظيم المونديال»، في حين عنونت صحيفة الوئام الإلكترونية السعودية:«عشاء جمع حمد بن خليفة وساركوزي للاستحواذ على كأس العالم».وكتب موقع «بوابة الفجر» المصري:«يبدو أن قطر استخدمت أسلوباً ملتوياً في الحصول على استضافة كأس العالم مونديال 2022، خاصة بعد أن ترددت أنباء أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت هي الأقرب للحصول على تذكرة استضافة كأس العالم، ففي ديسمبر/ كانون الأول 2010، منح الاتحاد الدولي لكرة القدم حق استضافة نهائيات بطولة كأس العالم المقررة عام 2022 إلى قطر، بعد فوز ملفها بأعلى عدد من الأصوات خلال عملية التصويت بين أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، وتنافس الملف القطري على حق استضافة البطولة مع أربعة ملفات أخرى مقدمة من الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان».وتم التركيز خلال حديث بلاتر عن سعي الأخير إلى الإضاءة على بلاتيني بوصفه العراب الأول للملف القطري.وقال بلاتر في الحوار أيضاً: «لا أستحق الانتقادات الموجهة لي بشأن منح قطر تنظيم مونديال 2022، من يستحق ذلك هو بلاتيني، لم أكن أريد فوز قطر».وعندما يسأله ديفيد كون عن شعوره عندما عرض المظروف الذي يحمل اسم قطر قال: «انظر إلى الصورة، لم أكن مبتسماً جداً». ويستطرد: «بلاتينى نجح في تحويل العديد من الأصوات لصالح قطر، بعدما كانت ذاهبة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، هذا التحول، جاء بعد جلسة العشاء».وواصل الرئيس السابق للاتحاد الدولي تصريحاته: «الضغط السياسي يلعب دوراً كبيراً في اختيار الدولة الفائزة بتنظيم بطولة كأس العالم، ساركوزي كلف بلاتينى بمراعاة مصالح فرنسا، التي تقتضي فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، ونجح بلاتيني في المهمة المكلف بها».