تغطية: سلام أبوشهاب أكد الحضور في مجلس «الخليج» الرمضاني الذي استضافه مجلس ابن حمودة في أبوظبي على أهمية مادة التربية الأخلاقية التي سيبدأ تدريسها بشكل إلزامي في المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد والتي تأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتبار أن هذه المادة لها دور كبير في تشكيل وصقل شخصية الطالب، مطالبين في الوقت ذاته بالاستمرار في تدريس هذه المادة في الجامعات. وأجمع المشاركون في المجلس على ضرورة الاهتمام بالمعلم الذي يعتبر أساس العملية التعليمية، مطالبين بإعادة النظر في رواتب المعلمين بحيث تكون مساوية لرواتب الأطباء، انطلاقاً من ضرورة أن يكون المعلم مرتاحاً في وظيفته وفي مجتمعه وفي حياته حتى يكون قادراً على العطاء والتميز والابتكار في عمله الذي سينعكس إيجاباً على مستوى الطلبة. وتطرق الحضور إلى المناهج الدراسية التي يجب أن تكون وفق استراتيجية وخطط محددة الأهداف. وتناول المشاركون موضوع الإسراف والتبذير مطالبين بمواجهة قضية الهدر الغذائي والمحافظة على النعمة وعدم التباهي بالإسراف والتبذير، وهذا يتطلب تكثيف برامج التوعية الموجهة للجمهور. العلم والمعرفة قال فرج بن علي بن حمودة موضوع التربية والتعليم من أهم الموضوعات لدورها الحيوي والهام في إعداد الأجيال المتسلحة بالعلم والمعرفة، ومن هذا المنطلق تولي القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسخرت القيادة الرشيدة جميع الامكانات للمسيرة التعليمية والارتقاء بها إلى أفضل المصاف عالميا. وأضاف: قيادتنا الرشيدة والحكومة تستثمر مبالغ طائلة في قطاع التربية والتعليم لأهميته في بناء وتربية الأجيال والإنسان، وسعياً من القيادة الرشيدة للوصول إلى جيل متعلم لديه معرفة تامة وعلى درجة عالية من الكفاءة لدخول الحياة الجامعية وتهيئته على الوجه الأكمل للانخراط بسوق العمل دون مواجهة أي تحديات، أنشأت مرافق مدرسية نموذجية وحديثة في مختلف مناطق الدولة. وأكد أن تدريس التربية الأخلاقية والتي جاءت بتوجهيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدءاً من العام الدراسي المقبل في جميع المدارس خطوة ممتازة نظراً لأهمية هذه المادة للطلبة والتي يجب أن يتواصل تدريسها أيضا في الجامعات.وأوضح أن تدريس التربية الأخلاقية بشكل تجريبي خلال الفصل الدراسي الثاني والثالث في عدد من المدارس ساعد كثيراً في تحديد نقاط الضعف والقوة، وهذا بدوره يرسم خطة أفضل مع بدء إلزامية تدريس مادة التربية الأخلاقية مع انطلاقة العام الدراسي الجديد. الأساس المتين وقال الدكتور تاج الدين القاضي التعليم هو قاعدة المجتمع وهو يشابه الأساس المتين لأي منزل او مبنى، وبالتالي التعليم أساس أي مجتمع متين وقوي، والتعليم ليس كتاباً كما يتصور البعض، وإنما عملية متكاملة تشترك فيها عناصر عديدة بما في ذلك أفراد المجتمع. وأضاف توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتدريس التربية الأخلاقية في المدارس مهمة جدا لأهمية هذه المادة للطلبة في جميع المراحل الدراسية بدءاً من دخول المدرسة وحتى الانتهاء من الجامعة، ففي اليابان تدرس التربية الأخلاقية منذ دخول التلميذ المدرسة، ولهذه المادة دور كبير في تشكيل شخصية الطالب وصقلها، فحقا مدارسنا اليوم في أشد الحاجة إلى مادة التربية الأخلاقية. المدارس الخاصة وقال عبد الله حسين خنجي الحديث عن رواتب المعلمين يقودنا للحديث عن رواتب المدرسين في المدارس الخاصة التي أصبحت اليوم تضم نسبة كبيرة من الطلبة بما في ذلك الطلبة المواطنون، فلا يجوز أن تظل رواتب المدرسين في بعض المدارس الخاصة دون المستوى المطلوب خاصة وان المدارس الخاصة تتقاضى رسوما دراسية عالية من الطلبة، فلا يعقل ان تتقاضى بعض المدارس رسوما تصل إلى 45 الف درهم واكثر من ذلك في السنة وما زال المدرس في بعض هذه المدارس يتقاضى أقل من 10 آلاف درهم. وأوضح الدكتور تاج الدين القاضي أن المدرس في اليابان يتقاضى أعلى راتب مقارنة بالمهن الأخرى بما فيها الطبيب، انطلاقا من ان المدرس هو اساس العملية التعليمية ويجب ان يكون مرتاحا في وظيفته وفي مجتمعه وفي حياته حتى يكون قادراً على العطاء والتميز والابتكار في عمله الذي سينعكس إيجابا على مستوى الطلبة. واضاف المدرس هو الذي يعلم عالم الذرة والمبتكر والمخترع والطبيب والمهندس وغير ذلك من المهن، وبالتالي يجب أن نولي اهتماماً كبيراً للمدرس والعمل على تذليل أي عقبات أو تحديات تواجهه، ومن أهمها أن يكون راتبه الأعلى، لأن المدرس هو الذي يكتشف الموهوبين بين الطلبة وهو الوحيد القادر على التمييز بين الطلبة والأخذ بأياديهم وتشجيعهم للمضي قدماً في التعليم بإبداع وتميز، وبالتالي المدرس هو الأساس الذي يبنى عليه التعليم. تغير المناهج وقال فرج بن حمودة إن توفير معلمين أكفاء يتطلب جعل رواتبهم الأعلى كما طرح موضوعاً مهماً في موضوع التعليم وهو تغيير المناهج قائلا لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يتم تغيير المناهج أو تغيير الخطط والاستراتيجيات التعليمية مع كل وزير جديد للتربية والتعليم، الأصل أن تكون استراتيجية متكاملة وشاملة للتعلم تنفذ وفق آليات محددة. الاختصاصات الجامعية وتطرق الحضور إلى موضوع الاختصاصات الجامعية في ظل إصرار بعض أولياء الأمور على تدريس أبنائهم تخصصات لا يرغب بها الأبناء. وقال فرج بن حموده مع نهاية كل عام دراسي يبدأ أولياء الأمور والطلبة خريجو الثانوية العامة البحث عن تخصص يناسب أبنائهم في ظل الكم الهائل من التخصصات التي تطرحها الجامعات، ونسبة لا بأس بها لا يحتاج لها سوق العمل وأصبح فيها تشبع، كما يلاحظ أن بعض أولياء الأمور يلزمون أبناءهم بتخصصات جامعية لا يرغب بها أبناؤهم، وبالتالي يدرس الطلبة مثل هذه التخصصات لإرضاء رغبات آبائهم وذويهم، وهذه مشكلة بحد ذاتها، والمفروض أن يترك الأمر للطالب في اختيار التخصص الذي يرغب فيه مع تقديم التوجيه المناسب المبني على المعرفة والمستمد من واقع حاجة سوق العمل. واكد علي بن حموده عضو مجلس أمناء في جامعة زايد توجيه الطلاب للتخصصات الجامعية يبدأ من البيت ثم المدرسة وذلك بمراعاة رغبات الطالب وامكاناته وقدراته والتي تساعد في تحديد التخصص الأنسب مع ضرورة مراعاة الاحتياج الفعلي لسوق العمل من التخصصات بحيث يتم التركيز على التخصصات التي يحتاج لها فعلا سوق العمل، والابتعاد عن التخصصات التي حدث فيها تشبع. التعليم الفني وأكد فرج بن حموده أهمية الاهتمام بالتعليم الفني،وأن يتم استشراف ميولات الطالب في مراحل مبكرة ويتم توجيهه للتعليم الفني مبكراً، وأن لا يكون التعليم الفني للطلاب الحاصلين على أقل المعدلات كما يعتقد البعض. وأضاف أن أي مجتمع بحاجة ماسة إلى المهن الفنية والتي لا يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي يجب إعداد وتخريج أفواج من المهنيين في مختلف التخصصات،والاهتمام بالتعليم الفني يفتح آفاقاً أوسع للخريجين في إيجاد الوظائف المناسبة في سوق العمل، باعتبار أن سوق العمل إلى جانب حاجته لخريجي الجامعات فهو يحتاج إلى المهنيين وفي مختلف التخصصات. وأوضح أنه يوجد مدارس للتعليم الفني في الدولة وهي مهمة، ومطلوب التوسع في هذه المدارس، وأن تتم مراعاة توفير الفرص المناسبة لهؤلاء الطلبة لاستكمال دراساتهم الفنية وفي مختلف التخصصات. وقال عبد الله حسين خنجي التعليم الفني لا يقل أهمية عن التخصصات الأخرى وبالتالي يجب الاهتمام بشكل اكبر بالتعليم الفني بحيث يتم تشجيع الطلبة للالتحاق مبكرا بالتعليم الفني من خلال المدارس الفنية الموجودة على مستوى الدولة. وأضاف أن على المؤسسات والشركات الكبرى إعطاء أولوية في توفير الوظائف لخريجي المدارس الفنية للتشجيع على الانخراط في المدارس الفنية التي يحتاج لها أي مجتمع. الهدر والإسراف وتناول المشاركون موضوع الإسراف والتبذير مطالبين بمواجهة قضية الهدر الغذائي، وقال فرج بن حمودة: يجب أن نحافظ على النعمة وأن لا نتباهى بالإسراف والتبذير، وعلينا جميعا أن تكون مشترياتنا للمواد الغذائية وفق احتياجاتنا الفعلية وأن نحافظ على هذه النعمة، وهذا يتطلب تكثيف برامج التوعية الموجهة للجمهور. وأضاف الحمد الله حفلات الأعراس للرجال أصبحت اليوم اقل تكلفة بفضل جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث شجع سموه على أن تكون حفلات الأعراس بسيطة بعيدة عن التبذير والإسراف بإقامتها بعد العصر، إلى جانب تشجيع الأعراس الجماعية، وغالبية المواطنين وجدوا في ذلك فائدة للجميع، حيث إن الأعراس الجماعية سهلت كثيراً على الشباب واسرهم. حفظ النعمة وأشاد علي بن حمودة بن علي بدور مشروع حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يتولى إعادة التوزيع للمواد الغذائية والأطعمة على مختلف الفئات و فق آلية محددة تهدف في الدرجة إلى الاستفادة القصوى من الأطعمة والمواد الغذائية على الوجه الأكمل. وطالب عبد الله حسين خنجي كافة افراد المجتمع بضرورة التواصل المستمر مع مشروع حفظ النعمة والتعاون في اعادة توزيع الاطعمة بشكل جيد بدلا من التخلص منها في صناديق القمامة. يوسف الخوري: القيادة أولت التعليم اهتماماً كبيراً قال العميد يوسف الخوري نائب مدير عام الإقامة وشؤون الأجانب في أبوظبي: قطاع التربية والتعليم من القطاعات الحيوية والهامة لدوره في تهيئة جيل من الطلبة المتمكنين من الانتقال إلى المرحلة الجامعية بكفاءة، وتلبية احتياجات سوق العمل من الكفاءات البشرية، ويحظى قطاع التعليم باهتمام القيادة الرشيدة التي لا تدخر جهداً في إنشاء أفضل المدارس والمرافق التعليمية وأكثرها تطوراً على مستوى الدولة، وتزويدها بأحدث التقنيات والكوادر البشرية المؤهلة. وفي إطار الحديث عن التعليم نؤكد أهمية المعلم في المسيرة التعليمية، وهذا يتطلب إيلاء اهتمام أكبر للمعلمين من كافة الجوانب. وأضاف، فيما يتصل بالهدر الغذائي والإسراف، يجب على أفراد المجتمع الاعتدال وعدم التبذير، وشراء السلع والمواد الغذائية وفق الاحتياجات الفعلية، ما يسهم في خفض الطلب على السلع وبالتالي المحافظة على أسعارها دون ارتفاع.
مشاركة :