استمر تصاعد التوتر الأميركي الروسي في الأجواء السورية، حيث أسقطت قوات التحالف طائرة عسكرية ثانية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أقل من أسبوع. وأعلن التحالف الدولي، أمس، عن إسقاط طائرة من دون طيار تابعة للنظام السوري بعد إلقائها قنبلة على قواته في سوريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بالتحالف قوله إن الطائرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد 129». وأوضح أن الطائرة أسقطت قنبلة على قواته لكنها لم تنفجر، وأنها أظهرت نيات عدائية وتقدمت نحو قوات التحالف. وأكد مسؤول عسكري أميركي أن الطائرة بلا طيار كانت «تتجه نحو عناصرنا لإلقاء الذخيرة عليهم، وهو ما دفع التحالف إلى إسقاطها». وذكرت واشنطن أن الطائرة كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة، في إشارة إلى قوات «سوريا الديمقراطية». تحذير روسي بدورها، حذرت روسيا من أنها ستعتبر أي طائرات للتحالف تحلق في منطقة غربي نهر الفرات في سوريا أهدافاً محتملة، وترصدها بأنظمتها الصاروخية وطائراتها العسكرية، لكنها لم تصل إلى حد القول إنها ستسقطها. وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضاً إنها ستلغي على الفور اتفاقاً مع واشنطن بشأن السلامة الجوية في سوريا يستهدف منع التصادم والحوادث الخطيرة هناك. واعتبرت موسكو إسقاط الطائرة السورية «عملاً عدائياً»، إذ قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن على الولايات المتحدة أن تحترم وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد. تعليق هجمات وعلى الفور، أعلنت أستراليا أنها علّقت هجماتها الجوية في سوريا. وصرح ناطق باسم وزارة الدفاع الأسترالية بأنه «إجراء احترازي». وقال الناطق: «يجرى مراجعة حماية قوات الدفاع الأسترالية بصورة دورية في ضوء مجموعة من التهديدات المحتملة». وأفادت الوزارة بأن قوات الدفاع تراقب الوضع الجوي في سوريا عن كثب، وسوف تتخذ القرار بشأن استئناف العمليات الجوية في سورية في الوقت المناسب. قلق أممي في السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أمله ألا يؤدي التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وروسيا في الأجواء السورية إلى تصعيد في الصراع المثير بالفعل. وقال جوتيريش في مؤتمر صحافي: «أتمنى بشدة أن يكون هناك عدم تصعيد في الوضع، لأنّ مثل هذا النوع من الحوادث يمكن أن ينطوي على خطورة بالغة في صراع يضم مثل هذا العدد الكبير من الأطراف الذي يكون فيه الوضع معقداً جداً على الأرض». توتّر فوق البلطيق على صعيد متصل، نسبت وكالة الإعلام الروسية إلى وزارة الدفاع الروسية قولها، أمس، إن طائرة استطلاع أميركية من طراز آر.سي-135 انحرفت بشكل خطير على مقربة من مقاتلة روسية من طراز سوخوي-27 فوق بحر البلطيق. وذكرت الوكالة أن المقاتلة الروسية اعترضت طائرة أخرى من طراز آر.سي-135 في المنطقة. واتهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا باعتراض طائرة الاستطلاع. وقال الناطق باسم الوزارة جيف ديفيز إن الطائرة الأميركية لم تفعل شيئاً لإثارة هذا السلوك. واشنطن توسع العقوبات على موسكو أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، إضافة 38 شخصية وشركة إلى قائمة العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا، بسبب غزوها شرق أوكرانيا، وذلك قبيل اللقاء المقرر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني بترو بوروشينكو. وقال ستيفن مونشن، وزير الخزانة الأميركي، في بيان، إن هذه الأسماء الجديدة في قائمة العقوبات ستبقي الضغوط على روسيا، من أجل العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، مضيفاً: «هذه الإدارة الأميركية ملتزمة بعملية دبلوماسية لضمان سيادة أوكرانيا، ولا يجوز تخفيف العقوبات على روسيا حتى تفي بالتزاماتها وفقاً لاتفاقيات منسك». يأتي ذلك، فيما التقى بوروشينكو مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني بالرئيس الأميركي أيضاً. واشنطن - د.ب.أ
مشاركة :