تراشق حاد بين إردوغان وزعيم المعارضة التركية بسبب مسيرة «العدالة»

  • 6/21/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

واصل رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو ومرافقوه المسيرة من إسطنبول إلى أنقرة لليوم السادس، أمس الثلاثاء، متحديا دعوات الحكومة والرئيس رجب طيب إردوغان لإنهائها باعتبارها «عملا غير قانوني». وتصاعدت وتيرة التراشق بين كليتشدار أوغلو وإردوغان على خلفية المسيرة التي من المقرر أن تستمر 25 يوما والتي انطلقت الخميس الماضي بعد يوم واحد من الحكم بالسجن المؤبد على نائب حزب الشعب الجمهوري بالبرلمان أنبيس بربر أوغلو، لاتهامه بإفشاء أسرار بغرض التجسس السياسي أو العسكري بسبب تزويده صحيفة «جمهوريت» بمقطع فيديو يظهر نقل أسلحة إلى تنظيم داعش في سوريا في شاحنات تابعة للمخابرات تم توقيفها في جنوب تركيا في يناير (كانون الثاني) 2014 وقالت الحكومة إنها كانت تحمل مساعدات إغاثية وطبية للتركمان في سوريا، وإن سيناريو توقيفها تم بواسطة أتباع الداعية فتح الله غولن في قوات نيابة أضنة وقوات الدرك بهدف إحداث اضطرابات والإطاحة بالحكومة.وقال كليتشدار أوغلو، في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الذي عقده في ضواحي أنقرة بدلا من البرلمان خلال المسيرة أمس، إن الرئيس إردوغان قال «(أنت تسير بمباركتنا)، هذا شيء قاله الفراعنة في التاريخ، ويقوله الآن الديكتاتوريون. من المفترض أنني أعيش في بلد ديمقراطي وأتمتع فيه بحقوق دستورية، إذا قال أحدهم إن حقوقي هي نعمة منه سأذكره ببساطة بأنه ديكتاتور».وجاءت تصريحات كليتشدار أوغلو ردا على تصريحات لإردوغان في إفطار لتنظيمي المرأة والشباب بحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة الليلة قبل الماضية، اتهمه فيها بمحاولة الضغط على السلطة القضائية في أعقاب الحكم بسجن النائب أنبيس بربر أوغلو. وقال إردوغان الذي وصف المسيرة في وقت سابق، بأنها غير قانونية، إنه يجب على كليتشدار أوغلو احترام أحكام القضاء قائلا إنك تسير بمباركتنا وبفضل و«نعمة» الحكومة.واتهم إردوغان كليتشدار أوغلو بانتهاك المادة 138 من الدستور التي تنص على استقلال القضاء ومحاولة التأثير على العملية القضائية. ورد كليتشدار أوغلو قائلا: «هل تشير إلى الدستور وحكم القانون، لكن المادة 138 من الدستور تنطبق فقط على مجموعة واحدة من الناس، ولا يمكن لأحد أن يقدم اقتراحا أو يوجه القضاء ويضعه تحت الضغط».وقرأ كليتشدار أوغلو نص المادة بصوت عال على المشاركين في مسيرة العدالة أمس: «لا يجوز لأي جهاز أو سلطة أو مكتب أو فرد أن يعطي أوامر أو تعليمات للمحاكم أو القضاة فيما يتعلق بممارسة السلطة القضائية، وإرسال تعميمات، أو تقديم توصيات أو اقتراحات».وطالب كليتشدار أوغلو إردوغان باحترام هذه المادة قائلا: «على أي حال أنت لا تملك حتى هذه السلطة». وأضاف أن «هذه اللائحة وضعت لمن يتمتعون بالسلطة... أنا أدعو الرجل الذي ذكرني بالمادة (138)، إذا ثبت أنك وحكومتك أرسلتم تعليمات وأعطيتم أوامر للقضاة والمحاكم، هل تستقيل من منصبك كشخص مرموق ومحترم؟»... «إنني أتعهد بأنني إذا لم أستطع إثبات ذلك بأن أنسحب من السياسة كرجل شريف». وأضاف أنا أقول لك بكل وضوح «إنك ديكتاتور».في الوقت نفسه، تطرق إردوغان إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2019 التي ستجري بموجب تعديلات الدستور التي أقرت في الاستفتاء الذي أجري في 16 أبريل (نيسان) الماضي لتحويل نظام الحكم في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي لتوسيع صلاحيات رئيس الجمهورية.وقال إردوغان «إن الذين يثيرون صعوبات لنا في كل انتخابات لن يلتزموا الصمت في هذه العملية، وسيكون من السذاجة أو حتى الجهل عدم رؤية أهمية التطورات الأخيرة في منطقتنا وتأثيرها على بلدنا وحركتنا».وتعهد إردوغان بالقضاء على محاولات المعارضة للدفع بمرشح مشترك للمعارضة ليخوض السباق الرئاسي أمامه عام 2019، قائلا إن جهود الحكومة ستقضي على «المرشح المشترك» للمعارضة. وخاطب أعضاء حزبه قائلا: «لا تنسوا بحث المعارضة عن مرشح مشترك. في عام 2019 سوف نلغي كل تلك السيناريوهات، والهندسة السياسية والإعلامية لها».وفي السياق نفسه، أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، نائب الحزب عن مدينة أنطاليا جوب تركيا دنيز بايكال تأييده ودعمه لمسيرة العدالة التي بدأها رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو الخميس الماضي.وكان بايكال تلقى انتقادات لعدم مشاركته بالمسيرة، ورد قائلا: ««هناك الملايين من الناس الذين لم يشاركوا في المسيرة، ولكنهم يتبنون الفكرة والغاية التي من أجلها بدأت المسيرة، وأنا واحد من هؤلاء الملايين».

مشاركة :