قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اليوم (الثلثاء)، إنه أسقط طائرة مسلحة من دون طيار تابعة للحكومة السورية كانت تتقدم صوب قواته قرب موقع عسكري قريب من الحدود مع العراق في جنوب شرقي سورية. وأفادت القوات الأميركية في بيان بأنه جرى إسقاط الطائرة من دون طيار بعدما «أظهرت نية معادية وتقدمت صوب قوات التحالف». وجاء في البيان أن الموقع قريب من موقع إسقاط طائرة من دون طيار أخرى موالية للحكومة السورية، ذكرت مصادر استخبارات غربية أنها إيرانية، في الثامن من حزيران (يونيو) الجاري بعدما أسقطت قنابل قرب قوات التحالف. وقالت روسيا أمس، إنها ستعتبر الطائرات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أهدافاً محتملة إذا حلقت غرب نهر الفرات في سورية، وستتعقبها بالأنظمة الصاروخية والطائرات العسكرية. وأوضحت روسيا أنها بصدد تغيير موقفها العسكري رداً على إسقاط الولايات المتحدة طائرة عسكرية سورية أول من أمس في حادث قالت دمشق إنه الأول من نوعه منذ بداية الصراع في البلاد في العام 2011. وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضاً إنها ستلغي على الفور اتفاقاً مع واشنطن في شأن السلامة الجوية في سورية يستهدف منع التصادم والحوادث الخطرة هناك. واتهمت موسكو الولايات المتحدة بالتقاعس عن احترام الاتفاق بعدم إبلاغها بقرار إسقاط الطائرة السورية، على رغم تحليق طائرة روسية في الوقت نفسه. وأضافت الوزارة في بيان «نعتبر تحركات من هذا القبيل من جانب القيادة الأميركية انتهاكاً متعمداً لالتزاماتها». وأضافت أنها تتوقع أن تجري الولايات المتحدة الآن تحقيقاً في إسقاط الطائرة وأن تطلعها على النتائج وأن تتخذ الإجراءات التصحيحية. وروسيا من أوثق حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد وتدعمه عسكرياً بقوة جوية ومستشارين وقوات خاصة. وتقول روسيا إن الحكومة السورية توافق على وجودها خلافاً لموقف دمشق من الولايات المتحدة. ووصفت موسكو إسقاط الطائرة بأنه «انتهاك صارخ» للسيادة السورية وانتهاك للقانون الدولي. وقالت إن التحرك الأميركي يصل إلى حد «الاعتداء العسكري» على سورية، وأعلنت أنها تتخذ إجراءات مباشرة للرد. وأضافت الوزارة في بيان «ستعتبر المنظومات الروسية المضادة للطائرات على الأرض وفي الجو في المناطق التي تنفذ فيها الطائرات الروسية مهمات عسكرية في سماء سورية أي أجسام طائرة، ومنها طائرات التحالف الدولي وطائراته من دون طيار التي تعمل غرب نهر الفرات، أهدافاً». وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن الطائرة السورية المقاتلة كانت تسقط قنابل قرب «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة في مسعاها إلى طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الرقة. وأضافت أن إسقاط الطائرة كان «دفاعاً جماعياً عن النفس» وأن التحالف تواصل مع السلطات الروسية عبر الهاتف من خلال خط «لعدم الاشتباك ووقف إطلاق النار». وأضاف الجيش الأميركي أنه يغير مواقع طائراته فوق سورية لضمان سلامة الطواقم الجوية الأميركية التي تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). من جهته، قال البيت الأبيض أمس، إن قوات التحالف التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية تحتفظ بحق الدفاع عن النفس، وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل توترات جديدة. وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين إن «من المهم أن نبقي خطوط الاتصالات مفتوحة لمنع الاشتباك في مجالات محتملة». بدورها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي روسيا إلى مواصلة إجراءات «عدم الاشتباك» في سماء سورية للحد من خطر سوء التفاهم في مجال جوي مزدحم. وقبل إسقاط الطائرة قام التحالف «بالتواصل مع نظرائه الروس عبر الهاتف من خلال خط» لمنع التصعيد ووقف إطلاق النار. وقال البيان إن التحالف «لا يسعى إلى قتال النظام السوري والقوات الروسية الموالية للنظام» لكنه لن «يتردد في الدفاع عن نفسه أو القوات الشريكة من أي تهديد». إلى ذلك، اتهمت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة النظام السوري أمس بقصف مواقعها جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الأخيرة وهددت بالرد إذا استمرت الهجمات. وقال الناطق باسم القوات طلال سلو في بيان «عمدت قوات النظام ومنذ 17 حزيران 2017 إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا... خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ ثلاثة أشهر». ولم يرد تعليق من قوات النظام السوري.
مشاركة :