تشهد الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في كأس القارات المقامة في روسيا نهائيا مبكرا الخميس بين المانيا وتشيلي، في حين ستحاول في المباراة الثانية كل من الكاميرون واستراليا تعويض خسارتها الاولى. على ملعب قازان ارينا، تلتقي المانيا مع تشيلي وهدف كل منهما احدى بطاقتي التأهل الى نصف النهائي بعد ان حققتا الفوز على استراليا (3-2) والكاميرون (2-صفر) في الجولة الاولى. وتضع التوقعات بطلة العالم (2014) وبطلة اميركا الجنوبية مرتين متتاليتين (2015 و2016) كمرشحين طبيعيين لحجز بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية، وحان الان وقت الحسم بينهما الذي يغيب عنه نجوم المانيا الاساسيين. وفضل المدرب الالماني يواكيم لوف خوض البطولة بقائمة شابة هي الاصغر بين المنتخبات المشاركة يبلغ متوسط اعمار لاعبيها 24 عاما وأربعة أشهر، وتضم فقط ثلاثة متوجين بمونديال 2014 في البرازيل هم المدافعان ماتياس غينتر وشكودران مصطفي والمهاجم يوليان دراكسلر. وعلى العكس تماما، تشارك تشيلي بتشكيلة متوسط اعمار لاعبيها هو الاعلي (29 عاما وشهر واحد) في النسخة الحالية وفي تاريخ البطولة بهدف الاستفادة قدر الامكان من الجيل الذهبي الحالي بكامل عناصره باستثناء الحارس كلاوديو برافو الذي لم يشارك ضد الكاميرون، وكان غاب عن نهاية الموسم مع فريقه مانشستر سيتي الانكليزي بسبب اصابة عضلية. وصرح رئيس الاتحاد التشيلي للعبة ارتورو صلاح الثلاثاء ان "كلاوديو (برافو) لم يتعاف بالكامل، لكن خط تعافيه يسير في الاتجاه الايجابي. الضوء الاخضر هو من اختصاص الكادر الطبي". وكان هداف المنتخب التشيلي الكسيس سانشيز دخل في الشوط الثاني من مباراة الكاميرون بسبب معاناته بدنيا، لكنه ساهم في صناعة الهدف الثاني الذي سجله ادواردو فارغاس، في حين سجل ارتورو فيدال صانع العاب بايرن ميونيخ الالماني، الاول ونجح مع تشارلز ارانغيز في مهمة الامساك بوسط الملعب ومنطقة المناورات وبتعطيل خطط ابطال افريقيا 2017. وتعول تشيلي على صلابة خط الدفاع الذي يشغله حاليا المخضرم غاري ميديل وغونزالو خارا وجان بوسيجور. ولا يزال منتخب "ناسيونال مانشافت" الشاب يبحث عن ذاته ليكون نواة "الماكينة الالمانية" بعد سنوات، في حين يلعب منتخب "لا روخا" باسلوب ال"تيكي-تاكا" الذي عرفته اسبانيا بين 2008 و2012 واحرزت بالاعتماد عليه كأس العالم (2010) وكأس اوروبا (2008 و2012). ويعتمد هذا الاسلوب على الاستحواذ على الكرة والضغط بقوة من خلال تمريرات قصيرة ومعظم الاحيان بلمسة واحدة، وقد ادخله الى تشيلي المدرب الارجنتيني مارسيلو بييلسا خلال فترة اشرافه على منتخبها (2007-2011). وحافظ على الاسلوب ذاته من خلفه في هذا المنصب من مواطنيه مثل كلاوديو بورغي (اقيل بعد عام واحد و11 فوز و11 خسارة و5 تعادلات)، وخورخي سامباولي (2012-2016،) الذي يشرف حاليا على منتخب بلاده بعد ان سلم المهمة الى خوان انطونيو بيتزي. وتلخص الاحصاءات قوة هوية المنتخب التشيلي فهو الوحيد حتى الان في البطولة الحالية الذي استحوذ على الكرة اكبر نسبة في المباريات الست (63%)، وهو ايضا صاحب اكبر عدد من التمريرات (580 تمريرة). ولم يخف لوف اعجابه بالمنتخب التشيلي، وقال "انه يملك مواهب فردية رائعة ومرونة تكتيكية لا يتمتع بها الا القليل من المنتخبات، ويستطيعون تغيير اشياء كثيرة في المباراة". واضاف "انهم يتمتعون بدينامية هجومية لا توصف، ويغيرون اماكنهم في اي لحظة دون توقف. اداء منتخب تشيلي هو ممتاز حقا". واعتبر لوف "المباراة ضد تشيلي ستكون من مستوى مغاير (عما كان عليه ضد استراليا). تشيلي تلعب بتنويع غير معقول وبكثافة، وعلينا ان نحافظ على ثباتنا لمدة 90 دقيقة وليس 60 فقط". وبعد ان اطمأن الى صحة خياراته في خطي الدفاع والوسط، استقر لوف تقريبا على التشيكلة بدءا من حارس المرمى الذي سيكون حسب مبدأ المداورة في الدور الاول المعلن من جانبه قبيل انطلاق البطولة، مارك اندريه تير شتيغن (برشلونة الاسباني) او كيفن تراب (باريس سان جرمان الفرنسي) بعد ان اشرك بيرند لينو ضد استراليا. ويبقى لوف الذي دافع بقوة عن لينو رغم الهدفين الاستراليين، مترددا في ما يخص الهجوم، وقد اشرك في المباراة الاولى لارس شتيندل وساندرو فاغنر وكان ايمري جان وتيمو فيرنر بديلين. وتلعب الكاميرون التي احرزت كأس الامم الافريقية مطلع العام الحالي في الغابون بتشكيلة شابة على حساب مصر (2-1) وسط دهشة جميع المشاركين، مع استراليا بطلة آسيا 2015 في مباراة الجريحين. ولم تقدم الكاميرون في مباراتها ما يشي بأنها منافسة قوية، في حين احرجت استراليا الالمان مع ان شباكها كادت تستقبل اكثر من نصف دزينة من الاهداف في الشوط الاول وحده.
مشاركة :