وثائق جديدة عن تورط الولايات المتحدة في انقلاب إيران 1953

  • 6/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مرور ما يقارب الـ64 سنة، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة جديدة من الوثائق التي تثبت تورّط وكالة الاستخبارات المركزية في الانقلاب الذي حصل بإيران عام 1953، وأشعل موجة من الوطنية أدت لاحقاً إلى الثورة الإسلامية عام 1979، وإلى توتير العلاقات بين الطرفين. الوثائق التي تتضمن نحو الـ1000 صفحة تجيب عن عدة أسئلة كانت قد طرحت خلال عامي 2013 و2016، بُعيد انتشار أجزاء غير مكتملة من الوثائق. ونقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تفاصيل الوثائق الحديثة والتي تشير إلى ضلوع الولايات المتحدة في التحريض والتخطيط للانقلاب وذلك لمصالح اقتصادية - نفطية. وقد ساهم تدخلها بإطاحة رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً آنذاك محمد مصدق. المعلومات المنشورة تؤكد محاولة وكالة الإستخبارات الأمريكية التراجع وإخماد الإنقلاب بعد فشله، إلا أن تدخّل ما تصفه الوثائق بـ"جاسوس على الأرض" استطاع قلب الموازين. قصة الانقلاب بدأت محاولة الانقلاب في 15 أغسطس، لكنها أُحبطت بسرعة، بسبب الاعتقالات والمداهمات التي أمر بها مصدق. ومع تأكيد المخابرات الأمريكية فشل الانقلاب، أرسلت الأخيرة رسالة إلى كيرمت روزفلت، مسؤول الشرق الأوسط في المخابرات الأمريكية, في 18 أغسطس 1953 جاء فيها: "لقد حاولنا، فشلت المهمة وتم إلغاؤها، علينا ألا نشارك في أي عملية ضد مصدق كي لا يجري ربطها بالولايات المتحدة، يجب وقف كل العمليات الموجهة ضد مصدق فوراً". يؤكد مالكولم بايرن، مدير مشروع العلاقات الأمريكية الإيرانية في أرشيف الأمن القومي بجامعة جورج واشنطن، أن روزفلت تجاهل تلك الرسالة بشكل كلي، ونقلت مجلة "فورين بوليسي" قول بايرن أن شاهداً واحداً كان مع روزفلت في الغرفة نفسها يومها حين قال الأخير "كلا، نحن لم ننتهِ هنا بعد". المعلومات الواردة ليست بجديدة، إذ إن تجاهل روزفلت لأمر وكالة الاستخبارات المركزية معروف، ولكن مضمون الرسالة التي وصلته يومها وتشديدها على ضرورة إلغاء العمليات هما تفاصيل لم تكن معروفة، وتثبت أن الأخير قد يكون قاد التدخل الأمريكي الذي حمل تبعات سياسية إستراتيجية مستمرة حتى اليوم. أما عن سبب تدخل الولايات المتحدة في الانقلاب، عبر العملية المعروفة باسم "أجاكس"، فيعود إلى السياسات التي اتبعها مصدق، المنتخب عام 1951، إذ بادر إلى إعادة تأميم شركات إنتاج النفط الإيرانية، التي كانت تخضع للسيطرة البريطانية من خلال الشركة البريطانية - الفارسية للنفط. لطالما تحكمت شركات غربية بالنفط في المنطقة، وقد أقلق تأميم الشركات في إيران المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إذ كانتا تعتبران النفط الإيراني مصدراً رئيسياً لهما للإعمار والاستمرارية الاقتصادية ما بعد الحرب العالمية.أقوال جاهزة شاركغردوثائق جديدة للـCIA عن دور الولايات المتحدة في انقلاب إيران 1953، وعن الشخصية الدينية البارزة التي ساعدتها شاركغردالولايات المتحدة حرّكت إنقلاب عام 1953 في إيران، ومهدت بطريقة غير مباشر للثورة الإسلامية يوم واحد بعد تلقي روزفلت البرقية، في 19 أغسطس، نجح الانقلاب وتم عزل مصدق، وتسلم يومها شاه إيران محمد رضا بهلوي الحكم. وقد عزز الانقلاب علاقات الأخير الذي كان قد فر من إيران عقب صراع على السلطة مع مصدق، وعاد بعد الانقلاب ليصبح حليفاً مقرباً للولايات المتحدة. يعتبر الانقلاب الشرارة الأولى التي زرعت في قلوب الإيرانيين عداء مع الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تعدّ في نظرهم "الشيطان الأكبر". بالإضافة إلى ذلك، شكل الانقلاب ضربة لليبراليين في إيران، إذ يعتبر محمد مصدق أكثر شخصية سياسية "ديمقراطية" شهدتها إيران إلى اليوم، فقد دعم بشكل صريح المبادئ الديمقراطية وعمل مند توليه رئاسة الحكومة على الحد من صلاحيات الشاه. ولكن كل ذلك تغير في 19 أغسطس مع اتساع رقعة الانقلاب والتدخل الخارجي. شخصية بارزة وعلاقات "مشبوهة" تلفت الوثائق المنشورة أخيراً النظر إلى شخصية إيرانية سببت جدلاً منذ الانقلاب وفي خضم الثورة: آية الله أبو القاسم كاشاني. هو مرجع شيعي وزعيم سياسي سابق، يوصف بأنه "أحد أبرز المشاركين مع محمد مصدق في تحريك الشارع وحشد الطبقتيْن السياسية والدينية واستصدار قانون تأميم نفط إيران"، إلا أن ما تكشفه الوثائق مغاير تماماً، إذ إن ميول كاشاني كانت يومها لمصلحة الولايات المتحدة التي أرادت الإطاحة بمصدق، فكان ورقة رابحة لها. تواصل الكاشاني المستمر مع وكالة الاستخبارات المركزية في الفترة الموازية للانقلاب، تطرح عدة تساؤلات، أبرزها عن الدعم المادي الذي طلبه من الولايات المتحدة حينها، دون وجود دلائل أو إشارات واضحة لتلقيه مساعدة مالية، بالإضافة إلى الدور الذي قد يكون لعبه بتاريخ 19 أغسطس 1953، يوم تكلل الانقلاب بالنجاح وتغيرت مجريات الأحداث السياسية في طهران. لونا صفوان لونا صفوان، صحافية لبنانية. عملت في عدد من المواقع الإلكترونية الناطقة باللغتين العربية والانكليزية على تغطيات أحداث الربيع العربي، الرقابة والحريات الصحافية. كلمات مفتاحية إيران الولايات المتحدة التعليقات

مشاركة :