اتهمت قطر، التي تواجه عقوبات اقتصادية ومقاطعة دبلوماسية من دول عربية وإسلامية، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين، الدول الخليجية الـ3 بالمشاركة في اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا". وقال النائب العام علي بن فطيس المري، إن "لدى الدوحة من المعلومات والأدلة ما يكفي لاتهام "دول الحصار" بالمشاركة في اختراق موقع قنا". وأشار المري في مؤتمر إلى أن اختراق وكالة الأنباء القطرية تم باستخدام أجهزة "آيفون" بها مصدر "اي بي" يشير إلى إحدى دول الحصار. كما أكد النائب العام في قطر أن بلاده ستلاحق كل الشركات والجهات التي تسببت في أي ضرر وقع نتيجة الحصار على مؤسسات أو شركات أو أفراد، وستطالب المتسببين فيها بالتعويض عبر طرق قانونية دولية. من جانب آخر، لفت المري إلى أن القائمة التي أعدتها دول عربية للمشتبه في أنهم إرهابيون على صلة بقطر لا أساس لها، مشيراً إلى أن "ما يحدث مع قطر ليس مقاطعة، بل يعد حصارا كاملا وعقابا جماعيا للقطريين والمقيمين". وكانت السعودية والبحرين والإمارات ومصر أصدرت بيانا مشتركا، صنفت فيه شخصيات ومؤسسات خيرية من جنسيات مختلفة بأنها "إرهابية"، وتضمنت القائمة 59 شخصية من بينها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، وكذلك 12 هيئة منها مؤسستا قطر وعيد الخيريتان. يذكر أن قطر كانت أعلنت أن موقع "قنا" تم اختراقه وبث "تصريحات مفبركة" عليه نسبت لأمير البلاد الشيخ تميم، وتسببت في توتر العلاقات بينها وبين الدول المقاطعة. إلى ذلك، شككت وزارة الخارجية الأميركية بشدة، أمس الأول، في دوافع السعودية والإمارات لمقاطعة قطر قائلة إنها "مندهشة" من عدم كشف دول الخليج العربية عن شكاواها بشأن الدوحة. وفي أقوي لهجة استخدمتها واشنطن حتى الآن بشأن النزاع الخليجي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه كلما مر الوقت "زادت الشكوك بشأن التحركات التي اتخذتها السعودية والإمارات". وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت "في هذه اللحظة ليس أمامنا سوى سؤال واحد بسيط: هل كانت التحركات فعلا بشأن مخاوفهم إزاء دعم قطر المزعوم للإرهاب أم هي بشأن شكاوى تعتمل منذ فترة طويلة بين دول مجلس التعاون الخليجي؟". وأضافت ناورت: "قلنا للأطراف المعنية: دعونا ننهي هذا. لنبدأ هذه العملية". وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تشجع "كل الأطراف على تهدئة التوتر والدخول في حوار بناء". والسعودية والإمارات وقطر حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة. وتشكيك وزارة الخارجية صراحة في أفعال الرياض وأبوظبي مؤشر على حرص واشنطن على أن تنهي الأطراف النزاع. ولم يصدر تعليق من الرياض أو أبوظبي. ورحب سفير قطر لدى الولايات المتحدة مشعل حمد آل ثاني بتصريحات وزارة الخارجية وقال، إن قطر واثقة من قدرة الولايات المتحدة على حل الأزمة. في موازاة ذلك، قال مسؤول أميركي إن واشنطن تدعو قطر لاتخاذ خطوات لنزع فتيل الأزمة، بما في ذلك توقيع مقترحات تضعها وزارة الخزانة لتشديد الرقابة على تمويل الجماعات المتشددة. لكن هذا المسؤول ومسؤولا أميركيا ثانيا قالا إن اختصاص قطر دون غيرها بذلك أمر خاطئ، وإن السعودية والإمارات ودولا خليجية أخرى تواجه تحديات مماثلة فيما يتعلق بالتصدي لتمويل الإرهاب.
مشاركة :