قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة تضيق الخناق على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مضيفا أنها سيطرت الأربعاء على أراض على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بهدف محاصرة المدينة. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم مقاتلين عربا وأكرادا ويحصل على دعم من ضربات جوية تنفذها قوات التحالف بقيادة واشنطن، هجوما قبل أسبوعين لانتزاع السيطرة على المدينة الشمالية من الدولة الإسلامية التي اجتاحتها في 2014. وقال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إنه جرى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من ضاحية كسرة الفرج فيما تقدمت قوات سوريا الديمقراطية على طول الضفة الجنوبية للنهر من الغرب. وعندما بدأت الحملة كانت القوات تحاصر الرقة، التي تقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات، من جهة الشمال والغرب والشرق. ورغم سيطرة التنظيم على الضفة الجنوبية للنهر فإن الضربات الجوية للتحالف دمرت الجسور التي تربطها بالمدينة. وتحاول قوات سوريا الديمقراطية الآن فرض حصار على المدينة بالسيطرة على الضفة الجنوبية. وأصبحت القوات على بعد كيلومترات من تحقيق هذا الهدف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، إن قوات سوريا الديمقراطية تحركت على طول الضفة الجنوبية للنهر للوصول إلى المشارف الشرقية لكسرة الفرج في منطقة تقع بين جسور جديدة وقديمة تؤدي إلى الرقة. وأصبح التنظيم على وشك الهزيمة أيضا في مدينة الموصل معقله بالعراق ويجري إجباره على التقهقر صوب سوريا حيث تبقى محافظة دير الزور الشرقية هي آخر موطئ قدم كبير له. ومع تصاعد معركة تحرير الرقة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الأربعاء إلى حماية المدنيين السوريين في الرقة في الوقت الذي تقترب فيه قوات فيه قوات سوريا الديمقراطية من محاصرة المدينة بهدف طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها. وقال غوتيريش في بيان "اوجه نداء عاجلا إلى جميع من يشنون عمليات عسكرية في سوريا أن يبذلوا كل ما بوسعهم لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية مع استمرار القتال في الرقة وغيرها من المناطق". وعبر عن شعوره بـ"قلق بالغ" من المعاناة البشرية في أرجاء سوريا، إلا أنه قال إن المدنيين في الرقة يواجهون وضعا صعبا للغاية. وأضاف "أنا قلق بشكل خاص بشأن الوضع الخطير على المدنيين في الرقة المحاصرين والذين يواجهون تهديدات من جميع الاتجاهات". وناشد غوتيريش الأطراف المتحاربة بأن تسمح بدخول قوافل المساعدات الانسانية إلى السوريين الذين هم في أشد الحاجة إلى الأدوية والأغذية للبقاء على قيد الحياة. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب على أربعة أحياء في مدينة الرقة وتقدمت الثلاثاء على طول المناطق الجنوبية لتقترب من محاصرة الرقة بشكل كامل. وعبرت مفوضية التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة عن قلقها بشأن العدد "الهائل" من القتلى المدنيين في معركة السيطرة على الرقة. وأسقط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة طائرة بدون طيار ايرانية الصنع تديرها قوات موالية للنظام في جنوب سوريا صباح الثلاثاء، في ثاني حادثة من نوعها في غضون أسبوعين. كما أسقطت مقاتلة أميركية الأحد طائرة حربية تابعة للنظام السوري جنوب الرقة، ما استدعى رد فعل غاضب من روسيا الحليفة للنظام السوري. وقالت غوتيريش إن هذه التطورات "خطيرة جدا" ويمكن أن تقود إلى تفاقم النزاع المستمر منذ ست سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 320 ألف شخص. معارك في ضواحي دمشق وفي تطور ميداني آخر، قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إن قوات الحكومة السورية استعادت أراض على مشارف شرق دمشق من قوات المعارضة الأربعاء بعد أن صعدت هجماتها في تلك المنطقة. وقال الإعلام الحربي في بيان إن الجيش سيطر على عدد من المباني في حي جوبر ومنطقة أخرى في عين ترما على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب. وكثف الجيش السوري وحلفاؤه الهجمات ضد مقاتلي المعارضة في مناطق شرقي العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية شنت أكثر من عشرين ضربة جوية في جوبر وعين ترما منذ الثلاثاء. وأصابت الضربات الجوية أحياء تسيطر عليها المعارضة شرقي دمشق يوم الخميس للمرة الأولى في أسابيع. وتحاصر قوات الحكومة وحلفاؤها وبينهم روسيا وحزب الله، مناطق تسيطر عليها المعارضة شرقي دمشق وخاضت بعض جماعات المعارضة معارك فيما بينها خلال الشهور الأخيرة وهو أمر قال محللون إنه سهل على قوات الحكومة الهجوم وتحقيق مكاسب.
مشاركة :