نواكشوط: الشيخ محمد تستعد العاصمة السنغالية دكار لاحتضان قمة تجمع عددا من قادة القارة الأفريقية ببعض ممثلي القطاع الخاص في القارة، خلال يومي 14 و15 يونيو (حزيران) الحالي، من أجل البحث عن سبل ووسائل تمويل مشاريع البنية التحتية في القارة الأفريقية. القمة الأولى من نوعها تنعقد بدعوة من الحكومة السنغالية وتحت إشراف الرئيس السنغالي ماكي صال، الرئيس الدوري لوكالة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، كما تنعقد بالتعاون مع وكالة (نيباد) ولجنة الاتحاد الأفريقي، والبنك الأفريقي للتنمية ولجنة الأمم المتحدة في أفريقيا، وأخيرا البنك الدولي. وبحسب ما أعلن عنه في بيان صحافي وزعته وكالة (نيباد) في العاصمة السنغالية دكار، فإن «القمة تشكل تحديا حقيقيا للقارة الأفريقية». وأشار البيان إلى أن «المشهد السياسي والاقتصادي في القارة ملائم اليوم للحد من النقص في مجال البنية التحتية»، قبل أن يضيف أن «الآفاق حقيقية لتعزيز ديناميكية جديدة في تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى، وهو ملائم أيضا لإعطاء الحجم الحقيقي لإمكانات النمو في القارة، بالإضافة إلى الإسراع في تحقيق أهداف الألفية للتنمية». في غضون ذلك، قال مستشار الرئيس السنغالي ماكي صال للشؤون الاقتصادية غنونكا ديوف إن «الاجتماع يهدف إلى تسريع التحول البنيوي في القارة الأفريقية، انطلاقا من الركيزة الأكثر أهمية ألا وهي البنية التحتية»، جاء ذلك خلال استعراض مستشار الرئيس لأهداف الاجتماع أمام عدد من الصحافيين. وأضاف ديوف أن القادة الأفارقة وممثلي القطاع الخاص سيجتمعون من أجل بحث السبل الكفيلة بـ«رفع العقبات المرتبطة بتمويل البنية التحتية»، مشيرا خلال عرض قدمه في ورشة نظمت قبيل القمة لصالح صحافيين سنغاليين مختصين في الشأن الاقتصادي، إلى أن الاجتماع «يمنح فرصة استثنائية للقطاع الخاص من أجل قياس مدى موثوقية المشاريع التي سيجري إطلاقها» في مجال البنية التحتية بالقارة الأفريقية. وكان برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا (PIDA)، وهو هيئة منخرطة في منظمة «الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا»، قد أعلن تقديم 51 مشروعا تتعلق بالطاقة والماء والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصال؛ بكلفة إجمالية وصلت إلى 68 مليار دولار أميركي، سيجري العمل على تنفيذها في الفترة ما بين 2012 - 2020. وحول آليات تمويل مشاريع البرنامج، يعتقد غابرييل موغاني، الاقتصادي لدى البنك الأفريقي للتنمية (BAD)، أن 38 مليار دولار أميركي سيجري البحث عنها لدى القطاع الخاص الأفريقي ومن خارج القارة، والباقي أي 30 مليار دولار أميركي سيجري البحث عنها لدى الممولين التقليديين من دول ومؤسسات مالية دولية. ومن المنتظر وفق بعض المراقبين أن تكون «القمة بمثابة نقطة انطلاق وعامل تسريع لتنفيذ برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا (PIDA)»، على حد تعبير موغاني الذي يعمل اقتصاديا لدى البنك الأفريقي للتنمية وهو من المؤسسات المالية الداعمة لمشاريع منظمة «نيباد». وبحسب ما جاء في وثيقة وزعت على الصحافيين من طرف منظمة «نيباد» فإن قادة القارة الأفريقية سيخرجون من القمة بخلاصة تؤكد على ضرورة «تسريع تنفيذ مشاريع» البنية التحتية و«تحديد آلية تمويل مبتكرة، تجمع بين القطاعين الخاص والعام». وتشير الوثيقة إلى أنه في القارة الأفريقية «لا يتماشى مستوى المدفوعات مع مستوى الالتزامات، مما يتسبب دائما في التأخير الملاحظ في عملية جمع تمويلات المشاريع».
مشاركة :