كاتب يهودي أمريكي: لا يوجد في إسرائيل معسكر سلام بالمعنى الحقيقي

  • 6/13/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعد كتاب الصحافي والباحث اليهودي الأمريكي ماكس بلومنتال (جالوت: الحياة والكراهية في إسرائيل الكبرى) الصادر في نوفمبر الماضي أحد الكتب الأكثر جرأة التي كشفت بالوثائق عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني، والتي كان في الكثير من الأحداث التي رواها في كتابه «شاهد عيان» على تلك الأحداث. يقول بلومنتال في مقدمة كتابه: إنه اتبع في وضع هذا الكتاب الذي استغرق تأليفه 4 أعوام بدءًا من مايو 2009 نفس المنهج الذي اتبعه في تأليف كتابه السابق «جمهورية عمورة: من داخل الحركة التي دمرت الحزب» -في إشارة إلى المدينة اللوطية التي دمرها الرب- عندما أبحر في عمق اليمين الأمريكي وقام بتوثيق الكيفية التي استولى فيها اليمين الأمريكي المتطرف على الحزب الجمهوري. أما موضوعه في كتابه الجديد فيدور حول إسرائيل في فترة أزمتها السياسية والاجتماعية العميقة الراهنة بسبب سياساتها التعسفية التي تنتهجها في التعامل مع الفلسطينيين .وجالوت يرمز به المؤلف إلى الشعب الفلسطيني في إشارة إلى ما ورد في قصة طالوت وجالوت التي هزم فيها طالوت (الإسرائيلي ) جالوت (الفلسطيني)، وكأن الزمن يكرر نفسه في هزيمة 48. الساديزم الإسرائيلي عندما شرع بلومنتال في تنفيذ مشروع كتابه الجديد كان الإسرائيليون قد انتخبوا لتوهم حكومتهم الأكثر تطرفًا منذ العام 1948 في انتخابات جرت على وقع اعتدائهم على قطاع غزة في العملية التي عرفت حينذاك بعملية الرصاص المصبوب التي استمرت 3 أسابيع وخلفت الدمار في قطاع غزة الساحلي المحاصر. ويرى بلومنتال أن عملية «الرصاص المصبوب» ليست إلا حلقة من مسلسل الاعتداءات والمذابح التي ظلت إسرائيل تمارسها ضد الفلسطينيين منذ الإعلان عن قيامها عام 1948 تحت مرأى العالم وسمعه. ويركز الكاتب على أساليب العنف والتنكيل التي تطبقها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني كدولة احتلال بعد سيطرتها على ماتبقى من أرض فلسطين التاريخية بعد حرب يونيو 1967، ويرى أن مظاهر ذلك العنف من عدوان ومذابح وترانسفير عادت بقوة مرة أخرى في عهد حكومة بنيامين نتنياهو التي ينعتها بأنها حكومة متطرفة وفاشيستية، وأنها لا تتورع عن ذبح العزل بدوافع عنصرية فجة، وتحت نفس الشعارات التي رفعتها العصابات الصهيونية في العام 1948. وهو يفند ثقافة الهولوكوست التي تروج لها إسرائيل بشكل دائم بالقول: إن إسرائيل تسعى دومًا إلى إحياءها كذريعة من أجل الاستمرار في عنفها ضد الفلسطينيين الذين لم يكن لهم أي دور في تلك المذابح، وهو ما يجعل من الشعب الإسرائيلي «شعب غير طبيعي» على حد وصفه. ويعتبر الكاتب أن حمى الاستيطان الإسرائيلي ومضاعفة عدد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والمعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم المشروعة ومن المشاركة في المجتمع يقدمان الدليل الدامغ على الصبغة العنصرية والفاشستية التي تعتبر السمة الرئيسة لإسرائيل. ويرى بلومنتال أيضًا أن السياسات والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين تجاوزت كل الحدود بدءًا من منع تداول بعض الكتب وتحكم جهاز الأمن الداخلي «الشين بيت» في النظام التعليمى، وتدخل الأمن في الهيمنة على الأفكار وسلب الحريات، وليس نهاية بالإجهاز على الديمقراطية التي تدعيها إسرائيل لنفسها فيما تواصل احتلالها وممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين. مأساة غزة ويبرز بلومنتال جانبًا من المشهد المأساوي لقطاع غزة نهاية عام 2008 -وهو لا يختلف كثيرًا عن المشهد الراهن- بقوله: إن غزة التي يقطنها حوالي مليون ونصف نسمة تركوا بمفردهم للدفاع عن أنفسهم، تحاط بأبراج المراقبة المزودة بالقناصين من كل جانب، والأسلاك الشائكة المكهربة والأسوار الأسمنتية، وحصار بحري قاسي يحظر على الصيادين الصيد بأبعد من 3 كيلومترات من الساحل، إضافة إلى طائرات (الدرون) المزودة بالصواريخ والتي تحلق نهارًا وليلًا، وذلك إلى جانب الحظر الذي تفرضه إسرائيل على الواردات والصادرات من وإلى غزة، والحساب بدقة للسعرات الحرارية التي يتعين على المواطن الغزاوي أن يحصل عليها فقط ليظل على قيد الحياة. وهو يورد بهذا الصدد نكتة يشير فيها إلى قول رجل المخابرات الإسرائيلي دوف فايسجلاس بأن المجاعة في غزة تصب في صالح الأهالي، فهي تساعدهم في إنقاص وزنهم لكن دون التسبب في موتهم!. ويستشهد بلومنتال حول المواقف الإسرائيلية اليهودية من عملية الرصاص المصبوب بمسح أجراه الطبيب النفساني من جامعة تل أبيب دانيال بار تال، خلص فيه إلى أن الوعي الجماهيري لدى الإسرائيليين يتسم بالرغبة في إيذاء الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم وعدم الاكتراث لمعاناتهم، إضافة إلى عقلية الحصار والوطنية العمياء. أكذوبة معسكر السلام يؤكد بلومنتال في الفصل المعنون بـ «معسكر السلام» بأنه لا يوجد في إسرائيل معسكرًا للسلام بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويضرب المثل على ذلك بموقف حاييم أورون رئيس حزب ميرتس - الذي تأسس عام 1992 ورفع شعار حل الدولتين ودعا إلى تبني سياسات ليبرالية واجتماعية من العدوان على غزة 2009 والحرب على جنوب لبنان عام 2006، عندما أعلن عن تأييده للحربين . وجاء رد فعله بعد بدء عملية الرصاص المصبوب مباشرة بقوله: إنه حان الوقت للعمل دون تنازل أو مبادرات سياسية للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين في سيدروت وغيرها من المدن الإسرائيلية الجنوبية. ولا يقتصر الأمر على أورون، فصديقه الكاتب والأديب الليبرالي المعروف ليون عاموس عوز، وفي الذكرى الثمانين لمولد إحدى رموز معسكر السلام الإسرائيلي، مؤسسة حزب ميرتس شلوميت ألوني، انتقد عوز العملية، لكنه تراجع عن رأيه بعد شهرين واصفًا العملية بأنه يمكن تقبلها وتفهم دواعيها. يهوشوا الذي يصنف بانتمائه لمعسكر الحمائم الإسرائيلي ويلقب بداعية السلام الإسرائيلي فقد سارع بدوره في انتقاد عوز عندما أبدى معارضته للعملية في بادئ الأمر، وأصر على أهميتها. أما دافيد جروسمان الكاتب الإسرائيلي المعروف بلقبه في الأوساط الإعلامية الغربية «الضمير المعذب»، فقد دعا إلى وقف النار من خلال صحيفة نيويورك تايمز، إنما على أرضية استراتيجية، دون أن يتعرض بكلمة واحدة للضحايا العزل من الأبرياء الذين سقطوا خلال تلك العملية الوحشية. الكتاب : يضم الكتاب بصفحاته التي تربو على 475 صفحة على 10 أجزاء : الحملات - قوانين الأرض - قراصنة البحر الأبيض المتوسط -المنبوذون - ماذا يوجد خلف الأكمة - عام الديمقراطية - الشعور بالكراهية - معامل التلقين - إنه ينتمي إلى الرجل الأبيض - الهدوء الكبير. كما يضم ثلاث خرائط هامة: خريطة المدن والقرى الفلسطينية المغتصبة في حرب 1948 - خريطة المستوطنات والحواجز في الضفة الغربية - خريطة قطاع غزة. الكاتب: صحفي وكاتب يهودي أمريكي اشتهر بكتابه جمهورية عمورة : «من داخل الحركة التي حطمت الحزب»، وهو يتعرض لحملة تشويه شرسة داخل إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأمريكية على إثر نشر كتابه (جالوت: الحياة والكراهية في إسرائيل الكبرى) بما تضمنه من لائحة اتهام طويلة حول انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني . وكان قبل انغماسه بهذه القضية مشغولًا بموضوع النازيين الجدد وتعالي الرجل الأبيض في أمريكا. المزيد من الصور :

مشاركة :