أبدى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قلقه وألمه لما يشهده العالم اليوم من حوادث مؤسفة تكشف عن المدى الخطير الذي وصل إليه الإرهاب، وتناميه فكراً وسلوكاً، وانتهاكه لجميع الحرمات والمواثيق والقيم، وتجاوزه وتطاوله على المقدسات والرموز والعلماء، وتمادي داعميه ومموليه، بما بات ينشر الفوضى والفتن، ويهدد الأمن والسلام والاستقرار.ونبه المجلس في بيان أصدره أمس الأربعاء إلى أنَّ تكرار وقوع الجرائم الإرهابية البشعة دون مراعاة لحرمة الإنسان والأوطان، ولا لحرمة هذا الشهر الفضيل، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انسلاخ الإرهابيين ومن يقف خلفهم ويمولهم أو من يدافع عنهم من كل قيمة دينية وأخلاقية، كما يؤكد أنَّ الإرهاب سلوك شيطاني لا يمت بصلة إلى دين أو مذهب.وجدد المجلس إدانته لجميع الأشكال الإرهابية، مؤكداً أن الإرهاب بات الخطر الأبرز الذي يجب التكاتف لمواجهته والتصدي له بكل قوة وحكمة وحزم، وينبغي تجفيف منابعه ومحاصرة بيئاته الحاضنة ومموليه والمحرضين عليه، داعياً دول العالم إلى التكاتف لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول، لصون الاستقرار والسيادة، ولقطع طرق الإمداد والصلة والدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما شدد على أنَّ إيواء الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب الأغراض والأطماع وتمكينهم خطر كبير لا يحسن السكوت عنه، بل ينبغي مواجهته بحزم وقوة لحماية مجتمعاتنا من الفتن والشرور.ودعا البيان علماء الأمة المخلصين إلى أخذ زمام المبادرة في مجتمعاتهم، والنهوض بدورهم الأصيل في نشر الوسطية وتقويم الفكر والسلوك، مقدراً الإسهامات الجليلة التي قدمها العلماء في العالم الإسلامي منذ القدم في الحث على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيداً في هذا الصدد بالدور المحوري الكبير الذي تضطلع به هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، التي تعد عمقاً إسلامياً للأمة، والتي تضم نخبةً من العلماء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الشريعة والدفاع عن قضايا الأمة، فنالوا ثقة العالم الإسلامي وحبه واحترامه وتقديره.وحذر البيان من المحاولات المغرضة الاستفزازية للتطاول على العلماء، والمساس بهم، والتقليل من شأنهم ودورهم الحيوي المهم، كما شدد على ضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي وعدم استغلاله في البهتان وقول الزور، وفي نشر الفتنة بين الناس. (بنا)
مشاركة :