استغلت دار «بريوني» الإيطالية مناسبة معرض «بيتي إيماجيني أومو» لتعلن تعيينها لنينا ماريا نيتشه مصممة فنية لها. الخبر أثار عدة ردود أفعال، ففيما تنفس البعض الصعداء، بالنظر إلى أن عملية بحث الدار عن خليفة لمصممها السابق جاستن أوشي استغرقت ما لا يقل ثمانية أشهر، أثارت بعض الاستغراب للاختلاف الواضح بين كلا المصممين. فبينما أوشي لم يكن يتمتع بخبرة في مجال تصميم الأزياء وكان يعوض عنه بنشاط كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ لديه عدد كبير من المتابعين على الـ«إنستغرام»، فإن نينا ماريا نيشته تتجنب الأضواء بكل قواها إلى حد أنه من الصعب إيجاد صورة لها. فهي من مدرسة مارتن مارجيلا الذي عملته معه لـ23 عاما إلى أن استقال في عام 2009، ومثله تعشق العمل في الظل. وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي التحقت بماركة «فيتمون» كمديرة فنية على أن تترأس فريقاً يعمل تحت إشراف ديمنا فازاليا. كل هذا يعني أنها تخصصت لسنوات في التصاميم المبتكرة والحداثية بينما «بيرلوتي» كلاسيكية وتدين بنجاحها لرجل عصري يعشق كلاسيكياتها، التي تقدر بنحو 4 آلاف جنيه إسترليني للبدلة، لأنها تعكس ثقته خلال لقاءاته المهمة. لكن في ظل التغيرات التي يشهدها قطاع الموضة الرجالي، بدءا من توسعه لأسواق بعيدة إلى انتعاشه بفضل شرائح الشباب، أصبح من الضروري اعتماد لغة قوية ومميزة. وهذا ما تراهن عليه «بريوني» باختيارها نيتشه كأول مصممة تدخل الدار التي تولاها لحد الآن رجال، ويشير إلى أن مجموعة «كرينغ» التي تملك «بريوني» مستعدة لتغيير لغة خطابها ومنح تصاميمها روحا جديدة. ولا شك أنه كان للرئيس التنفيذي الجديد فابريزيو مالفيردي دور في هذا الاختيار. فقد صرح بأنه منذ أن قابلها أول مرة في عام 1996، شده أسلوبها ونظرتها للتصميم وهذا تحديدا ما تذكره عندما بدأ يبحث عن مصمم يأخذ الدار إلى مرحلة جديدة من الإبداع. اللافت أنه على الرغم من أن عالم الموضة كان ولا يزال لحد ما يعيش على «نفس» المصمم وحسه، فإن اختيار نينا ماريا نيتشه الزاهدة في الأضواء يشير إلى توجه جديد بدأنا نلمسه مؤخرا. فمصمم الدار السابق جاستن أوشي مثلا نشط على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن نشاطه هذا لم يشفع له بدليل أنه لم يمكث طويلا في الدار، وحتى اللوغو الذي صممه عندما التحق بها وتميز بأسلوب قوطي، تم الاستغناء عنه مباشرة بعد خروجه. فالسياسة المتعامل بها حاليا أن المجموعات الكبيرة لا تمنح المصمم سوى فرصة واحدة عليه اقتناصها بتحقيق الربح السريع بعد تشكيلة أو تشكيلتين تقريبا. وهي فترة غير كافية لتقييمه إلا أنه من منظور تجاري كافية بالنسبة لهم لاتخاذ قرار الإبقاء عليه أو الاستغناء عنه. المشكلة في جاستن أوشي أنه نجح في تقديم تشكيلة فاخرة استعمل فيها جلود التماسيح والكشمير وخامات مترفة أخرى لكنه وظفها بأسلوب يرقص على نغمات الروك أند رول، وهو ما لم يرضِ زبائن الدار المخلصين والمتحفظين، وهم الأغلبية.فرنسوا هنري بينو مالك مجموعة «كيرينغ» ورئيسها التنفيذي الذي استحوذ على «بريوني» في عام 2012 صرح بأنه مُقتنع بأن المصممة الجديدة تفهم روح الدار الإيطالية جيدا كما تعرف ما يريده رجل مستعد أن يدفع نحو 4 آلاف جنيه إسترليني للحصول على بدلة مفصلة.
مشاركة :