«رمضان لم يعد رمضان، فمنذ انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على الشرعية لم نعد نطعم طعما لشهر رمضان المبارك، وبدلا من أن نسمع مدفع رمضان وقت أذان المغرب، أصبحنا نسمع فقط مدافع الميليشيات الانقلابية على مدار الساعة، التي يسقط يوميا على إثرها قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء، وبينهم نساء وأطفال»، هكذا تحدث الموظف الحكومي، عبد الله أحمد عبده من أبناء تعز لـ«الشرق الأوسط» وعيناه تصارعان الدموع حسرة على الوضع الذي يعيشه ومجتمعه في المدية المحاصرة.يضيف عبده «ها هو شهر رمضان المبارك سيغادرنا والميليشيات الانقلابية لم تغادرنا، وما تفعله سوى الانتقام بشكل أكثر من أبناء تعز الرافضين انقلابهم، ومن التقدم الذي حققه الجيش»، لافتا أن «التعزيين فرحون من انتصارات الجيش ويشيدون بها، لكن قلوبهم في الوقت ذاته منكسرة، ويعانون وضعا إنسانيا صعبا وكبيرا في ظل توقف رواتب موظفي القطاع العام، إضافة إلى القطاع الخاص الذين خسروا رواتبهم، وليس هناك ما يملكون ليسعدون أطفالهم بهذا العيد الذي لا يفصلهم عنه سوى أيام قليلة».يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال الميليشيات تصعد من قصفها المستمر على أحياء تعز السكنية بمختلف أنواع الأسلحة من مواقع تمركزها في أطراف المدينة، لترتكب يوميا مجازر بشعة بحق أبناء تعز، وفقا لمصادر عسكرية قالت: إن آخر جرائم الانقلاب «قتل ثلاثة من المدنيين وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة، إضافة إلى الخسائر المدينة، جراء القصف العنيف والهستيري على حي بيرباشا». كما قتل نجل القيادي في الجيش الوطني العقيد يحيى الريمي عقب إصابته بشظايا قذيفة أطلقتها الميليشيات الانقلابية.ويبقى رهان عبد الله أحمد عبده و2.8 مليون مواطن يمني آخر يقطنون المحافظة ومديرياتها على أن تتحسن الظروف القاهرة، التي ستخفي شبح الخوف المخيم منذ عامين وأكثر، ويستطيع الذهاب بأبنائه لتعود إليهم الأعياد، والأفراح، وليعيشوا «حياة تليق بتعزيتهم» وفق ما قال.
مشاركة :