حققت زيارة وفد الأعمال القطري والذي ضم نحو 140 رجل أعمال إلى سلطنة عمان أمس الأول نتائج اقتصادية مهمة لتعزيز التبادل التجاري بين البليدين الشقيقين. وعقدت أمس الأول لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم العمانيين بفندق جراند ميلنيوم في العاصمة العمانية مسقط، تم خلالها التركيز على تصدير المنتجات العمانية وخاصة في مجال المواد الغذائية والكماليات ومواد البناء إلى دولة قطر.وعقد على هامش اللقاءات معرض مصغر للمنتجات العمانية شاركت فيه 135 شركة عمانية تعمل في قطاع المواد الغذائية والكماليات ومواد البناء، إلى جانب عقد لقاءات جانبية بين ممثلي الشركات العمانية ونظرائهم من رجال الأعمال القطريين، حيث أكدت هذه الشركات العمانية استعدادها لتصدير منتجاتها إلى السوق القطري، وأبدت رغبتها في التعاقد مع شركات قطرية لتحقيق هذه الغاية. وتم عقد العديد من اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال القطريين والعمانيين، اطلع خلالها الجانب القطري على المنتجات العمانية المؤهلة لدخول السوق القطري، وقد تم التوقيع على اتفاقيات وصفقات متعددة بين شركات قطرية وأخرى عمانية من أجل توريد السلع والمنتجات العمانية إلى السوق القطري. ومن المتوقع بموجب هذه الصفقات أن يبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة ظهور منتجات عمانية جديدة في السوق القطري، خصوصا في قطاع المنتجات الغذائية والاستهلاكية، إضافة إلى المواد الأولية للبناء، حيث يدعم ذلك تدشين خطين ملاحيين مباشرين بين ميناء حمد وكل من ميناءي صحار وصلالة في سلطنة عمان. دعم التعاون وقال السيد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر - رئيس وفد رجال الأعمال القطري، أن رجال الأعمال القطريين حرصوا على زيارة سلطنة عمان من أجل دعم التعاون المشترك وتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية والتطلع إلى مزيد من التعاون على صعيد الاستثمار والأعمال. وأعرب في كلمته الافتتاحية للقاءات الثنائية القطرية العمانية، عن خالص الشكر والتقدير إلى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وإلى الشعب العماني على المواقف الداعمة لدولة قطر وهو أمر ليس غريبا على سلطنة عمان الشقيقة، لافتا إلى أن أن دولة قطر وسلطنة عمان ترتبطان بعلاقات متميزة وآخذة في التطور، كما أن الجانبين يعملان على تعزيز هذه العلاقات في مجالات عدة أبرزها الاستثمار المشترك، حيث توجد العديد من الاستثمارات القطرية في سلطنة عمان كما توجد العديد من الاستثمارات العمانية في دولة قطر، ونأمل بمزيد من الشراكات الاستراتيجية بين الأشقاء في سلطنة عمان في جميع القطاعات مثل التجارة والصناعة والنقل والأمن الغذائي وغيرها، لافتا إلى أن الوقت مناسب الآن لكي نكمل بعضنا البعض. ظروف استثنائية وقال بن طوار :إذا كان هذا اللقاء يعقد في ظل ظروف استثنائية تتضمن مقاطعة ثلاث دول خليجية لدولة قطر، فإننا نود أولا أن نشيد بمواقف سلطنة عمان الداعمة لقطر وهذا ليس غريبا على السلطنة، ونؤكد هنا أن رجال الأعمال القطريين الذين حضروا للقاء نظرائهم العمانيين لا يهدفون إلى إقامة علاقات تجارية مؤقتة بسبب المقاطعة الخليجية، وإنما يتطلعون إلى إقامة علاقات وشراكات تجارية طويلة الأمد تمتد لسنوات طويلة، فنحن اليوم نريد أن ندشن لمزيد من التعاون التجاري والاقتصادي بما يعزز التبادل التجاري بين بلدينا الشقيقين، وهذا بكل تأكيد بدعم من الجهات الرسمية في بلدينا، كما نتطلع إلى الاستثمار في الموانئ والمطارات في سلطنة عمان بما يعزز حركة التجارة والنقل. وأوضح بن طوار أن الظروف ملائمة الآن لكي يعمل القطاع الخاص في كل من قطر وسلطنة عمان على التكامل الاقتصادي فيما بينهما، لافتا إلى أن سلطنة عمان لديها موانئ مهمة على بحر العرب ومع وجود ميناء حمد في الخليج فإن التكامل الاقتصادي سوف يعزز حركة التجارة بين البلدين من جهة وبينهما وبين العالم من جهة أخرى. إجمالي الاستثمارات يذكر أنه وفقا لبيانات رسمية، فإن إجمالي حجم الاستثمارات القطرية المسجلة في سلطنة عمان حتى العام 2015 يبلغ نحو 76.5 مليون ريال عماني (727 مليون ريال قطري) من خلال مساهمتها في 148 شركة بنسب متفاوتة تصل إلى 100% في بعض الشركات في قطاعات الصحة والمال والكهرباء والمياه، وتتراوح بين 35% إلى 93% في شركات أخرى بقطاعات التجارة والإنشاءات والخدمات والعقارات والصناعة والنقل والتعدين. وتشير البيانات كذلك إلى ارتفاع التبادل التجاري بين قطر وسلطنة عمان من 2.8 مليار ريال في العام 2014 إلى حوالي ثلاثة مليارات ريال في العام 2015.
مشاركة :