القوات العراقية تتقدم داخل المدينة القديمة في غرب الموصل، في إطار هجومها على آخر حصن لتنظيم داعش في المدينة.العرب [نُشر في 2017/06/22]معركة صعبة الموصل (العراق) - داخل أحد المباني القديمة الفخمة في غرب الموصل، يتجمع ضباط عراقيون حول خريطة تظهر تقدم قواتهم في المدينة فيما تصل آخر أخبار الجبهة عبر أجهزة لاسلكي يقاطعها في بعض الأحيان ضباط أميركيون لتقديم المشورة. على بعد أقل من كيلومترين من الجبهة، يوجه قائد القوات العراقية تعليماته لرجاله الذين يتقدمون في المدينة القديمة بغرب الموصل، تحت أنظار ضباط أميركيين يعلقون بين الفينة والأخرى على المحادثات المتوترة. ويتواجد مستشار أميركي وفريقه في هذا المركز المستحدث القريب من خط الجبهة. يقول الملازم الشاب أندرو كايزر الذي يقدم المشورة لقائد الفرقة 16 بالجيش العراقي "نحن نعيش معهم يوميا، ونعمل يدا بيد". خارج المركز، يقف جنديان أميركيان يحملان بنادق ويرتدي كل منهما سترة واقية من الرصاص، فيستظلان من الحرارة المرتفعة على بعد خطوات من سيارتهما المصفحة المركونة في الشارع. يؤكد الضابط الأميركي أن دوره قد تغير بشكل كبير منذ زيارته الأخيرة إلى الموصل، قبل أكثر من عشر سنوات. كان عنصرا من وحدة تابعة للقوات الأميركية متمركزة في ثاني أكبر مدن البلاد. اليوم، يقول إنه يستند إلى تسجيلات فيديو لطائرات استطلاع دون طيار خرائط عبر الأقمار الاصطناعية ومعلومات توفرها القوات الميدانية، لتقديم المشورة إلى القائد العراقي الذي يسعى رجاله إلى طرد تنظيم داعش من آخر مواقعه في الموصل. تضاريس صعبة ما كان يمثل نقطة قوة للجهاديين في المراحل الأولى من معركة الموصل التي بدأتها القوات العراقية في أكتوبر الماضي، تغير خلال القتال. يقول الملازم إن قوتهم النارية تراجعت، ولكن وسط ضجيج قذائف الهاون، يقر العسكري الأميركي بأن المعركة الدائرة في المدينة القديمة صعبة جدا. وفي هذا الوقت، تصاعدت سحابة دخان المباني التي استهدفتها الطائرات. ولا يزال مصير عشرات آلاف المدنيين العالقين داخل هذا الجزء من المدينة يشكل مصدر قلق كبير للقوات العراقية وفريق كايزر. يقول مسؤول الإعلام في الفرقة 16 العقيد عصام غضبان إن "عصابات داعش الإجرامية تستخدم المواطنين كدروع بشرية للاحتماء بهم وتعقيد حركة القطعات العسكرية".طرد داعش من آخر مواقعه قدر ممثل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق برونو جدو عدد المدنيين العالقين في الموصل القديمة بأكثر من مئة ألف شخص، معتبرا أن عملية الموصل هي "من أكبر الحروب الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية". دروع بشرية في الثامن من يونيو، قال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن لديه تقارير موثوقة بأن تنظيم داعش قتل أكثر من 230 مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من أحياء غرب الموصل في العراق منذ 26 مايو. وأعلن التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين ايضا في مارس انه سيحقق في تقارير تفيد بأن ضرباته أوقعت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين في الموصل. من جهته، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقدم الدعم للقوات العراقية إن بعض ضرباته أسفرت عن مقتل مدنيين في الموصل، وأنه يحقق في حالات أخرى. وأكد ممثل مفوضية اللاجئين أن الهدف الأساسي حاليا هو "وضع مسألة حماية المدنيين في صلب العمليات العسكرية، ما زلنا ندعو إلى أن يتم في المعارك احترام مبادئ الاحتراز والتمييز والتناسب للتأكد من أن حياة المدنيين وممتلكاتهم محمية إلى أقصى حد ممكن". ويوميا، تغادر طائرات استطلاع صغيرة من دون طيار مركز القيادة حيث يتواجد كايزر والفرقة 16، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين. وفي أحد الفيديوهات، كانوا قادرين على رؤية كيفية استخدام الجهاديين للمدنيين. يقول الملازم الأميركي "رأينا عنصرين من تنظيم داعش (...) يدخلون نساء وأطفالا إلى مبنى ضربناه للتو. التنظيم يسعى إلى تحريضنا على ضرب مدنيين".
مشاركة :