أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم أمس (الاربعاء)، ان تفجير "داعش" لمنارة الحدباء هو اعلان رسمي لهزيمة التنظيم.وقال العبادي في بيان مقتضب نشره مكتبه الاعلامي ان "تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري هو اعلان رسمي لهزيمة التنظيم".من جانبه، اعتبر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اليوم (الخميس)، تفجير الجامع ومنارته الحدباء دليل على فكر الارهاب المريض، فيما دعا الى الاسراع بتحرير المدنيين في الموصل القديمة الذين يعيشون ظروفا صعبة ومأساوية، وقال في بيان له "ان ذلك دليل على فكر الارهاب المريض وذهنيته الانتقامية التي لم تسلم منها حتى دور العبادة". فيما دان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، اليوم، تفجير "داعش" لمنارة الحدباء وجامع النوري، مشددا على بذل كل الجهود لاعادة تشييدهما بأسرع وقت.من جهته، عد السفير الأميركي في بغداد تفجير "داعش" لجامع النوري دليلا على "إفلاسه الأخلاقي".بدوره، أكد القائد في جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، اليوم، أن تفجير الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء كان "متوقعا" من قبل تنظيم "داعش"، فيما أكد استمرار القوات الامنية بالتوغل في عمق المدينة القديمة.وقال الساعدي إن "داعش هو عدو الانسان والاطفال والشيوخ والنساء وحتى الحجر"، مشيرا الى أن "كل شيء متوقع من تنظيم هو عدو لكل شيء، وتفجير الجامع والمنارة كان متوقعا".وبين الساعدي أن "العملية العسكرية في المدينة القديمة مستمرة"، مشيرا الى "استمرار عمليات التطهير والتوغل رغم صعوبة طبيعة المنطقة الجغرافية"، مؤكدا أن "التنسيق مستمر بين جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وقطعات الجيش الاخرى حتى تطهير المدينة بالكامل".وجامع النوري الكبير في الموصل ومئذنته المائلة الشهيرة اللذان قام تنظيم "داعش" المتطرف بتفجيرهما يوم أمس، بينما كانت القوات العراقية تتقدم في آخر معاقل التنظيم الارهابي. هذا المسجد الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي قيام ما سماها "دولة الخلافة" في الرابع من يوليو (تموز) عام 2014، يتضمنان الكثير من الحقائق التاريخية.فقد استقى المسجد اسمه من اسم نور الدين الزنكي، الذي كان من الأعيان وخاض معارك في الحملات الصليبية الأولى من إقطاعية تغطي مساحات من الأرض، وقد أقيم المسجد في عامي 1172 و1173 قبيل وفاته وكان يضم مدرسة إسلامية.وعندما زار الرحالة ابن بطوطة المدينة بعد ذلك بنحو قرنين من الزمن كانت المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا قد بدأت تميل بالفعل. واشتهرت المئذنة باسم الحدباء بسبب ميلها.وفي القرن التاسع عشر كتب الرحالة جراتان جيري يقول "هي مائلة بضعة أقدام عن وضعها العمودي رغم أنها تبدأ بداية صحيحة عند الأرض.وعند القمة، قبل شرفتها وقبتها، تستعيد استواءها مرة أخرى. وهيئتها هيئة رجل ينحني. وقد بنيت المئذنة بسبعة خطوط من الطابوق (الطوب) المزخرف بأشكال هندسية معقدة تصعد نحو القمة بتصميمات كان لها وجود أيضا في بلاد فارس وآسيا الوسطى.وقد نقل المؤرخون انه تم هدم المسجد والمدرسة الملحقة به وأعيد بناؤهما عام 1942 في برنامج ترميم نفذته الحكومة العراقية.
مشاركة :