سارعت شخصيات من المعارضة السورية إلى التنديد بتصريحات الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة لم يعد أولوية بالنسبة لفرنسا، في حين أعلنت أستراليا استئناف عملياتها العسكرية في الأجواء السورية، التي علقت إثر تهديدات أصدرتها روسيا عقب إسقاط القوات الأميركية مقاتلة سورية. وتفصيلاً، كتب عضو الائتلاف السوري المعارض، أحمد رمضان، في تغريدة على «تويتر»: «عار على فرنسا ألا يرى رئيسها إيمانويل ماكرون بشار عدواً لها وللبشرية، وقد قتل 600 ألف، وشرد 14 مليون سوري. سقوط مفجع للأخلاق والإنسانية». من جهته، كتب المعارض السوري ورئيس الائتلاف السابق، خالد خوجة «تصريحات ماكرون مفاجئة. ففرنسا كانت ضمن أربع دول فقط من كل مجموعة نواة (الأصدقاء) إلى جانب بريطانيا وتركيا وقطر داعمة لرحيل بشار الكيماوي». وكان ماكرون قد اعتبر أن رحيل الأسد عن السلطة لم يعد أولوية بالنسبة لفرنسا، التي أصبح هدفها الأساسي محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية، وذلك في مقابلة نشرتها ثماني صحف أوروبية أمس. وقال الرئيس الفرنسي «لم أقل بوضوح أن إزاحة الأسد تشكل شرطاً مسبقاً لكل شيء، لأن أحداً لم يقدم لي خلفاً مشروعاً له!»، مكرسا للمرة الأولى هذا النهج الفرنسي حيال سورية، ومقراً في الوقت نفسه بتعديل موقف باريس. ولطالما كانت باريس في مقدمة المطالبين برحيل الأسد، ورغم تراجع الإصرار على ذلك بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ 2015، فإن النهج الرسمي كان يقول إن الرئيس السوري «لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية»، التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من ست سنوات، أسفر عن نحو 320 ألف قتيل. وقال الرئيس الفرنسي «حول هذا الموضوع، قناعتي العميقة هي أنه يجب وضع خارطة طريق دبلوماسية وسياسية»، دون أن يأتي على ذكر الأمم المتحدة التي يشكل قرارها الذي اعتمدته في 2015 حتى الآن مرجعية لتسوية النزاع. وفي سيدني، أعلنت أستراليا، أمس، استئناف عملياتها العسكرية في الأجواء السورية، التي علقت إثر تهديدات أصدرتها روسيا عقب إسقاط القوات الأميركية مقاتلة سورية الأحد الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الأسترالية في بيان أن تعليق العمليات الجوية في سورية كان «إجراء احترازياً للسماح للتحالف بتقييم الخطر العملاني»، مضيفة أن «التعليق تم رفعه مذاك». وكانت متحدثة عسكرية أسترالية أعلنت الثلاثاء أنه «في إجراء احترازي أوقف جيش الدفاع الأسترالي مؤقتاً العمليات الضاربة التي يجريها في سورية». وأتى تعليق أستراليا عملياتها العسكرية في الأجواء السورية، بعدما أسقط التحالف الدولي مقاتلة سوخوي تابعة للجيش السوري في ريف الرقة الجنوبي، إثر قصفها بحسب التحالف قوات معارضة لنظام بشار الأسد تدعمها الولايات المتحدة، بينما أكد الجيش السوري أن المقاتلة كانت تنفذ «مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي». والإثنين ردت موسكو التي تدعم عسكرياً نظام الرئيس السوري بتعليق خط الاتصال الذي أقامته في أواخر 2015 مع «البنتاغون» لمنع حوادث اصطدام في الأجواء السورية، متهمة واشنطن بعدم «إبلاغها» بأنها ستسقط المقاتلة السورية. كما أكد الجيش الروسي أنه «سيراقب مسار» كل طائرات التحالف الدولي، التي تحلق غرب الفرات، وستعتبرها المضادات الجوية والطيران الروسي في سورية «أهدافاً». وفي موسكو، استقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، زعيم تيار الغد السوري، أحمد الجربا، وذلك لبحث مسار الإعداد للقاء جنيف وأستانا. وأعلن لافروف في بداية اللقاء عن ترحيبه بجهود الجربا الرامية إلى تسوية الأزمة وتوحيد المعارضة، كما اعتبر أن هذه الجهود تنسجم مع قرارات المجتمع الدولي، لاسيما في ما يخص ضرورة أن يقرر السوريون أنفسهم مصير بلادهم عن طريق التوافق.
مشاركة :