تغطية:محمد الفاتح عابدين شدد حضور مجلس «الخليج» الذي استضافه بخيت بن سويدان النعيمي في مدينة العين على أهمية دور الأسرة في تجنيب أبنائها من الوقوع في شرك المخدرات. وأجمع الحضور على أن التحلي بالقيم الإسلامية ومتابعة شؤون الأبناء عن قرب واحتواءهم من خلال بناء علاقة معهم من العناصر الفعالة في التغلب على هذه الآفة. ودعوا الشباب من حضور المجلس إلى عدم مخالطة أصدقاء السوء وعدم الانصياع إلى حيل المروجين الذين يستغلون براءتهم في الإيقاع بهم في شرك المخدرات، مؤكدين لهم بأنهم مستقبل هذه البلاد وتقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على مكتسبات دولتهم. وفي بداية المجلس رحب بخيت بن سويدان النعيمي بالحضور واستهل حديثه بالدعاء إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني اتحاد الإمارات ومؤسسها وقال: إننا من الأجيال المحظوظة التي عملت مع الفقيد حيث استفدنا الكثير من علمه الذي لم يبخل به على أي إنسان، وتعلمنا منه الكثير من الممارسات التي استفدنا منها في حياتنا العملية والاجتماعية. إن دولة الإمارات تعيش في أبهى عصورها بفضل قيادتها الرشيدة التي تخرجت في مدرسة «زايد الخير» حيث يعيش الشعب في كنفها بعيداً عن المشاكل التي تؤثر في مسيرة حياته وينعم بنعمة الأمن والأمان التي وهبها الله لدولتنا والتي ينبغي أن نحافظ عليها لا سيما فئة الشباب التي تقع على عاتقها مسؤوليات جسام في تلبية طموح قيادتهم الذي لا سقف له حيث عليهم أن يكونوا على أكمل الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية وكسب الرهان دائماً. وتطرق للحديث عن آفة المخدرات ومحاربتها وقال إنها تعد من التحديات التي تواجه شبابنا والتي تتطلب مواجهتها نوعاً من الحزم المقرون بإعمال العقل حيث إنها تستهدف شبابنا الذين هم مطالبون بأن يكونوا أكثر وعياً حتى لا يقعوا رهينة لها. إن الاسرة وخاصة الآباء مطالبون بفتح قنوات للحوار مع أبنائهم وبناتهم حتى يسهل عليهم رصد تصرفاتهم والسيطرة على أي تغير قد يطرأ عليها، والأمهات يلعبن دوراً مهماً في هذا الجانب باعتبارهن الأكثر احتكاكاً مع الأبناء. وطالب الشباب والمراهقين من الحضور على رفض الدعوات التي قد تمارس معهم لتجريب بعض العقاقير أو الأدوية بالرفض ومقاومة الإغراء الذي قد يمارسه عليهم المروجون لهذه السموم بغرض الإيقاع بهم وتحويلهم إلى مدمنين أو مروجين خلال المستقبل القريب. مفسدة للعقل وتحدث الشيخ خليفة الظاهري الواعظ في الشؤون الاسلامية والأوقاف وقال: جعل الله سعادة الإنسان معقودة على سلامة عقله، لذا حرَّم كل ما من شأنه أن يهلك العقل أو يفسده، أو يعطل وظيفته، لأنه بالعقل يعرف الإنسان الخير من الشر، والنافع والضار، وبه يرفع الله شأن الإنسان، وبه فضله وكرمه على كثير من خلقه. من هنا اهتم الإسلام بالحفاظ على هذه النعمة، فحرَّم الله عليه تناول ما يفسدها أو يضعفها، باعتبارها إحدى الضرورات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية كلها على وجوب الحفاظ عليها، وهذه الضرورات هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال.وتابع إن المخدرات باعتبارها مفسدة للعقل ومدمرة للوعي، فقد حرمها الدين، ولو لم يكن حرمها الدين، فإن العقل حرمها، وإنما حرمها الإسلام لما فيها من أخطار وأضرار. وتناول المقدم محمد سهيل العامري من وزارة الداخلية ضرورة الحد من انتشار المخدرات وقال: إن الجميع يمكنه أن يكون لاعباً أساسياً في ميدان مكافحة المخدرات من خلال تعرف جسامة أضرارها ومدى فتكها بالمجتمعات، وأرغب أن أدعو الآباء إلى التركيز على أبنائهم من خلال المتابعة المستمرة والحثيثة. من واقع تجاربنا الميدانية في هذا الشأن وجدنا أن التقصير في متابعة شؤون الأبناء يعتبر أحد عناصر انجرافهم وراء تعاطي المخدرات، وجميعنا يدرك أعباء الحياة والتزاماتها المتزايدة يوماً تلو الآخر وهذا الأمر ينسحب على فئة كبيرة من الموظفين الذين تتطلب ظروف عملهم عدم التواجد في المنزل سوى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وعليه فإن جميع الآباء مطالبون بتخصيص مساحة لا بأس بها من الوقت لمتابعة شؤون أبنائهم وتعرف كل ما هو جديد في حياتهم ورصد التغيرات السلوكية التي قد تطرأ عليهم. وهناك أمر مهم وهو تعرف أصدقاء الأبناء لاسيما وأن النسبة الكبرى من مدمني المخدرات وقعوا في براثنها بسبب أصدقاء السوء حيث يضمر صديق السوء الشر بداخله ولن يهدأ له بال إلا بعد الإيقاع بهذا الصديق البريء في فخ المخدرات. ووجه العامري النصيحة إلى الآباء وقال إن أفضل سبل الوقاية من المخدرات هي تكوين علاقة جيدة مع الأبناء ومخالطتهم في شؤون حياتهم حيث تسهل النصيحة من خلال هذه العلاقة كما يسهل معها رصد كل تغير قد يطرأ في سلوكيات الأبناء شبابنا مستهدف كما تحدث في المجلس الرائد محمد سعيد المنصوري من إدارة التوعية والرعاية اللاحقة في قسم مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وقال: إننا ولله الحمد نعيش في دولة شابة من ناحية العمر ويشكل الشباب الأغلبية العظمى من النسيج المجتمعي لهذه الدولة، ومما لا شك فيه أننا في دولة الإمارات محسودون بسبب الامتيازات التي وهبنا الله تعالى لها وبفضل قيادتنا الرشيدة التي عملت على أن يكون شعب الإمارات هو الأسعد بين شعوب الأرض، وبالتالي فإننا مستهدفون من خلال وباء المخدرات التي تدمر المجتمعات وتنتقل بها من الحالة الإيجابية إلى الحالة السلبية التي يكون فيها الشباب غير منتج ولا يقوم بممارسة الأدوار المنوطة به. وأضاف: إن تجارة المخدرات لا تختلف عن الإرهاب، حيث يعتبر الإرهاب والمخدرات وجهين لعملة واحدة ولا بد من الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها. إن حجم تجارة المخدرات بلغ 800 مليار دولار سنوياً وهو مبلغ ضخم يوازي ميزانيات الكثير من الدول مجتمعة، ومما لاشك فيه أن الدول المصدرة للمخدرات يعمل التجار فيها على رفع حجم أرباحهم التي تدرها عليها تجارتهم البائسة، وهؤلاء التجار والمروجون يستخدمون الكثير من الأساليب والحيل لاصطياد المدمنين.ووزارة الداخلية فتحت الكثير من الأبواب أمام ضحايا المخدرات من أجل التخلص منها، إلى جانب قوانينها التي تعفي المدمنين من العقوبة في حال مبادرتهم بتسليم أنفسهم مؤكداً أن الآباء والأمهات يقع على عاتقهم مسؤولية الإبلاغ عن أبنائهم المدمنين قبل أن تدمر المخدرات حياتهم وقد تتسبب في كثير من العواقب التي يصعب التكهن بها مستقبلاً. ودعا الجميع إلى الحذر من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الترويج للمخدرات، مؤكداً أن وزارة الداخلية تقف للمروجين بالمرصاد. حيل الإيقاع بالضحايا أكد الرائد محمد سعيد المنصوري أن تاجر المخدرات لن يأتي إلى فريسته ويقول إنه تاجر مخدرات، بل يتقمص الكثير من الشخصيات لإيقاع ضحاياه في شباكه، حيث ينتقي بخبرته العناصر التي يحبها الشباب مثل السيارات والإلكترونيات ويقوم بالتقرب من خلالها إليهم، ثم يبدأ في عرض خدماته عليهم إلى أن يتأكد من وقوعهم في المصيدة ليبدأ معهم مرحلة جديدة مبنية على الابتزاز حيث يستغل حاجة المدمن إلى جرعته من المخدرات ويمارس عليه ضغوطاته مقابل منحه تلك الجرعة.
مشاركة :