اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة لم يعد أولوية بالنسبة لفرنسا التي أصبح هدفها الأساسي محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا، وذلك في مقابلة نشرتها ثماني صحف أوروبية أمس.وقال الرئيس الفرنسي، «لم أقل بوضوح أن إزاحة الأسد تشكل شرطاً مسبقاً لكل شيء، لأن أحداً لم يقدم لي خلفاً مشروعاً له!» مكرساً للمرة الأولى هذا النهج الفرنسي حيال سوريا، ومقراً في الوقت نفسه بتعديل موقف باريس. وقال، «حول هذا الموضوع، قناعتي العميقة هي أنه يجب وضع خريطة طريق دبلوماسية وسياسية» بدون أن يأتي على ذكر الأمم المتحدة التي يشكل قرارها الذي اعتمدته في 2015 حتى الآن مرجعية لتسوية النزاع. وسارعت شخصيات من المعارضة السورية إلى التنديد بتصريحات الرئيس الفرنسي.وكتب عضو الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان في تغريدة على تويتر «عار على فرنسا أن لا يرى رئيسها إيمانويل ماكرون، بشار عدواً لها وللبشرية، وقد قتل 600 ألف وشرد 14 مليون سوري! سقوط مفجع للأخلاق والإنسانية». وكتب خالد خوجة وهو معارض سوري ورئيس الائتلاف الأسبق «تصريحات ماكرون مفاجئة. ففرنسا كانت ضمن أربع دول فقط من كل مجموعة نواة «الأصدقاء» إلى جانب بريطانيا وتركيا وقطر داعمة لرحيل بشار الكيماوي».وحول الأولويات الحالية في سوريا، قال ماكرون «خطوطي واضحة» مضيفاً «أولاً محاربة مطلقة لكل المجموعات الإرهابية، أنهم هم أعداؤنا. نحن بحاجة لتعاون الجميع من أجل استئصالهم، وخصوصاً تعاون روسيا». وشدد ماكرون على ضرورة إرساء الاستقرار في سوريا «لأنني لا أريد الوصول إلى دولة فاشلة» وكرر أخيراً «خطوطه الحمر» التي حددها في أول لقاء عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية مايو في فرساي: وهي «الأسلحة الكيماوية ووصول المساعدات الإنسانية» مؤكداً أنها لا تزال ثابتة.(وكالات)
مشاركة :