استبقت الاستثمارات الإماراتية، سياح الدولة إلى صربيا، سعياً منها إلى اقتناص الفرص الجيدة المتوفرة في هذه الدولة الواقعة بمنطقة البلقان. وتبلغ الاستثمارات الإماراتية في صربيا نحو 4 مليارات دولار (14.7 مليارات درهم)، جزء كبير منها موجه إلى قطاعات مرتبطة بالسياحة والعقارات والفنادق والمنتجعات. وفي المقابل، بلغ عدد السياح الإماراتيين الذين زاروا صربيا عام 2016، نحو 3 آلاف مواطن ومواطنة، بحسب جمعة راشد الظاهري سفير دولة الإمارات في صربيا، الذي توقع أن يتضاعف هذا العدد بوتيرة سريعة خلال السنوات المقبلة، خصوصاً مع خطط الحكومة الصربية الرامية إلى تهيئة البيئة السياحية والفندقية لاستقطاب الزوار من مختلف دول العالم، مع اهتمام خاص بالدول الخليجية. وقال الظاهري في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي، إن هناك مجموعة كبيرة من المشاريع الإماراتية الناجحة في صربيا، منها على سبيل المثال، مشروع واجهة بلغراد المائية على نهر سافا، والذي تطوره شركة إيغل هيلز، ويتضمن أبراجاً سكنية وعدة فنادق ومركزاً تجارياً سيكون الأكبر في منطقة شرق أوروبا عند استكماله، وكذلك المشاريع الزراعية لشركتي الروافد والظاهرة، والتي يصدر إنتاجها من التفاح الصربي الشهير إلى دول عديدة حول العالم، والأمر نفسه بالنسبة لشركة «يوغو إيليت أغرو» المملوكة لرجال أعمال إماراتيين، وتتوسع زراعياً بشكل متسارع، بالإضافة إلى عملها في المجال السياحي. وتابع أن الشركات الإماراتية كانت من أوائل المؤسسات التي استثمرت في صربيا، في الوقت الذي كان يخشى المستثمرون الأجانب والعرب الدخول إليها، والكثيرون لحقوا بنا بعدما منحتهم استثماراتنا الثقة في السوق الصربي. وأوضح أن هناك عدداً من الشركات الإماراتية تدرس دخول القطاع السياحي، حيث تركز إحدى الشركات على الاستثمار في إنشاء منتجعات سياحية، بالإضافة إلى قطاعات أخرى تتعلق بالتصنيع والأدوية، منوهاً بأن صربيا تتمتع بالكثير من الفرص، ولا سيما مع توجه الحكومة الصربية إلى الخصخصة لعدد كبير من الشركات والمصانع، داعياً المستثمرين الإماراتيين إلى الاستفادة من هذه الفرص. موقع صربيا هي إحدى دول البلقان، تقع في وسط أوروبا، لتكون حلقة وصل بين الوسط والجنوب والشرق لهذه القارّة. تحدّ صربيا من الشمال دولة المجر، بينما تحدّها شرقاً بلغاريا ورومانيا، وتحدّها مقدونيا جنوباً، وغرباً تحدها كل من دولة الجبل الأسود، والبوسنة، والهرسك، وكرواتيا. وهي دولة داخليّة غير ساحليّة، وتمتد في الجزء الجنوبيّ لسهل بانونيا والبلقان، وعدد سكانها لا يتجاوز السبعة ملايين فقط. سياحة السياحة في جمهوريّة صريبا تعتمد أساساً على الريف الصربيّ، بما فيه من قرى وجبال، وتعتبر جبال التارا والكوباونيك وجبال الزلاتيبور من أهمّ الجبال السياحيّة في البلد، كما توجد فيها الكثير من ينابيع المياه الحارّة، والتي تشكّل عاملاً من عوامل زيادة السياحة العلاجيّة فيها، كينابيع اوفتسار بانيا، وفرنياتشكا بانيا، وغيرها. هُناك تَفاوت في صربيا من المناظر الطبيعية والثقافة والأنصاب التاريخية، وهُناك حمامات طبيعية ومناطق للصيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك، تُعطي قاعدة السياحة لصربيا والطرق الدولية التي بين غرب ووسط أوروبا مع اليونان وتركيا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، مع وجود طُرُق جَوية تَربُط بين شمال وشرق وجنوب وغرب البلاد. أمّا أهمّ المدن الصربيّة التي تجذب السيّاح، فهي العاصمة بلغراد، ومدينة كراغوييفاتس، ومدينة نوفي ساد، والتي تمتاز بصخبها المعاكس لمناطق الريف الهادئة، حيث تقام فيها الكثير من المهرجانات العالميّة، كمهرجان العزف على البوق، وغيرها من المهرجانات الناجحة، كما أنّ طبيعة هذه المدن تمتاز بجمال مناظرها الطبيعيّة، وتعدّد مظاهر الثقافات، والنصب التاريخيّة فيها تجعل منها عاملاً جاذباً للملايين من السيّاح من مختلف أنحاء العالم. وقد كان لانتهاء الحرب اليوغسلافيّة الأهليّة، وانفصال مدينة كوسوفو عنها، سبباً رئيساً في ازدهار السياحة واستتباب الأمن. شعب يشتهر الشعب الصربي بالدفء والترحاب والمرح، ويتجلى هذا الشعور في جميع نواحي الحياة اليومية في العاصمة الصربية بلغراد، التي توفر حياة سهر نابضة بالحياة ومطاعم لا حصر لها، ذات إطلالة خلابة على نهر الدانوب، فضلاً عن الكثير من المزارات التاريخية والثقافية. متاحف ويعتبر المتحف الوطني الصربي، الذي شيد عام 1833 ميلادية، أبرز المتاحف في بلغراد، وهو يحوي ما يزيد على 5600 لوحة فنية و8400 مخطوطة، موزعة على عدد كبير من المعارض، وبعض هذه الأعمال الفنية يُعتبر من التحف الباهظة التي لا يوجد لها مثيل، كذلك هناك المتحف الإثنوغرافي الذي افتتح عام 1901. وهو يحوي أكثر من 150,000 قطعة حرفية، تُبيّن نمط الحياة المدني والريفي في البلقان. نصائح هناك مجموعة من المعالم السياحية التي ينصح بزيارتها في بلغراد منها على سبيل المثال: 01 قلعة بلغراد: تعد من أهم الأماكن السياحية في بلغراد، وهي قلعة تحمل في طياتها حكايات وأساطير مدينة بلغراد، وهي واحدة من أقدم حصون العالم. 02 حديقة كاليمجدان: هي جزء من قلعة بلغراد، ومقصد للكثير من الزوار، وذلك لأنها تحتوي على ممرات جذابة للمشي، كما تتوزع على حوافها مقاعد بمظلات بديعة الجمال. 03 برج أفالا: يعد أطول مباني صربيا وشبه جزيرة البلقان، حيث يبلغ ارتفاعه 204 أمتار، ويعد مقصداً لكثير من الزوار، وهو مخصص لبث الاتصالات بأنواعها. 04 شارع كنز ميهايلوفنا: هو شارع يقع بين ميداني تيرازجي وكاليمجدان، ويعد مركزاً للثقافة والتاريخ، ويتميز بممره الجميل، بالإضافة إلى المحلات العديدة التي تضم كثيراً من الأزياء الشعبية. 05 ساحة الجمهورية في صربيا: تضم الساحة المسرح الوطني والمتحف الوطني، وهما أهم مبنيين ثقافيين في مدينة بلغراد، إضافة إلى ما تشمله الساحة من عروض ومهرجانات، وهي واحدة من أشهر معالم السياحة في صربيا.
مشاركة :