تونس... جامع الزيتونة المعمور يتجمل احتفاء بليلة القدر

  • 6/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنهت بلدية مدينة تونس مجموعة مهمة من أشغال التهيئة والترميم التي شهدها جامع الزيتونة المعمور الواقع بمدينة تونس العتيقة قبل أيام قليلة من تنظيم الاحتفالات الدينية بليلة القدر. وتوجهت الأشغال بالأساس نحو إعادة التبليط وتغيير الأبواب ومكونات الميضة والمراحيض وقنوات المياه والصرف الصحي، واعتبرت من بين أهم أشغال الترميم الداخلية التي عرفها ثاني المساجد الكبرى التي شيدت في تونس بعد الفتح الإسلامي، وذلك منذ نحو 40 سنة خلت.ووفق وزارة الشؤون الدينية التونسية ستشمل أشغال الترميم والصيانة، إلى جانب جامع الزيتونة المعمور، عددا من المعالم الدينية والتاريخية لمدينة تونس من أجل حماية تراث البلاد الديني من الاندثار والتشويه.وطالت الأشغال التي نفذتها بلدية تونس المدينة بوسائلها الذاتية، مختلف المكونات الداخلية لجامع الزيتونة المعمور من لوح ومشابك وأبواب وأقفال وميضة المصلين، وامتدت الأشغال لتشمل الإنارة باستبدال نحو ألفي فانوس كهربائي احتفاء بليلة القدر ذات الشأن الكبير لدى العائلات التونسية. ومثلت هذه الأشغال عنصر ارتياح في صفوف مرتادي الجامع وعبروا عن فرحهم بما يتلاءم والقيمة الدينية والتاريخية لأحد أهم معالم تونسي الإسلامية.ويسيطر جامع الزيتونة المعمور منذ أكثر من 1300 سنة على قلب المدينة العتيقة وهو نبض الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية فيها، ويقف شاهدا على تجذر تونس في إسلامها، ويعد رمزا لتعلق أهلها بدينهم الحنيف، إضافة إلى كونه منارة علم وتعليم طيلة عقود من الزمن.وقد تخرج في جامعة الزيتونة التابعة لجامع الزيتونة المعمور، المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون صاحب «المقدمة»، والفقيه المفسر والمحدث محمد بن عرفة، والطاهر بن عاشور صاحب «تفسير التحرير والتنوير»، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر، والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي صاحب كتاب «تونس الشهيدة»، وأبو القاسم الشابي صاحب ديوان «أغاني الحياة»، والطاهر الحداد مؤلف كتاب «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» الذي أثار ضجة اجتماعية بدعوته لتحرير المرأة.ويعد ثاني المساجد التي بنيت في «أفريقيا» بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان، ويرجح المؤرخون أن حسان بن النعمان هو من أمر ببنائه سنة 79 للهجرة، وقام عبيد الله بن الحباب بإتمام عمارته سنة 116 للهجرة. ويتميز جامع الزيتونة بأجمل ختمة للقرآن الكريم كتبت في تونس، وقد تم الانتهاء منها وإهداؤها للمسجد أيام الشيخ تاج الدين البكري في أواخر القرن الثاني عشر للهجرة.وبجامع الزيتونة منبر خشبي بديع يعود صنعه إلى سنة 250 للهجرة، وهو شديد الشبه بمنبر جامع عقبة ابن نافع في القيروان.يقول عنه السراج في كتابه «الحلل السندسية»: «جامع الزيتونة مسجد إذا بدا لك تبلج نوره اللامع أيقنت أنه الجامع المفرد والمفرد الجامع... ما سرح ناظر المؤمن في أثنائه إلا امتلأ علما من بادرات ثنائه (...) واختص بأن يشرح لوارديه الصدر، فما ضاق صدر مهموم ودخله إلا انفرج وانفتحت له بلطيف عنايته أبواب الفرج».

مشاركة :