تبسيط الكلمات في التعامل مع أهل الحاجات | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

بَعض الأفكَار تَحتاج إلَى مُنَاقشة ومُنَاكفة ومُعَاكظة -»مِن تَعَاكَظَ»- لتَقليب وجُوهها، ومَعرفة مَا فِيها مِن الخَطأ والصَّواب..! كُلّنا يَسمع عِبَارة «فُلان اتّصل بِي.. أكيد يبغَى حَاجَة»، فهَل هَذه العبَارة مَقبولة؟ بمعنَى أنَّ هُنَاك شَخصًا يَتركك الشّهور والسّنين، ثُمَّ يَحتاجك في أَمرٍ مِن أمُور الدُّنيا؛ فيتّصل بِك.. هَل تَقبلان عَزيزتي القَارئة وعَزيزي القَارئ؛ مَن يَتّصل لحَاجة؟ أم تَقولان: (سُبحَان الله.. فُلان لَا يَتّصل إلَّا إذَا أرَاد حَاجَة)..؟! يَبدو أنَّ الأَمر لَيس بهَذه البسَاطة، بمَعنَى أنَّه لَا يَحتمل أن نَقول: لَا أو نَعم، بَل في الأَمر لَا ونَعم..! يَقول الشَّاعر: نرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَتِنَا وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لا تَنْقَضِي تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِيَ يَا قَوم: الإنسَان في النّهايَة هو أَسير حَاجَاته، فلَا تَلوموا ذَلك الإنسَان المسكين؛ الذي يَبحث عَن وَظيفة لوَلده، أو عَن عِلاج لأُمّه، أو عَن سرير لأَبيه، أو عَن قبُول جَامعي لابنَته..! إنَّ مِثل هَذه الحَاجَات أُسمّيها حَاجَات إنسَانيّة، يَجب أنْ نَفعل مَا نَستطيع؛ لمَن يَطلب المُسَاعدة فِيها، وقَد علّمتني أُمِّي أن أُسَاعد ذَوي الحَاجَات الإنسَانيّة؛ مِثل هَذه الحَاجَات التي ذَكرتُها، أمَّا مَن حَاجته تَتمثَّل في وَاسطة؛ للحصُول عَلى إذن زوَاج مِن الخَارج، أو كَفَالَة لشَخص؛ يُريد أنْ يَقترض مَبلغًا مِن المَال؛ ليُسَافر للاستجمَام في الصّيف، أو غَيرها مِن الحَوائِج التي تَدخل في إطَار الكَماليّات، ولَيس الضّروريّات، لَا أَلوم مَن يَعتذر -اعتذَارًا جَميلًا أو خَشنًا- عَن المُسَاعدة فِيها، لأنَّها غَالبًا لَا تَجلب لَك إلَّا الوَرْطَات، وشَتَائِم الضُّرّات..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم أَعينوا أصحَاب الحَوائِج الأَسَاسيّة، تِلك الحَوائِج التي لَا غِنَى للإنسَان عَنها، ولا تَتّبعوا ذَلكم الشَّاعر القَائِل: مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الأَنَامِ لِقَاؤُهُ وَأَخُو الحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :