شنّ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، هجوما على إحدى المحطات الفضائية التي تنوي عرض مسلسل في شهر رمضان المبارك المقبل تطرح فيه قضية "زنا المحارم"، واصفا ذلك بالدعوة للفساد والخروج على الأخلاق، وانتهاك الحرمات، وتحطيم الحواجز. وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس إن عرض مثل هذه المسلسلات لا يجوز وإن ذلك من نشر الرذيلة والفسوق، محذرا القنوات الفضائية من عرض مثل هذه المسلسلات، وأن يخافوا الله ويحذروه، وأن يجعلوا رمضان شهر توعية وتوجيه، لا تسلية زائدة ولا دعوة للانحراف الأخلاقي، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". وتابع: "إن بعض المحطات الفضائية تعتزم إخراج مسلسل رمضاني يدعو للفساد والخروج على الأخلاق، ويصور انتهاك الحرمات، ويحطم الحواجز، ويُغري بهذه الأمور، فيجب على وسائل الإعلام أن تحذر من هذا الشر دون أن تصوره وكأنه واقع محسوس". وتساءل مفتي السعودية عن كيف يصور فيلم ويقال فيه إن هذا فعل بأمه وهذا فعل بأخته؟ مؤكدا أن مثل هذه الأمور يتم التحذير منها بالآيات القرآنية والسنة النبوية، منوها بأن إخراجها في أفلام مصورة مجسدة فيها استباحة، فهذا حرام، ونشرها وإعلانها على الملأ أمر خطير. ودعا الراعي والمسؤول أن ينظم ويلبي حاجات رعيته ويسعى في معيشتهم، وأن يقيم العدل فيهم، مبينا أن من حق الرعية أن يولي الراعي الأكفاء والأمناء والأقوياء، ممن يساهمون في إعانة المسؤولين، مؤكدا أن أصحاب الجور والسفه من المسؤولين لا خير فيهم. وأشار آل الشيخ إلى أن الإسلام اهتم بالمسؤولية كل حسب قدرته وما أوكل إليه من مهام ومسؤوليات، فالعلماء والخطباء والمفتون والآباء والمعلمون مسؤولون عمن تحت أيديهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته". ودعا المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال: رجل يا رسول الله، أنصره إذ كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".
مشاركة :