الغبرا: العرب الأقرب إلى الخروج من التاريخ

  • 6/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي | منذ سقوط جدار برلين وقيام ما سمي بثورات الربيع في الدول التي كانت خاضعة للنفوذ السوفيتي، سابقا، ظهر عالم أحادي القطب، وبدا أن الديموقراطية الليبرالية انتصرت، وحلت فكرة العولمة بوعود التعايش وفق نظام منفتح موحد المعايير. بيد أنه ما لبثت ظاهرة صراع الهويات أن انفجرت في أوروبا نفسها. وفي عالمنا العربي برزت النعرات الطائفية وبمحاذاتها صراع الإسلام السياسي مع الدولة الحديثة. زادت حدة هذا الصراع إلى درجة تمزيق الدولة أشلاء، وتهديد السلم الاجتماعي واضطهاد الأقليات بصورة غير مسبوقة أفضت إلى موجات من الهجرات، ومن تفريغ المجتمعات من تنوعها، أو تحويل هذا التنوع نفسه إلى عصبيات منغلقة، لكنها قابلة للاشتعال والتفجر. فشلت ثورات الربيع العربي في إحلال صيغ ديموقراطية متطورة تسهم في ترسيخ دولة المواطنة ما يعود في قسم منه إلى دور الإسلام السياسي في تحويل مسارها. والقبس تفتح هذه الملفات الشائكة بمساهمة عدد من المفكرين يشتركون في تحليل الوضع القائم ووضع صيغة للتعايش والسلم الأهلي وتدعيم مفهوم عقلاني للدولة. في حوارنا معه يعتقد الأكاديمي والمحلل السياسي د. شفيق ناظم الغبرا أن الزلزال الذي أحدثته ثورات الربيع العربي مازال يلقي بظلاله على الإقليم، ويرى الغبرا أن الوسطية الإسلامية فشلت، لأن العدالة المجتمعية غائبة، كما يرى أننا لسنا في حاجة إلى تجديد الخطاب الديني بقدر حاجتنا إلى تجديد الخطاب السياسي. ◗ دعنا نبدأ هذا الحوار بنظرة شاملة على أحوال الإقليم المشتعل منذ عام 2011 حين اندلعت ثورات الربيع العربي التي فشلت وتركت ظلالا ضبابية على المنطقة، فكيف تطل على المشهد؟ – كانت ثورات 2011 محاولة لم يكتب لها النجاح لإنقاذ العرب من العرب، ولإنقاذ العرب من الغرق، لم تكن 2011 سوى محاولة من جيل الشباب أهدرتها بعض النظم العربية، حرصاً منها على استمرار ما اعتاد عليه من سيطرة المصالح الضيقة، وأسلوب الاستبداد، الذي يتطلب تهميش الآخر وسيطرة الأقلية على الأغلبية، كان الهدف من 2011 فتح المساحة السياسية والوطنية للجيل الشاب، لكن ذلك انتهى الى حالة من الانغلاق والجدران الجديدة التي شيدتها النخب العربية لحماية ما تعتقد انه الاستقرار. لكن ذلك الذي تمارسه النخب العربية اليوم بدرجات مختلفة هو بالتحديد الذي ساهم منذ 2011 في ضرب الاستقرار العربي الذي يزداد تفتتاً، لهذا دخلنا في نفق طويل مفاده الدول الفاشلة وعدم الاستقرار. لكن فشل تجربة 2011 من حيث مقدرتها على إيصال العرب، او جزء منهم، لحكم رشيد مساءل وديموقراطي وتنموي لا يعني نهايتها، بل يتطلب التعلم منها، هذه المطالب التي تعنى بالبطالة والتهميش والفساد والتعليم النوعي والمساءلة الحقة والحريات، لا تزال تحرك خيال كثير من الناس. فالعرب بعد عقود طويلة على الاستقلال يفتقدون دولة عربية مؤثرة قادرة على خلق ميزان قوى ممكن مع إيران وإسرائيل وتركيا، دون الحاجة للاحتماء بالولايات المتحدة وفي حالات إسرائيل. فالعرب اليوم لا يملكون ما يشبه تركيا أو إيران من حيث القوة والأسس الاقتصادية وعمق المؤسسات. لدى العرب عشرات الدول، لكنهم لا يملكون دولة واحدة ممتدة قوية مساءلة تلتمس الديموقراطية، او نصف الديموقراطية كقيمة، وتلتمس فصل السلطات، كقوة للإدارة ومنع التعسف. المشروع العربي ويتابع الغبرا: لهذه الأسباب، العرب حتى اللحظة هم الأقرب الى الخروج من التاريخ، إنهم في جانب يحومون في الدنيا، تحرمهم الدول من دخول أراضيها خوفاً منهم، يتحكم بهم الفاشيون والإقصائيون في الغرب كما في نظامهم السياسي، تضربهم الحروب ويدمرهم العنف، هذه حالة وجودية هي الأسوأ لجماعة قومية: العرب. لم يعرف شعب، معطيا كل العوامل المتداخلة، ما يعرفه العرب اليوم سوى اليهود في الحرب العالمية الثانية وقبلها. من هنا نحن كعرب في ازمة وجودية لن تفضي الا لحراكات وثورات وبطبيعة الحال لحالة عنف وعدم استقرار. لا بد من عودة الى المشروع العربي في بعده الإنساني والثقافي ومن منطلقات منفتحة، تتقبل الاختلاف وإدارته، وتقبل غير العرب على قاعدة المساواة الكاملة وتؤمن بالعدالة كما بالعقلانية. فالعروبة أو المستقبل المشترك أو مبادئ العدالة وقيم التنمية والديموقراطية والتداخل الإقليمي العربي بحكم تداخل المشكلات والتحديات، هي قيم بإمكانها أن تشمل الشعوب الناطقة باللغة العربية. العرب ليسوا عرقاً بقدر ما هم حالة وجودية مفتتة ومضطهدة تفتقد الى الاستقلال (بحكم الضعف) بينما تملك تاريخاً وحضارة يتداخلان مع العمق الإسلامي الإنساني. هذه الحضارة تخضع لأكبر عملية تصفية وتحجيم وتدمير منذ استقلال الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية. المشروع العربي بالتحديد مدخل لمقاومة تصفية الإقليم. انه مشروع للمستقبل يتعامل مع الأزمة الوجودية للمضطهدين من العرب ممن يعانون الظلم والتهميش بسبب الرأي أو الطائفة والخلفية الاجتماعية. في غياب المشروع العربي قد يفتقد العرب بعد زمن لمجرد رمزية الوجود، وقد تقسم بلادهم وما تبقى منها بين أقوياء الإقليم من غير العرب وأقوياء العالم في الشرق والغرب. الوسطية فشلت ◗ قلت في أحد البرامج «إن الوسطية الإسلامية فشلت في التصدي للتطرف الإسلامي»، لماذا فشلت الوسطية وكيف ترى مواصفات البيئة النموذجية لغرس الوسطية في المجتمع؟ – عندما قلت ان الوسطية فشلت، لم ابتعد عن الموضوعية، لقد فشلت الوسطية لأنها وسطية موجهة طرحها جانب من النظام العربي الرسمي، وهو نفسه النظام العربي القادر بين ليلة وضحاها على تغييرها كما يريد، هذا يعني ان الموضوع غير جدي ولا يعكس حوارا حقيقيا، في الوقت نفسه كيف يطرح النظام العربي الوسطية الدينية وهو يطرح في الممارسة قوانين لا تعكس الحد المعقول من العقلانية والتفكير بمصالح الناس. الوسطية غير ممكنة بلا عقل حديث، بلا نقد بلا نقاش وحوار، بلا إعادة النظر بطرق التعليم والتدريس القائم على الحفظ، وبلا تعليم الجيل الصاعد كيف يفكر لنفسه وكيف ينتقد الكبير قبل الصغير والحاكم قبل المحكوم. لا وسطية ابدا في ظل محدودية النقد والعقلانية وفي ظل قوانين تقصي فريقا او طائفة او فئة او جماعة، لا وسطية في غياب العدالة، ففي ظل اشكال الدكتاتورية المختلفة حتى المرنة منها سينتج الواقع العربي التطرف. العدالة ليست قرارا بل سلوك نتوخاه في كل قانون وفي كل فكرة وفي كل تطبيق، هذا بالتحديد هو الذي ينتج العقل الوسطي، اذن الوسطية لن تأتينا الا اذا تدربنا وتربينا على العقل العادل والعقل النقدي. الإسلام واحد، لكن الواقع العربي مقسم، هناك الإسلام الرسمي الذي يقرر تنقيح المناهج بناء على طلب الإدارات الاميركية وليس بناء على رؤيته المدروسة العقلانية والمنطقية للامور، فعندما تنقح لان إسرائيل قالت او أميركا فأنت عمليا دخلت في حالة تبعية وبدأت تهمل عقلك واحتياجاتك. الوسطية الرسمية تفشل دائما عندما يتحداها تيار شعبي او شبه شعبي من خارج الاطار الرسمي، من الصعب ان تنجح وسطية رسمية في ظل نظام عربي لا يقر بالحقوق الطبيعية للإنسان وبحق العمل السياسي وحق تأسيس الجمعيات بهدف تنمية المجتمع والتنافس السياسي والبرامجي العلني والشرعي. الحالة الرسمية العربية صادرت كل شيء، صادرت في السابق الأوقاف، وصادرت الدين وجعلته دينا رسميا، تحدد خطب الجمعة وتتدخل فيها، لهذا فالتيار الديني بصورته الشعبية، أكان التيار سلفيا ام اخوانيا، يمثل ردة فعل على مصادرة الدين لاهداف السياسة والسلطة. إذن لدينا اسلام الحكومة او النظام وإسلام المعارضة ولدينا اسلام النخبة وإسلام الشعب والشارع، اسلام الفقراء والمهمشين وإسلام الرسميين حيث ترتفع نسب الشكليات للتماهي مع ايديولوجية الدولة، الفوارق هذه سائرة نحو الازدياد، وانا مؤمن بأن اطلاق الحرية أساسي لتفعيل نقاش صادق وحقيقي تكون الدولة جزءا منه لكنها لا تحتكره. الاحتكار كارثة عربية بامتياز لانها تنتهي بإجهاض كل شيء وبتفعيل العنف. سياسات الدول ◗ علاقة المسلم مع الآخر المختلف دينيا.. عنوان عريض للكثير من النقاشات القديمة الجديدة، وهي علاقة يكتنفها التوجس لدرجة العداء فما الذي اوصل تلك العلاقة إلى نقطة الصدام؟ – الذي أوصل الوضع بين مسلم واخر للصدام هو سياسات الدول. كل من الدول العربية وغير العربية تتحمل مسؤولية، مثلا ايران تدخلت في سوريا، واستخدمت المسألة الطائفية، وأيدت الدكتاتورية ضد ثورة شعب، لكن نحن في النظام العربي ماذا فعلنا، عممنا على كل الشيعة، اعتبرنا جميع مطالب شعب البحرين، مثلا، كأنها مطالب إيرانية، عمليا خوّنا معظم الشعب وشككنا في حبه لبلده لمجرد ان طالب بإصلاحات في بعض الجوانب السياسية والاقتصادية. هذا لا يجوز، ما دخل الناس والمواطنين في خلاف سياسي وخلاف حقوقي وخلاف رأي؟. لهذا اصبحنا نحن في العالم العربي في طروحاتنا الطائفية الوجه الاخر للطروحات الطائفية الايرانية، وهذا لا يصنع مستقبلا لا لإيران ولا لنا. المهجر والهوية ◗ ربما ترتبط بالسؤال السابق نقطة أخرى تتعلق بمسلمي المهجر وما يتعلق بهم من إشكاليات تتعلق بالهوية والاندماج في المجتمعات الغربية.. وأنت كتبت مرة عن «جذور وأسباب العنف الإسلامي في الغرب»، لماذا أصبح شباب المهجر صيدا سهلا للتنظيمات الإرهابية مثل داعش؟ وما الذي أدى بشاب تربى على القيم الغربية إلى تفجير نفسه أو قتل الناس في الشوارع بشاحنة؟ – أولا لابد من ان نعرف بأنه لا يمكن ان يكون العالم العربي في مأزق يمتد من محيطه الى خليجه ويشمل حروبا أهلية في دول عدة وتدخلات اجنبية وسيطرة إسرائيلية، وظلم اقتصادي واخر سياسي وثالث اجتماعي بل وثقافي وانساني، والا يصل هذ الوضع الى المهجر، عندما يجد شاب تونسي او مغربي من الجيل الثاني والثالث نفسه، وهو في فرنسا انه يعيش في حي مدقع في فقره، وانه بلا مستقبل، وان ظروفه تطوقه من كل النواحي، فقد يجد رابطا بين اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين وحروبها وهجمات الولايات المتحدة والغرب ضد مسلمين وعرب، وضاحيته الفقيرة المهمشة في احدى الضواحي، وهنا قد يستمع لرسالة «داعش»، خاصة ان القوى التي تقاتل «داعش» هي أيضا ايران، وهي أيضا الولايات المتحدة. وعندما يكتشف ان قتال «داعش» يكلف مئات الالاف من الأرواح العربية يزداد غضبا، هناك الكثير من العنف في منطقتنا، انها بركان عنف، وبالتالي من الطبيعي ان يصل لاوروبا ومناطق أخرى في العالم، خاصة ان الغرب ليس بعيدا عن كل هذا: الصهيونية، التدخل الخارجي. إن الوقوع تحت ايديولوجية خلاصية تعد الشبان العرب والمسلمين من الجيلين الثاني والثالث في اوروبا بالحل من خلال الموت ليس أمرا غريبا او خارج المألوف، تشوه الهوية، بل فقدان الكثير من الشبان والشابات من الجيل الثالث للغتهم الام يسهم في الجرح، بل بشكل او باخر الكثير منهم احفاد حالة استعمارية أتت بهم بفضل استعمار الجزائر وشمال افريقيا. بإمكان الكثير منهم ان يلوم الغرب على تقسيم العالم العربي، وتهميشه، وبامكانه ان يلوم الغرب على دعمه لنمط من الدكتاتوريات على حساب حقوق الانسان، يجب ان يعي الغرب ان سياسات القوة والفرض وسياسات التدخل ودعم إسرائيل وسياسات دعم الدكتاتورية في كل مكان على حساب حقوق الانسان سوف تثير قضايا مستمرة في العلاقة بين المهاجر والغرب. شحن مذهبي ◗ الخلاف العقائدي في الإسلام موضوع شائك، وهو أحد القضايا الكبرى التي شغلت أذهان المفكرين المسلمين على مر العصور، لماذا تحول هذا الخلاف إلى عداء بين أبناء الدين الواحد؟ ومن الذي يقف وراء الشحن المذهبي والطائفي؟ – الدول تقف وراء الشحن المذهبي، في السابق في الخمسينات والستينات لم تكن هذه المسائل تطرح بهذا الشكل، اذكر الازهر وإعلانه انه في الإسلام خمسة مذاهب احدها المذهب الجعفري، كان الاحترام سيد الموقف في العلاقة بين المذاهب، واذكر أئمة مستعدين لاعتبار كل من امن بالله ورسوله دون أي التفات للتفاصيل جزءا من المذاهب الاسلامية (مثلا الشيخ شلتوت في مصر). إن العزل والعنصرية والبتر في التعامل مع الاختلاف تطور أساسا من جراء نظرة سياسية هي جزء لا يتجزأ من أسلوب الحكم في النظام السلطوي، النظام السلطوي بطبيعته يخلق صراعا حول الهوية والدين والمذهب، والآخر والاختلاف، بهذه الطريقة يستطيع ان يحكم. الطريقة الوحيدة للحكم بلا انتخابات وتمثيل حقيقي ومساءلة تتطلب التفرقة والامعان في الاختلاف بين مكونات بحيث يصل الاختلاف لمستوى العداوة. الطريقة الوحيدة امام النظام غير المساءل ان يعتبر الطبقة الوسطى المستقلة والوحدة الشعبية الحقيقية مقدمة للتغيير، لهذا يمثل إضعاف الشعب والطبقة الوسطى وتشجيع الهويات الجهوية وسيلة ميكيافيلية لمنع كل حراك سياسي جاد، لكن هذا الأسلوب يؤدي لدمار الدول وبالنهاية يقودنا للدولة الفاشلة. إزالة الجدران ◗ كتبت يوما عن الجدران التي ترتفع في العالم العربي بين الطوائف، ما السبب في تطاول هذه الجدران الطائفية؟ وهل من مشروع قادر على إزالة هذه الجدران إلى فضاء أرحب نحو المواطنة والتعايش مع الآخر؟ – الجدران رفعتها النخب، وهي بالتحديد من تستطيع إزالة الجدران، لكنها ان لم تفعل ذلك فستزال بفعل عنف وثورات، الدول تفضل الجدران وتفضل أن يتلهى الناس بعضهم ببعض، انها في حالة عداء مع بناء روح التعاون والبناء الوطني والثقة المتبادلة داخل المجتمع، فهذا ليس مفيدا للتفرد او للفساد. النخب في الاقليم العربي تخشى من الشعب، لهذا تقسمه لاطراف وطوائف وقبائل وفئات. من يخشى الإرادة الشعبية لا يمكن ان ينشئ وطنا مستقرا مزدهرا، وسيلاحقه باستمرار السؤال التالي: منذ ان استقلت الدول العربية ماذا صنعت للشعب في مجال التعليم والعدالة والحقوق؟ المجتمع الساقط ◗ هل الخلاف بين المذاهب الإسلامية ديني أم سياسي؟ وما الخطر الذي يمكن أن تحدثه الفُرقة المذهبية على مكانة الدولة الوطنية وأنت واحد ممن يرون ان مكانة الدولة في العالم العربي تراجعت اصلا؟ – الخلاف سياسي وسياسي وسياسي، مصدره دول وأنظمة وتمويل دول، الخلاف المذهبي ثانوي وبالامكان حله في اطار: لكم طريقتكم ولنا طريقتنا، لكن الخلاف المذهبي الذي يتم تحويله لخلاف سياسي هدفه الأساسي تدمير قوى المجتمع في مواجهة وسائل حكم مطلقة، الحكم المطلق يفضل المجتمع الساقط والمقسم غير العقلاني والمحروم. وكل خلاف ينشأ حول الهوية والمذهب يتطلب شحنا وتحريضا، والشحن يؤدي للرغبة في تصفية الاخر والانتهاء منه. التلاعب في المسألة الطائفية والهوياتية، خاصة عندما تتبناه دول لديها قدرات وامكانات، يطلق قوى لن تنجح الانظمة التي اطلقته في السيطرة عليه. ضوء في نهاية النفق ◗ أخيرا كيف تراهن على خيارات المستقبل هل ثمة ضوء في نهاية النفق الذي نعيش فيه؟ – طبعا يوجد ضوء في نهاية النفق. مجرد اننا نطرح هذه الأسئلة، وان المجتمع العربي يحوي كل هذه الحركات بكل تنوعها، وانه يغلي في بركانه دليل على انه متواصل مع ازمته الوجودية، لكن للتاريخ مساره المتعرج، والتعلم يتطلب وقتا وزمنا في اطار تجربة الفشل والنجاح. نحن نقترب من ولادة شيء جديد في الواقع العربي. وانا لا استبعد موجة ثانية من الحراكات العربية والثورات، أرى بوادر ذلك في ضعف الإصلاح وفي غياب العدالة وفي ظل الانتهاكات الحقوقية تحت مسمى الحرب على الإرهاب. بعض النخب كما نشاهد تغالي في سلوكيات القمع والهدر الاقتصادي وضيق المصالح وتعميم الفائدة لشريحة صغيرة من المتنفذين. ما اراه اليوم ليس مقدمة للاستقرار والتنمية الحقة، بل مقدمة للدول الفاشلة ولمزيد من العنف والبحث عن حلول قد تكون الحركات الإصلاحية او الثورات احدى نتائجها، العنف القائم اليوم مرتبط بعدم الرضى عن الحال، ما هو قادم اصعب مما مضى، والمنطقة في حالة تغير وغليان لسنوات قادمة.

مشاركة :