انتحاري يفجر نفسه بين المدنيين النازحين من الموصل القديمة

  • 6/23/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الموصل (العراق) (أ ف ب) - فجر انتحاري نفسه الجمعة وسط جمع من المدنيين الفارين من المدينة القديمة في غرب الموصل، في إطار تصعيد تنظيم الدولة الإسلامية لعملياته في دفاعه اليائس عن آخر معاقله المحاصرة من القوات العراقية. وقع الاعتداء غداة إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على تفجير منارة الحدباء التاريخية في وسط الموصل، كما ومسجد النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل ثلاث سنوات. وأوضح الرائد أحمد هاشم من الطبابة العسكرية في الجيش العراقي لوكالة فرانس برس داخل مستشفى ميداني، إن التفجير وقع في منطقة المشاهدة بالموصل القديمة. وقال هاشم "وصل 12 قتيلا وأكثر من 20 جريحا الى المستشفى الميداني، بينهم نساء وأطفال". وأشار ضابط برتبة عقيد من الفرقة 16 بالجيش العراقي لوكالة فرانس برس إلى صعوبة تحديد حصيلة الضحايا "لأننا ما زلنا نطهر المنطقة". وأكد العقيد أن "انتحاريا تسلل بين مجموعة من النازحين وفجر نفسه بينهم قبل وصولهم إلى قواتنا". وبحسب قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، فإن ما يقارب ثمانية آلاف مدني نجحوا بالخروج من المدينة القديمة، منذ بدء الهجوم لاستعادتها في 18 حزيران/يونيو. وقدرت منظمات إنسانية عدة بأكثر من مئة ألف، عدد المدنيين العالقين في المدينة القديمة والذين يستخدمهم التنظيم المتطرف كدروع بشرية. وكان النازح الشاب عمر، وقميصه الأسود والرمادي مغطى بالدماء، من بين الجرحى الذي نقلوا للعلاج في المستشفى العسكري الميداني. وقال الشاب الذي أصيب في رأسه لفرانس برس "عندما بدأت القوات الأمنية بالاقتراب إلى منطقتنا، بدأنا بالخروج باتجاههم". - أسابيع لحسم المعركة - وأضاف عمر "خرج شخص من بيننا وبدأ يكبّر (الله أكبر) ثم فجّر نفسه"، مشيرا إلى أن مقتل أمه وأخيه، فيما زوجة أخيه وولداها ما زالوا في عداد المفقودين. ويواجه المدنيون الذين ما زالوا محاصرين في المدينة القديمة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مخاطر عدة. ويتعين على من يحاول الفرار عبور بعض خطوط الجبهة الأكثر عنفا خلال ثلاث سنوات من الحرب ضد التنظيم المتطرف، ويواجه من يفشل بالهروب خطر إعدامه من قبل عناصر التنظيم. أما أولئك الذين يختارون البقاء أو ليس لديهم أي خيار آخر، محاصرون منذ أشهر وسط نقص في الغذاء والمياه، في مناطق هي عرضة للضربات الجوية والمدفعية يوميا. ومنذ بدء العمليات العسكرية قبل ثمانية أشهر، نزح نحو 862 ألف شخص من الموصل، عاد منهم نحو 195 ألفا، معظمهم إلى مناطق شرق الموصل. بدأت القوات العراقية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، لاستعادة السيطرة على الموصل. فاستعادت الجزء الشرقي من المدينة في كانون الثاني/يناير، وأطلقت عملية الجزء الغربي في شباط/فبراير. والكثافة السكانية في الموصل القديمة، بالإضافة إلى شوارعها الضيقة ومبانيها المتلاصقة، تجعل العملية العسكرية معقدة وخطيرة جدا. استيقظ أهالي الموصل الخميس للمرة الأولى منذ قرون دون منارة الحدباء التاريخية ومسجد النوري، اللذان فجرهما تنظيم الدولة الإسلامية مساء الأربعاء. واعتبرت السلطات العراقية وحلفاؤها الخطوة إقرارا بالهزيمة من قبل التنظيم. واتهم تنظيم الدولة الإسلامية غارة جوية أميركية بعملية التدمير، ونشر فيديو مساء الخميس يظهر المعلمين المدمرين، حيث لم تصل القوات العراقية بعد. وعن التطورات الميدانية، قال العميد الركن نبيل سامي من قوات مكافحة الإرهاب لفرانس برس إنه "تمت استعادة ما يقارب 50 في المئة من المدينة القديمة. سنسيطر على النوري خلال 48 ساعة". لكن الأسدي بقي حذرا عند سؤاله عن وقت انتهاء المعركة، مشيرا إلى صعوبات مقبلة. وقال الأسدي "لا يمكنني أن أعطي وقتا محددا (...) ولكنها ستستغرق أسابيع". وقال ضابط استخبارات عراقي عند أطراف المدينة القديمة، طلب عدم كشف هويته، إن الانتحاريين المتخفين بثياب قوات الأمن كانوا من أكبر التهديدات خلال العملية العسكرية. وأفاد عن مقتل قسم كبير من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يعتقد أنهم كانوا متمترسين بالمئات في المدينة القديمة الأسبوع الماضي. وأوضح "ربما لم يبق أكثر من 200 الآن. الآخرون قتلوا، باستثناء 15 أو 20 شخصا اعتقلوا وهم يحاولون الفرار بين المدنيين".أحمد الربيعي, إيمانويل دوبارك © 2017 AFP

مشاركة :