ابوظبي (أ ف ب) - حذرت الامارات العربية المتحدة قطر الجمعة من قطيعة نهائية معها في حال لم تأخذ بجدية مطالب دول الجوار، وبينها إغلاق قناة "الجزيرة"، في تصعيد جديد في الازمة الخليجية. وجاء التحذير على لسان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بعد اكثر من اسبوعين من اسوأ أزمة دبلوماسية تشهدها منطقة الخليج منذ سنوات. واتهم قرقاش قطر بتسريب وثيقة احتوت على مطالب أعدتها السعودية والامارات والبحرين ومصر التي قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو بعد اتهامها بدعم الارهاب. وذكرت قناة "الجزيرة" القطرية أن الكويت التي تتوسط في الازمة، سلمت الوثيقة التي لم يتم الكشف رسميا عن مضمونها، الى قطر. وبحسب الوثيقة التي نشرها مدير قناة الجزيرة ياسر ابو هلالة على حسابه على موقع "تويتر"، كما تم تداولها على حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب الدول الاربع دولة قطر باغلاق قناة الجزيرة، وخفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية، وقطع العلاقات مع جماعة الاخوان المسلمين وحزب الله وتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية. وكتب قرقاش في تغريدات على تويتر "التسريب يسعى إلى إفشال الوساطة في مراهقة تعودناها من الشقيق. كان من الأعقل أن يتعامل مع مطالب ومشاغل جيرانه بجدية، دون ذلك فالطلاق واقع". وأكد أن "الأزمة حقيقية وتصرفات الشقيق وإدارته المرتبكة يمدها سجل من تقويض أمن المنطقة على المحك، ويبقى أن الوضوح أفضل لنا جميعا والطلاق أحيانا أخير". واضاف "الخيارات أمام الشقيق واضحة: هل يختار محيطه واستقراره وازدهاره؟ أم يختار السراب والازدواجية وعزلته عن محيطه؟ لعل الحل في افتراق الدروب؟". وردت شبكة الجزيرة الإعلامية بعنف على مطلب إغلاقها وقالت في بيان الجمعة إنها "على يقين بأن هذا الطلب الجديد ليس إلا محاولة يائسة لإسكات الإعلام الحر والموضوعي في المنطقة". واضافت "نحن في شبكة الجزيرة نؤكد حقنا في ممارسة عملنا المهني بحرية واحترافية تامة دون أي قيود من حكومات أو جهات". وقطر عضو في مجلس التعاون الخليجي إلى جانب البحرين والكويت وعُمان والسعودية والإمارات. ودخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، ودعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى الوحدة بين دول الخليج. وتعتبر قطر أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم وتستضيف أكبر قاعدة جوية اميركية في الشرق الاوسط. - الولايات المتحدة "مندهشة"- وإضافة الى قطع العلاقات الدبلوماسية، اغلقت الدول المجاورة لقطر مجالها الجوي أمام شركات الطيران القطرية، كما أغلقت الحدود البرية الوحيدة للدولة الغنية بالغاز والتي تربطها بالسعودية. ومن ضمن القائمة التي تحتوي على 13 مطلبا، والتي تم تسليمها الى قطر، أن تقوم الدوحة بتسليم شخصيات معارضة مطلوبة في الدول الجارة الثلاث وفي مصر. وقال قرقاش في تغريدة أخرى "على الشقيق (قطر) أن يدرك أن الحل لأزمته ليس في طهران أو بيروت أو أنقرة أو عواصم الغرب ووسائل الإعلام، بل عبر عودة الثقة فيه من قبل محيطه وجيرانه". وأضاف "لا يمكن القبول باستمرار دور الشقيق كحصان طروادة في محيطه الخليجي ومصدر التمويل والمنصة الإعلامية والسياسية لأجندة التطرف، وعودته مشروطة". وكان دبلوماسي أجنبي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذا الاسبوع ان الأزمة "وصلت الى طريق مسدود" و"لن تنتهي قريبا". وصرح تيلرسون الاربعاء ان واشنطن تدفع من اجل الحصول على قائمة من المطالب الواضحة و"المنطقية والقابلة للتطبيق". وقال "دورنا تلخص في تشجيع الاطراف على طرح مطالبهم على الطاولة بوضوح حتى يمكن معالجة هذه القضايا والبدء في عملية حل للتوصل الى نتيجة". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هيذر ناورت، لصحافيين إن واشنطن "مندهشة" حيال عدم تقديم السعودية والدول المتحالفة معها تفاصيل بشأن اتهاماتها ضد قطر. وأضافت "كلما مر الوقت، ازدادت الشكوك بخصوص الاجراءات التي اتخذتها السعودية والامارات". إلا أن الرئيس دونالد ترامب اطلق تصريحات تعكس اصطفافه الى جانب السعودية في هذه الأزمة. © 2017 AFP
مشاركة :