كيف تكتب قصيدة في حب مصر؟

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ـ مصر هي شرعية الحب والحرية والأمل والبناء، وديمومة الحضارة منذ سبعة آلاف سنة متصلة؛ الحكاية بسيطة جداً ولا تستدعي مزيدا من الشروحات والاختلاف الترفي: أولاد البنا لم يستطيعوا المحافظة على الملك الذي أوتي لهم في ساعة حظ نادرة وغير متوقعة، وبأخطائهم التراكمية نزفت البلاد من قوتها وسلامها؛ هل ثمة تفسير آخر؟ لا أظن. ـ في مصر يجب أن تفكر في جارك أولاً، وأن تقتسم معه رغيف الخبز، وطبق الفول، وأن تُسمعه نكتة فاخرة كلما التقيت به.. هي بلاد لا تقبل التكشيرة والوجه العكر، وهذه صفات بدا واضحاً أنها لا تناسب أولاد البنا منذ ثمانين سنة، وبالتأكيد فعلى كل حاكم مصري أن يتصالح مع عادات البلد، وأن لا يغير ثقافتها الأم لمصلحة جماعة أو تيار بعينه. السياسة مرونة وذكاء في بلاد الحضارات!!. ـ التزمت لا يناسب طبيعة مصر الفن والسياحة والثقافة والآثار، مثلما لا يناسبها الرؤساء من خلف ستار؛ السادات قضى على مراكز القوى في ثورة تصحيح تاريخية، ولكنها عادت للتكاثر من جديد رغماً عن الرئيس العجوز مبارك. مصر ألغت اليوم الثقوب السوداء بإرادتها، ولكن أمامها ما هو أصعب، وما هو أشد ألماً وربما فتكاً مما مضى. لا سمح الله. ـ الحرية دائماً تأتي من مصر، وتفيض على العرب في كل مكان، وحينما تُخنق في مهدها فإن مصر تضحي بكل شيء من أجل نَفَس حرية واحد، وضحكة مجلجلة لأولاد البلد الطيبين في حارة منسية قد تظهر في فيلم سينمائي، أو في حرب مثل 6 أكتوبر. ـ العام الماضي كانت مصر مزاداً كبيراً لباعة المواقف، وتجار الشنطة، ومراسلي الفضائيات الموجهة، وكانوا وافدين ثقلاء لبلاد لا تشبههم في شيء. طيف عريض من المسافرين إلى مصر في الآونة الأخيرة لم يصمد منهم أحد بعد أن قرر الشعب مصير المستقبل. لكن أيضاً أمام مصر أيام عصيبة، ومن لم يكن معها في محنتها التاريخية هذه فهو لا ريب ضدها. ـ نختلف على طريقة حبنا لمصر، وعلى كيفية كتابة قصيدة معبرة عن جمالها ودلالها، ولذلك يتكاثر المغرمون في كل وقت حول نيلها وريفها، و لكن أغلبهم لم يقدم لها سوى الندامة والأحزان، وها هي تعود أو على الأقل هذا ما نتمناه كي يستقيم الطابور العربي، و يتمكن من قول آخر إفادة في هذا الزمن المنحني. حفظ الله مصر لأهلها ومحيطها العربي.

مشاركة :