بعد عدد من المعارض الأخيرة تواصل الفنانة التشكيلية هندة العبيدي عملها - كما تقول - بعيدا عن الأضواء والضجيج فهي تعمل وفق منهجيتها وبحرص على الابتكار والتجدد حيث تبرز رغبتها في مزيد من الإبداع ضمن المنحى التجريدي الذي تخيرته، كما أنها حريصة على الاطلاع على آخر مستجدات المشهد الثقافي والتشكيلي التونسي ولها زيارات للمعارض والمتاحف بالبلدان الأوروبية. وبخصوص الفن في تونس ترى هندة العبيدي أن العمل والاجتهاد مهمان للفنان وبالتالي فالإبداع متاح لمن يعمل ويعمل أكثر والسماء تتسع للجميع وما يبقى هو الفن الراقي والمقنع بعيدا عن التنافس المحفوف بالحسد والبغضاء بين الفنانين، فالفنان الحق هو الذي يرتقي بإبداعه ويفرح لإبداع ونجاحات الفنانين الآخرين والفن هو المحبة، وهي تتمنى التألق والنجاح لمن يعمل ويبدع وكانت الفنانة عرضت بفضاء العرض بمطعم الضيعة بسكرة من ضاحية تونس حيث قدمت عددا من أعمالها الجديدة، ومن بين زائري هذا المعرض السفير الفرنسي الذي افتنى لوحة من اللوحات المعروضة التي أعجبته اللمسات الفنية فيها. واثر ذلك عادت الفنانة التشكيلية هندة العبيدي من جولة بالخارج وتحديدا ببلد أوروبي وذلك ضمن الإعداد لمعرضها القادم ببلد أوروبي، وكانت المناسبة سانحة للفنانة للاطلاع على تجارب تشكيلية وزيارة عدد من المعارض والأروقة. ويأتي ذلك بعد معرضها الأخير بتونس والذي كان مجال زيارة عدد من الفنانين والمهتمين بالفنون التشكيلية. وتعمل العبيدي في سياق الحيز التجريدي حيث قدمت عددا من أعمالها الفنية وأنجزت لوحات أخرى ستكون ضمن هذا المعرض في الفترة المقبلة، وفي توجه جديد نحو الاشعاع خارج تونس. وبخصوص تجربة الرسامة هندة العبيدي فهي التي نهلت منذ الطفولة الأولى من عوالم التلوين في علاقتها البريئة بعلبة التلوين لتكبر الطفلة بعد ذلك وتصبح أسيرة عوالم الرسم الجميلة طوعا وكرها، فهي التي اعتبرت فن الرسم أرضها الأولى وراحت تحضن الألوان وتنظر مليا تجاه القماشة بحثا عن ذاتها التي وجدتها حالمة بالكلمات وبالغناء العالي فغدت عوالمها ملونة بالتذكر وبالنسيان. نعم؛ الرسامة هندة العبيدي تذهب في هذا السفر الملون تحضن طفولتها وتكتفي باللوحة المعلقة في الجدار حيث القماشة الطافحة بالشجن والممتلئة أحيانا بالبهجة العارمة. التجريد يحيل على شاعرية أخاذة وهو مسافات للبوح والقول والكشف عن عذوبة أخرى في هذا السياق من جمالية العناصر والتفاصيل والأشياء. الأكريليك فكرتها التشكيلية، والتجريد مفرداتها التي أطلقتها لتقول بالحوار الجمالي مع الذات ومع الآخرين، فالفن هو هذه الكتابة المخصوصة باللون وبالأشكال الأخرى على غرار الخزف والنسيج والنحت وما الى ذلك من الفنيات المعاصرة.
مشاركة :