أكد فضيلة الداعية الدكتور محمود عبدالعزيز يوسف أن الأثر الاجتماعي للزكاة عظيم على الأمة المسلمة، وأنها وسيلة عملية فعالة في سد حاجة المحتاج، وعلاج لمشكلة الفقر في المجتمع المسلم، بشكل يكاد يكون جذرياً، موضحاً أن نظام الزكاة ميسر كل التيسير في علاج الفقر، بينما نرى عجز الأنظمة الأرضية التي وضعها المصلحون والمفكرون من شعوب العالم في التعامل مع هذه المشكلة، كما عالجها الإسلام.وأضاف في خطبة الجمعة أمس بجامع عقبة بن نافع بمنطقة الريان الجديد، أن الزكاة -ومنها زكاة الفطر- تحقق الأخوة الإيمانية الصادقة التي لا تتحقق عند غير المسلمين، وتظهر نظاماً تكافلياً ربانياً ليس له على وجه الأرض ند ولا نظير. وتابع: «في نظام الزكاة يعطف الغني على الفقير، ويحترم الفقير الغني، وتبنى فيه العلاقة على أساس المودة والرحمة، ولا وجود فيه للأمراض الفتاكة كالحسد والبغض والكراهية، لأن كل واحد فيه أدى ما يجب عليه طواعية وبطيب نفس». وأوضح أن الزكاة حق مفروض للفقراء على الأغنياء، وهي تهدف إلى مواساة الأغنياء للفقراء والمساكين في يوم عيدهم العظيم، وكفهم عن المسألة فيه بإغنائهم بهذه الصدقة، فيتفرغ الجميع للاحتفال بهذه المناسبة الكبيرة، تعمهم السعادة والفرح والسرور وتجمعهم المحبة والإخاء في الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، موضحاً أن الصدقات تطهر وتغسل وتمحص الذنوب، وأن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. وتحدث عبدالعزيز خلال الخطبة عن العيد وآدابه، موضحاً أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد شرعهما الله تعالى لحكم جليلة سامية، أما فيما يتعلق بعيد الفطر، فإن الناس قد أدوا فريضة من فرائض الإسلام وهي الصيام، فجعل الله لهم يوم عيد يفرحون فيه، أما بالنسبة لعيد الأضحى، فإنه يأتي في ختام عشر ذي الحجة، التي يسن فيها الإكثار من الطاعات وذكر الله، وفيها يوم عرفة الذي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صيامه يكفر ذنوب سنتين. وقال: «إن الفرح من مظاهر العيد في الإسلام بفضل الله ورحمته، ولكن دون انفلات من التكاليف، أو التحلل من الأخلاق والآداب، والضوابط الشرعية والآداب المرعية». وتحدث خطيب الجمعة عن أن هناك جملة من الأحكام والسنن والآداب المتعلقة بالعيد، ينبغي للمسلم أن يراعيها ويحرص عليها، وكلها تنطلق من المقاصد والغايات التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام، ولا تخرج عن دائرة التعبد لله رب العالمين، في كل وقت وحين. وتابع: يسن إظهار التكبير في هذه الأيام، ورفع الصوت به في المساجد والدور والطرق والأسواق وأماكن تجمع الناس، إظهاراً لهذه الشعيرة، وإحياء للسنة، واقتداء بسلف الأمة، وأما التكبير المقيد بعد الصلوات المفروضة فيبدأ من فجر يوم عرفة بالنسبة لغير الحاج، وأما الحاج فيبدأ من صلاة الظهر يوم العيد، لأنه مشغول قبل ذلك بالتلبية. وأوضح أن الاغتسال والتجمل، والتطيب ولبس أحسن الثياب، من مستحبات أول أيام العيد، وينبغي على المسلم أن يكون في هذا اليوم على أحسن مظهر، وأتم هيئة، إظهاراً لنعمة الله عليه، وشكراً له على ما تفضل به، فإن الله -عز وجل- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. وأوضح أن التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس، مع ما فيها من تأليف القلوب، وجلب للمودة والألفة، لكنه حذر من التبذير والإسراف، وتبديد الأموال والأوقات، والجرأة على محارم الله، بما يتنافى مع التعبد لله الواحد الأحد في الأعياد وغيرها. ولفت عبدالعزيز إلى أن العيد مناسبة مباركة، يجمع الله بها شمل المسلمين، ويؤلف بها بين قلوبهم، فيقابل بعضهم بعضاً في مصلى العيد وفي الطرقات أو الأسواق، فيتصافحون ابتغاء وجه الله وطمعًا في مغفرته، ويشرع أن يهنئ المسلم أخاه بنحو قوله: «تقبل الله منا ومنك». وقال: «إن العيد مناسبة طيبة، ينبغي للمسلم أن يستفيد منها، ليرفع رصيده من الحسنات، بالحرص على الطاعات، وبر الوالدين وصلة الأرحام والتوسعة عليهم بقدر المستطاع. كما دعا إلى زيارة الجيران والأصدقاء، والتوسعة على الفقراء واليتامى ومشاركتهم بهجة العيد، والصلح بين المتخاصمين، مع بيان منزلة من يبدأ بالصلح ابتغاء وجه الله تعالى.;
مشاركة :