واصلت أسعار النفط التعافي في الأسواق العالمية لليوم الثاني على التوالي، أمس، معوضاً بعض الخسائر الحادة التي مني بها في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن الخام لايزال متجهاً لتسجيل أكبر هبوط في النصف الأول من أي عام منذ 20 سنة، برغم تخفيضات الإنتاج الحالية.وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 45.33 دولار للبرميل مرتفعا 11 سنتاً أو 0.2% عن سعر الإغلاق السابق.وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 9 سنتات أو 0.2% إلى 42.83 دولار للبرميل. هبطت أسعار النفط نحو 20% منذ بداية العام رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً منذ يناير/كانون الثاني الماضي.ويعد ذلك أضعف أداء للنفط في النصف الأول من أي عام منذ 1997 حين أدت زيادة الإنتاج والأزمة المالية الآسيوية إلى انخفاضات حادة في أسعار الخام.ولاتزال الأسعار منخفضة نحو 15% أيضاً منذ أن مددت أوبك في 25 مايو/أيار العمل بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018 بدلاً من انتهاء سريان اتفاق الخفض نهاية الشهر الحالي.تصدير قياسيأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن روسيا احتفظت بصدارة قائمة أكبر موردي النفط للصين في مايو للشهر الثالث على التوالي، بينما تشبثت أنجولا بالمركز الثاني.وصدرت البيانات عقب قرار السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين للنفط في العالم ويتنافسان على حصة سوقية في الصين، تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي لتعزيز الأسعار في السوق المتخمة بالمعروض.وأشارت بيانات الإدارة العامة للجمارك في الصين إلى أن روسيا صدرت كميات قياسية من الخام إلى الصين بلغت 5.74 مليون طن أو 1.35 مليون برميل يومياً الشهر الماضي ارتفاعاً من 1.15 مليون برميل يومياً في إبريل/نيسان.وكانت روسيا أيضاً أكبر مورد للصين في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، حيث بلغ متوسط صادراتها 1.16 مليون برميل يومياً، تتبعها أنجولا بصادرات بلغت 1.11 مليون برميل يومياً، ثم السعودية بشحنات قدرها 1.1 مليون برميل يومياً، بحسب إدارة الجمارك.وبلغت شحنات أنجولا الشهر الماضي 5.56 مليون طن أو 1.31 مليون برميل يومياً، بزيادة 79.5% على مستواها قبل عام.ووصلت الصادرات السعودية إلى 4.43 مليون طن أو 1.04 مليون برميل يومياً لتزيد 8.6% على مستواها في مايو 2016، وفقاً لما أظهرته البيانات، انخفاضاً من 1.147 مليون برميل يومياً في إبريل.وقال مسؤول تنفيذي معني بتجارة النفط في بكين إن تضاؤل العلاوات السعرية لخام التصدير الروسي بدءاً من قرب إبريل ربما شجع الصين على الشراء.وانتعش إجمالي واردات الصين من النفط الخام ليصل إلى ثاني أعلى مسوياته على الإطلاق في مايو، مما جعل الصين أكبر مشترٍ للخام في العالم في ذلك الشهر، لكن من المتوقع أن تتباطأ الوتيرة من يونيو/حزيران وحتى أغسطس/آب بعد أن تنفد حصص بعض المستوردين المحليين، بينما تدرس شركات التكرير خفض الاستهلاك.وأظهرت البيانات أن واردات الصين من النفط الإيراني في مايو زادت 10% على مستواها قبل عام إلى 681 ألفاً و800 برميل يومياً، بينما انخفضت المشتريات من العراق 36%على أساس سنوي إلى 513 ألفاً و800 برميل يومياً.مفاوضات هادئةقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن صادرات العراق النفطية من الحقول المملوكة للحكومة المركزية في بغداد بلغت نحو 3.27 مليون برميل يومياً حتى الآن في يونيو، وهو نفس مستواها تقريباً في مايو.وأضاف اللعيبي أن إجمالي الصادرات من جميع حقول العراق، بما في ذلك المنطقة الكردية في الشمال، بلغت 3.8 مليون برميل يومياً في المتوسط منذ بداية يونيو. وقال إن العراق ككل ينتج نحو 4.315 مليون برميل يومياً.وأضاف أن صادرات كردستان تراوحت بين 520-530 ألف برميل يومياً حتى الآن هذا الشهر.وأكد اللعيبي أن العراق يجري «مفاوضات هادئة» مع شركات نفطية أجنبية تعمل في البلاد لتعديل عقود الخدمة.ويريد العراق تغيير الشروط في العقود التي يرى أنها لم تعد في صالحه بعد أن انهارت أسعار النفط قبل ثلاث سنوات، حينما كانت الأسعار أعلى من 100 دولار للبرميل إلى حوالي 45 دولاراً الآن.والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية. ومددت أوبك في مايو اتفاقاً لخفض الإنتاج مع مصدرين آخرين حتى مارس/آذار 2018 بهدف دعم أسعار النفط.وقال اللعيبي «يدعم العراق الاتفاقية التي توصلنا إليها. إذا حدثت تطورات متعارضة مع مصالح أوبك، فإن وزراء المنظمة سيعقدون اجتماعا استثنائياً».(وكالات)
مشاركة :