قال موقع بلومبيرج الإخباري الأميركي إن النزاع الذي تشهده منطقة الخليج يمكن أن يضر في نهاية المطاف بالسعودية حتى لو حققت ما تصبو له من وراء المقاطعة الدبلوماسية لقطر. وأضاف الموقع في تقريره أن الخلاف الخليجي يعود لوقت مضى، وأن حجم الأزمة الحالية غير مسبوق، وهو نزاع تفجر في منطقة الشرق الأوسط التي تدور بها حرب بالفعل، فالسعودية تجد صعوبة في فرض إملاءاتها في اليمن وسوريا، لكن الخلاف الخليجي هذه المرة توسع ليشمل الدوائر الداخلية لأنظمة الحكم. يقول البروفيسور يزيد الصايغ كبير زملاء مركز كارنيجي الشرق الأوسط إن أكثر ما يثير القلق هو إمكانية تكرار أبو ظبي والرياض لأخطائهما التي ارتكبوها عندما قررا شن حرب باليمن، فهاتين الدولتين ليست لديهما استراتييجة سياسة واضحة، ويبنون إجراءاتهما على ادعاءات مغلوطة، وهو ما ألحق بهما خسائر مادية فادحة وبشرية أيضاً، وربما جعلهما في وضع أمني سيء. وأشار التقرير إلى أن النزاعات الإقليمية غالباً ما تنجر إليها الدول الخارجية، وهنا في هذا النزاع الخليجي بالتحديد تصطف بعضها إلى السعودية، لكن البعض الآخر ينحاز إلى قطر. فقد سرعت قطر من خطط نشر قوات عسكرية في تركيا، وعرضت إيران فتح مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية والبضائع التي لم يعد بالإمكان استيرادها من السعودية، الأمر الذي يقل من حظوظ السعودية بتحقيق نصر سريع. ونقل التقرير عن بول سوليفان المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون أن لتركيا جيش قوي، الأمر الذي يمكن مع القول إن ثمة قوى مهمة تدعم قطر. يشير التقرير إلى أن لقطر الغنية بالغاز الطبيعي لديها موارد مالية خاصة بها يمكن من خلالها التصدي للحصار، فصندوقها السيادي الذي يقدر بـ 335 مليار دولار يملك عدداً من الحصص في شركات عالمية، مثل فولكس فاجن وباركليز. ويرى الاقتصادي الأول في مجموعة سامبا فيننشيال البريطانية أن حصار قطر لن يضر فقط بها، بل سيلقي بظلاله على كافة دول الخليج، لأن أي نزاع هذه الأيام يمكن أن يضر بالمناخ الاستثماري لكل الدول، فالمستثمرون سيذكرون أن هذه منطقة يمكن أن تتفجر فيها الصراعات السياسية على نحو غير متوقع.;
مشاركة :