البيئة الأوروبية تحفز مقاتلين أجانب على السفر لمناطق الصراع

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبها: محمد الدعفيس 2017-06-23 11:56 PM يواصل كتاب طريق مولنبيك الرقة الصادر عن دار مدارك لكاتبه نور الدين الفريضي تقصي أسباب كثرة الإرهابيين الذين نشأوا في ضاحية مولنبيك البلجيكية، ومعرفة الظروف التي قادتهم إلى هذا السبيل، متحدثا عن الموجة الرابعة لسفر المقاتلين إلى أماكن ما يسمونه «الجهاد». الموجة الرَّابعة تحدد تقارير عدة بداية سفر المقاتلين الأجانب إلى سورية في منتصف عام 2012. وقد تزايدت أعدادهم، حتى قدرت بـ 30 ألف مقاتل من 104 بلدان في 2014-2015. وستظلّ الأعداد تقريبية لأنَّ مصادرها متنوِّعة وغير دقيقة بسبب طبيعة حركة تنقل المقاتلين السرية في اتجاه مناطق النزاع ومغادرتها. وكثيرا ما تشملُ الاحصاءات المسافرين إلى سورية والعائدين منها والذين رصدت الاستخبارات تحضيرهم للسَّفر. ويصنِّف الباحث البلجيكي في المعهد الملكي للعلاقات الدولية ريك كولسات أفواج المقاتلين الأجانب في سورية والعراق في السنوات الأخيرة بمثابة «الموجة الرَّابعة» حيث تلت موجات مشاركة المقاتلين الأجانب، من دول أوروبية وعربية، في حرب «الجهاد» في افغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق ثمّ يتفرَّقون بين مناطق النزاعات من الصومال إلى القوقاز. وشكَّل المقاتلون في أفغانستان الموجة الأولى حيث انطلقوا بدوافع دينية لدعم المجاهدين في مواجهة الاحتلال السوفياتي (الملحد). وبعد خروج القوات السوفياتيه من أفغانستان، شهدت الساحة الأفغانية في منتصف التسعينيات نشأة تنظيم القاعده الذي سيحوِّلُ وجهة الموجة الثانية من المقاتلين نحو مناطق النزاعات الأخرى في البلقان من أجل مؤازرة المسلمين في البوسنة والهرسك في الحرب ضد القوميين الصرب بشكل خاص، والصومال واليمن وكشمير والقوقاز. وستشهد كلٌّ من السعودية ومصر وخاصة الجزائر تداعيات عودة «الأفغان العرب» حيث ارتكبت المجموعات المسلحة اعتداءات دموية في السعودية ومصر وشكَّلت السند الأكبر للجماعات المسلحة في الجزائر خلال عقد التسعينيات الأسود. وعلى الصعيد الأوروبي، مَثَلَ عدد من الأوروبيين الأفغان أمام المحاكم على خلفية دعم نشاطات منظمات إرهابية. لكن رصيد هذه التنظيمات سيبلغ أقصاه من خلال استخدام تنظيم القاعدة، بزعامة أسامة بن لادن، الطائرات المدنية في اعتداءات نيويورك في 11 سبتمبر 2001. وتمكّن التنظيم من انتداب الطلاب في المانيا والولايات المتحدة من أجل تنفيذ الاعتداء ضد البرجين ووزارة الدفاع الأميركيه (البنتاغون). وشكّل هؤلاء الموجة الثانية. ولم يكونوا من الفقراء الذين فرّوا من الأحياء البائسة في أوروبا والدول العربية بل كان كثيرون منهم ينتمون للطبقة الوسطى ومن ذوي التحصيل الدراسي. وفي بلجيكا، على سبيل المثال، وبعد يومين فقط عن تفجيرات نيويورك، ألقت قوات الأمن القبض على لاعب كرة القدم الأسبق نزار طرابلسي، تونسي من مدينة صفاقس، حيث اعترف لاحقا بأنه كُلِّف من قبل تنظيم القاعدة بتدبير اعتداء ضد قاعدة «كلاين بروغل» الأميركية في شرق بلجيكا. ومن بين ما أكَّده نزار أمام القضاة أنَّه حمل المدَّخرات التي جمعها من تجربة احترافه كرة القدم، أكثر من مليون يورو، من أجل مساعدة الأفغان. وروى عن لقائه بن لادن أن الأخير «كان يعيش على الخبز والزيت والملح». واعتبر نزار أن أسامة بن لادن «بمثابة والده». وكَبُرَ نزار طرابلسي يتيما في صفاقس، واحترف في بلاده قبل أن يتحوّل إلى المانيا حيث انخرط في فريق فريبورغ. لكنه تخلّى عن اللُّعبة المربحة في المانيا وسافر إلى افغانستان. وحكمت المحكمة الجنائية في بروكسل بالسجن 10 سنوات عليه في 2003. وبعد انتهاء محكوميته في 2013، سلّمته السلطات البلجيكية إلى الولايات المتحدة على خلفية محاولة الاعتداء على المصالح الأميركية في بلجيكا وباريس على رغم القرار الذي أصدرته محكمة حقوق الانسان الأوروبيه لفائدته في 2013. ويعد نزار عيِّنة من مقاتلي الموجة الثانية من العائدين من افغانستان إلى الدول الأوروبية. ولم يكن نزار المهاجر الوحيد الّذي دين في قضايا الارهاب في بلجيكا. وفي الجلسة نفسها التي حكم فيها عليه حكمت المحكمة الجنائية في بروكسل على مواطنه طارق المعروفي بالسجن 6 سنوات باتهامات تربطه بتونسِيَيْن آخرَين نفّذا عملية انتحارية قُتل فيها الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود شمال أفغانستان، وعدد من مساعديه، في 9 سبتمبر 2001، بتكليف من زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وهما عبد الستار دهمان (39 سنه) وبوراوي الواعر (31 سنه). وكثيرا ما وصفت بلجيكا منذ بداية الستعينيات بأنّها القاعدة الخلفية للمتطرّفين وخلايا الجماعات المسلحة التي استهدفت فرنسا، مثل «الجماعات المسلحة الجزائرية». وفي تلك الحقبة، تحفَّظت الجماعات المتطرِّفة عن ارتكاب أعمال ارهابية في بلجيكا كي تظلّ منطقة عبور يسلكها أعضاء المجموعات المسلحة وأنصارهم، دون استفزاز أجهزة الأمن، للتنقل بين المانيا وفرنسا أو بين بريطانيا والمانيا وفرنسا، وتستخدم أيضا قاعدة التخفّي وعقد اللقاءات وجمع الدعم المالي وإرسال المقاتلين إلى افغانستان والجزائر. وتدخلت قوات الأمن البلجيكية، بضغط من الأجهزة الفرنسية، وفكّكت شبكة «أحمد الزاوي» المتهم بدعم الجماعات الاسلامية المسلحة في الجزائر، في منتصف التسعينيات. وتشمل الموجة الثالثة من المقاتلين الأجانب الشبان الذين التحقوا بالمقاومة المسلحة الّتي واجهت الغزو الأميركي في العراق في 2003. واستقطبت المقاومة العراقية أفواج الأنصار الذين غادروا افغانستان في اتجاه مناطق النزاع الأخرى في العالم الاسلامي والآلاف من المقاتلين العرب وعددا من الأوروبيين، وهم عادة من أبناء المهاجرين أو القريبين منهم. واستعانوا بشبكات تسفير المقاتلين لمواجهة الاحتلال الأميركي. وعلى غرار الموجتين الأولى والثانية فالدافع الأساسي للانخراط في القتال في العراق هو دافع ديني للمساهمة في تحرير بلد مسلم من الغزو الأميركي الغربي. وتميَّزت الموجة الثالثة بارتفاع نسبة المقاتلين الأوروبيين من أصول مهاجرة من الذين ولدوا وترعرعوا في أوروبا. ويختلفون عن مقاتلي الموجة الأولى في افغانستان في أنّ المقاتلين الأوروبيين في العراق ينحدرون من أوساط شعبية تسكن الأحياء الفقيرة في باريس، امستردام، بروكسل، لندن وغيرها. ولا يمتلكون زادا دراسيّاً ولا يعلمون الكثير عن الدين الاسلامي وأنَّ بعضهم من ذوي السوابق العدلية. أوروبية تفجر نفسها تعدُّ البلجيكية موريال ديغان أول إمرأة أوروبية تعتنق الاسلام وتفجر نفسها أمام حاجز للقوات الأميركية في بعقوبة في 9 نوفمبر2005. وأصيب في العملية شريكها عصام غوريس وهو مغربي الأصل. وتمكّنت وسائل الاعلام المحلية من رسم سيرة مورييل. وعرفت بعدم إقبالها على الدِّراسة وعملت نادلة في مقهى ثم بائعة في مخبز. وكانت مراهقة صعبة حسب قول والدتها لاحدى الصحف البلجيكية. تزوَّجب من شاب تركي ثم من شاب جزائري وانتهت بين أحضان عصام غوريس (مغربي). وهو الَّذي ساعدها في مسار اعتناق الاسلام. وشكَّل الاحتلال الأميركي للعراق مغناطيس جذب المقاتلين من الدول العربية وأوروبا نصرة للمسلمين السنَّة الّذين واجهوا تداعيات سقوط نظام الرئيس صدام حسين. ويستنتج الباحث الفرنسي فرانسوا بورغات بأن «التطرّف العنيف نتيجة مسار قطيعة بين فئة من الشباب والمجتمع الأوروبي» . ويضيف بأنَّ «تنامي الحركات الاسلامية المتشدّدة والعنيفة كان دائما ردّاً على تدخُّل خارجي في افغانستان والصومال والعراق». ويرى بأن تنظيم داعش يختلف عن تنظيم القاعدة مثلما سيتَّضح في حرب سورية والصراع في العراق بعد 2012. بيئة محفزة شكّلت البيئة السياسية الأوروبية ـ الدولية منذ 2012 حافزا شجّع الشبان الأوروبيين وغير الأوروبيين على السّفر لأغراض القتال في سورية نُصرةً لثورة شعبها. وأجمعت العواصم الغربية وأغلبية الدول العربية على دعم المعارضة السورية على الصعيدين المادي والسياسي من خلال تزويدها بالمال والسلاح ومساندتها في مختلف المحافل الدولية. وتصدّرت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، في الغرب، اتِّجاهات تسليح المعارضة السورية. وأجمعت دول الاتحاد ككل على اعتبار ائتلاف المعارضة وقوى الثورة في سورية ممثَّلا للشعب السوري. وفرضت من ناحية أخرى عقوبات اقتصادية ومالية ضد النظام السوري وضمَّنت أكثر من مئتين من المسؤولين ورجال الأعمال في قوائم العقوبات. وتشمل تجميد الأصول وحظر دخول تراب الاتحاد الأوربي. وتحدث معارض سوري يقيم في بلجيكا، في لقاء ثنائي وبشرط التكتم على ذكر اسمه، عن سهولة نقل الأسلحة والأموال والأدوية والأغذية عبر حدود تركيا إلى داخل سورية، وعن انقسامات المجموعات المسلحة إلى وحدات من عدة أشخاص، وكل وحدة تطالب بنصيبها من المساعدات.. وفي الاتجاه المقابل، كانت الشاحنات تهرّب النفط السوري إلى تركيا تحت إشراف ضباط أتراك، على حدِّ ما نقلِ الناشط السوري. ولم تستمع السلطات التركية لشكاوى المعارضة من تهريب النفط... ومغزى الرواية ليس الخوض في شؤون المعارضة السورية المسلحة، أو مسائلة مشروعية خياراتها، وإنما في وجود بيئة سياسية ايجابية تجاه المعارضة السورية في أوروبا في 2012. هذه البيئة شجّعت أيضا سفر المقاتلين الأوروبيين إلى سوريا والعراق. مقاتلون أجانب يمثّل المقاتلون الأجانب في سورية والعراق الموجة الرَّابعة. وتراوحت أعداد الأوروبيين بين 3922 و4294 في بداية عام 2016، غالبيتهم (2838) من 6 بلدان أوروبية هي بلجيكا، فرنسا، المانيا، بريطانيا، هولندا والنمسا. ويعتبر العدد مرتفعا مقارنة مع الموجات الثلاث السابقة. وتتميَّز الموجة الرابعة أيضا بارتفاع مشاركة العنصر النسائي ورحيل عائلات بكاملها من فرنسا وبلجيكا للعيش في بلاد «الدولة الاسلامية»، وكذلك بارتفاع نسبة المقاتلين من الذين اعتنقوا الاسلام. وهي نسبة متفاوته بين الدول من 6% من إجمالي المقاتلين البلجيكيين الى 23% بالنسبة للمقاتلين الفرنسيين. وتَعُدُّ بلجيكا أعلى نسبة من المقاتلين الأجانب مقارنة مع عدد السكّان (10 ملايين). ولأسباب مختلفة فهي تلتقي مع تونس في هذه المشكلة حيث تَعُدُّ الأخيرة أيضا أكبر عدد من المقاتلين الأجانب مقارنة مع عدد سكّانها (10 ملايين). ويقدَّر عدد المقاتلين البلجيكيين في سورية والعراق في بداية العام 2016 بنحو 470 يأتون خاصة من الإقليم الفلمنكي، 45%، وإقليم العاصمة بروكسل 45%، والبقية من مدن جنوب بلجيكا. ويُعتقَدُ أن 30% من البلجيكيين قد عادوا من ساحة القتال. لكن العدد ارتفع الى 614 حسب البيانات التي حصلت عليها إحدى الأسبوعيات الفلمنكيه في نهاية أغسطس 2016، من «مركز الأزمات وتحليل المخاطر»، وهو الجهة الرسميّة في بلجيكا والّتي تدير بيانات المقاتلين البلجيكيين في سورية والعراق وتزوِّد السلطات المعنية بالتحاليل الأمنية والاستشارة حول درجات التأهب لمواجهة مخاطر الارهاب. ويقسِّم المركز عدد المقاتلين البلجيكيين إلى خمس مجموعات هي: عدد الذين يشتبه في وجودهم في سورية والعراق 266، ومن هم في الطريق إلى ساحة الميدان وعددهم غير ثابت، و114 عادوا إلى بلجيكا. ومنعت السلطات 73 من السّفر إلى سورية. ويشتبه في أنَّ أكثر من ثلثي المقاتلين البلجيكيين انخرطوا في صفوف تنظيم داعش وأنَّ عدد الّذين سقطوا في ساحة القتال بلغ 109 في صيف 2016. كما تشير البيانات إلى أنَّ عدد الإناث قدر بنحو 104 امرأة. وتظلُّ كافة المعلومات المتصلة بأعداد المقاتلين، فئاتهم العمرية، مراحل مغادرتهم أوروبا إلى سورية، عبورهم الحدود التركيه مقرونة بشرط الحذر لأسباب صعوبات التثبت في مصادر الاحصاءات والجهات الّتي تسرِّب المعلومات عن المقاتلين الأجانب وهي عموما جهات استخباراتيه. وصدرت بعض الدراسات الأكاديميه بعد فترة من بدء موجة المقاتلين الرَّابعة. وتحدد بيانات «مركز الأزمات وتحليل المخاطر» أن أغلبية المقاتلين البلجيكيين هم من الشباب 70%، وأن أكبرهم سنا هو بسام العياشي، من أصل سوري وعاش في بلجيكا، وهو والد اثنين من المقاتلين. وأصغر المقاتلين سنّاً، اثنتان من الفتيات، 15 و16 سنة. وهناك عدد من الأطفال ولدوا في سورية أو العراق. وعكس الانطباعات الّتي سادت، غداة اعتداءات باريس، عن أنَّ عددا من الإنتحاريين أتوا من ضاحية «مولنبيك»، المجاورة لوسط العاصمة بروكسيل، وأنَّها مثّلت وكر «داعش» في أوروبا، فانَّ المقاتلين البلجيكيين الَّذين سافروا إلى سوريا والعراق انطلقوا من نحو 100 بلدية موزَّعة على مختلف أنحاء البلاد. ويتوزَّع العدد الأكبر من المقاتلين، 302 من إجمالي 614، بين أهمَّ 10 بلديات في بلجيكا، حسب إحصاء نهاية أغسطس 2016: مدينة انتويرب 97 مقاتلا، بلدية مولنبيك (إحدى بلديات العاصمة) 50 مقاتلا، بروكسل (بلدية وسط العاصمه) 46، سكاربيك (إحدى بلديات العاصمه) 35، بلدية فيلفورد (تبعد 20 كلم عن العاصمة) 30، بلدية اندرلخت 18، مدينة فيرفيي في جنوب بلجيكا 10، بلدية سان جيل (إحدى بلديات العاصمة) 8، مدينة غانت في شمال البلاد 8. وينحدر المقاتلون الّذين سافروا من بلجيكا إلى كلٍّ من سورية والعراق من 10 دول، أغلبهم 372، يحملون الجنسية البلجيكية. ونصف البلجيكيين ينحدرون من أصول مغربية. يليهم 39 يحملون الجنسية المغربية، 25 من ذوي الجنسية الروسية، 16 فرنسيا، 13 جزائريا، 7 هولنديين، 6 ايطاليين، 3 سوريين، و3 تونسيين و2 من مقدونيا. وإذا كان مردُّ ارتفاع عدد رعايا المغرب أو البلجيكيين من أصول مغربية إلى أهميَّة الجالية المغربية في بلجيكا فانَّ عدد رعايا روسيا يعدّ مرتفعا للغاية على رغم انخفاض عدد المهاجرين الروسيين في بلجيكا. وهؤلاء هم عادة مقاتلون شيشان أو من أنصار الحركات الاسلاميه في القوقاز. وقد فرّوا بعد هزيمة المقاتلين في الشيشان وداغستان وبحثوا في مرحلة أولى عن ملاذات في الدول الغربيه قبل تحويلهم وجهة القتال في سورية والعراق. أسئلة كثيرة تطرح عن الأسباب الّتي تدفع مواطنين ولدوا وترعرعوا في دول أوروبية، بعضهم لا يجيد اللغة العربية، ولا يعلم من الاسلام إلاَّ قليله، يسافرون لأغراض القتال في سورية والعراق ضد عدو لم يلتقوه في مجتمعاتهم الأوروبية وإنَّما سمعوا عنه وشاهدوا شرائط الدعاية ضده؟ مع من تشاوروا؟ كيف تم انتدابهم ومن أنفق على تسفيرهم؟ أين يكمنُ إخلال الأولياء؟ لماذا لم تستمع الشرطة إلى نداءات وإنذارات الأولياء عندما أخبر البعض منهم الجهات الأمنية بقرب سفر ابنائهم إلى ميدان القتال؟ وهل كان في وسعها حظر سفر هؤلاء؟ ثم من ساعدهم على الدخول الى سورية؟ من احتضنهم؟ ماذا فعلوا؟ هل ظنَّ البعض فعلا أنّه ذاهب لتقديم المساعدة الانسانية للسوريين؟ وهل فكَّر المقاتلون منهم في مستقبل العودة إلى مجتمعاتهم الأوروبية؟ ولماذا عاد البعض مشحونا بالكراهية والحقد على مجتمعات احتضنت أجدادهم في الستينيات ومنحتهم وأوليائهم الحقوق الأساسية وساوت بينهم وبين المواطنين الأوروبيين؟ ويمكن أن نطيل قائمة التساؤلات إلى ما لا نهاية.

مشاركة :