أوباما يتعرض لانتقادات محلية حادة لانتهاجه سياسة حذرة إزاء العراق

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الطائرة الهليكوبتر التابعة للرئاسة الأمريكية تربض بالفعل فوق منطقة مكسوة بالعشب أمام البيت الأبيض، عندما بدأ أعضاء في طاقم عمل الرئيس أوباما في وضع مكبر للصوت. ومنح هذا الموجز الصحفي الذي تم إعداده بسرعة قبل مغادرة باراك أوباما متوجها إلى " محمية للهنود الحمر " بولاية شمال داكوتا فرصة للرئيس الأمريكي لتقديم ما وصفه بأنه " تحديث سريع للموقف الأمريكي " إزاء الأزمة في العراق. وكان هذا الموجز الصحفي سريعا حقا، في ظل ما يصفه المراقبون بأنه وضع أمني آخذ في التدهور بسرعة في العراق، حيث سيطرت ميليشيات الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة باسم داعش على المدن الكبرى فيها، وتندفع هذه المجموعة الجهادية التي اكتسبت سمعة بممارساتها الوحشية المفرطة في حملةترمي إلى الوصول إلى بغداد، ويواكب ذلك فرار مئات الآلاف من اللاجئين قبيل وصول مقاتليها. وتعهد أوباما بعدم إرسال قوات إلى العراق، ولم يكن هذا الإعلان غريبا من زعيم أشرف منذ ثلاثة أعوام على انسحاب جميع القوات الأمريكية من العراق. ومع ذلك قال أوباما إنه سيتطلع إلى مجموعة من الخيارات الأخرى التي يمكن أن تساعد قوات الأمن العراقية، وهي خيارات قد يستغرق اتخاذ قرار حولها عدة أيام، وأكد أن أي عمل عسكري يجب أن يواكبه جهد " جاد ومخلص " من جانب الزعماء العراقيين لإزاحة الخلافات الطائفية جانبا. وقال أوباما " إن الولايات المتحدة لن تقوم ببساطة بتوريط نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا بعض التأكيدات بأنهم على استعداد للعمل معا ". وأضاف إنه في غياب أي جهد سياسي فإن العمل العسكري قصير المدى سيكون مآله الفشل، وجاء هذا القول كإشارة خفية تستهدف زيادة الضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكانت رسالة أوباما باختصار هي : إن الولايات المتحدة لا تزال تساند العراق، غير أنه رغم ما بذلته من جهود لإعداد بغداد للعمل وفق أسس ديموقراطية وكفالة أمنها الذاتي، فإن العراقيين وحدهم هم الذين يمكنهم حل مشكلاتهم في إطار دولتهم ذات السيادة. وحتى قبل أن تدور مراوح الطائرة الرئاسية لنقل أوباما خارج واشنطن ظهرت نغمات متنافرة في جميع أنحاء العاصمة الأمريكية تعبر عن مشاعر الإحباط إزاء الوضع المتغير بسرعة في العراق، ودارت تساؤلات في المقام الأول حول عدد الخسائر في الأرواح ونفقات الحرب، وكيف تم سقوط الأراضي التي سيطرت عليها قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة بين أيدي الميليشيات الإسلامية . وأشار السيناتور جون ماكين وهو أحد أشد منتقدي الرئيس أوباما إلى سياسات الإدارة الأمريكية في سورية قائلا إن الولايات المتحدة فقدت الفرصة لاحتواء الميليشيات السنية التي تقاتل الآن في العراق، وذلك بسبب فشل الإدارة الأمريكية في مساندة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بشكل مناسب، وهو المطلب الذي ظل ماكين باستمرار يطالب أوباما بتنفيذه. وأوضح ماكين لمحطة "سي.إن.إن " الإخبارية قائلا " إنه لا يمكن الفصل بين العراق وسورية وداعش، لأن هذ القوى الثلاث تتفاعل معا، ويجب علينا أن نوجه ضربات جوية الآن ". وحذر ماكين من التورط الإيراني في هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، ودعا أوباما مرة أخرى إلى فصل كبار مستشاريه العسكريين والأمنيين، وإعادة الجنرال المتقاعد ديفيد بيترايوس الذي كان يشرف على قوات الائتلاف بزعامة أمريكا في العراق. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد صرح في لندن أمس " الجمعة " بأن الولايات المتحدة اتخذت بعض الخطوات العاجلة لدعم العراق، ومن بينها تقديم المساعدة في مجال المراقبة الجوية المتقدمة، وكانت شحنات معونات المعدات العسكرية الأمريكية للعراق قد زادت منذ بداية العام الحالي، كما تم توسيع برامج التدريب. وقال كيري إن الهدف الأمريكي يتمثل في مواصلة بناء قدرة الحكومة العراقية على صد العمليات القتالية والتعامل " مع الأزمة بسرعة ". وأضاف كيري إن الفوز في المعركة الدائرة بالعراق سيتطلب وجود زعماء " يمثلون مختلف شرائح المجتمع وفئاته "، للعمل معا ووضع المصالح الوطنية فوق مصالحهم الشخصية وفوق أية مصالح طائفية.

مشاركة :