تنظيم داعش يرد على زحف القوات العراقية بتفجيرات انتحارية شرق الموصل

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تقدمت القوات العراقية في شارعين يتلاقيان في قلب المدينة القديمة بالموصل اليوم الجمعة وقالت إنها تهدف لفتح ممرات للمدنيين للفرار من آخر موطئ قدم لتنظيم داعش في المدينة. وتقود وحدات دربتها الولايات المتحدة على حرب المدن القتال في متاهات الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة وهي آخر منطقة مازالت تحت سيطرة الجماعة المتشددة. وتأمل السلطات العراقية في إعلان الانتصار في المدينة الواقعة بشمال البلاد في عطلة عيد الفطر خلال الأيام القليلة المقبلة. ورد تنظيم داعش بقيام ثلاثة أشخاص بتفجير أنفسهم في حي يقع إلى الشرق من الموصل وهو الجانب الآخر من نهر دجلة. وذكر بيان عسكري إن الهجوم نفذه ثلاثة أشخاص قاموا بتفجير أحزمة ناسفة مما أدى إلى سقوط عدد لم يتم كشف النقاب عنه بين قتيل وجريح. ويقول محللون عسكريون إن وتيرة تقدم القوات الحكومية ستزداد بعد إقدام مقاتلين من التنظيم على تفجير مسجد النوري الكبير الذي بني قبل 850 عاما ومئذنته “الحدباء” الشهيرة يوم الأربعاء. وسيمنح تدميره القوات الحكومية حرية أكبر في الهجوم دون القلق من إلحاق ضرر بالموقع الأثري. وكان قائد التنظيم أبو بكر البغدادي قد أعلن من على منبر هذا المسجد قبل ثلاثة أعوام قيام دولة “الخلافة” في أجزاء من سوريا والعراق. ويقدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر لطرد المتشددين من معقلهم الرئيسي في العراق. وأظهرت خريطة نشرها المكتب الإعلامي للقوات العراقية أفرادا من جهاز مكافحة الإرهاب وهم يتقدمون في شارع الفاروق من الشمال إلى الجنوب وفي شارع نينوى من الشرق إلى الغرب. ويتلاقى الشارعان في قلب المدينة القديمة. وعندما تصل القوات العراقية إلى هذه النقطة سيعزلون حينها فلول مقاتلي داعش الباقين في أربعة جيوب منفصلة. وقال متحدث عسكري عراقي لرويترز بالهاتف “الهدف هو فتح ممرات من أجل إجلاء المدنيين ونحن نستعمل مكبرات الصوت لإعطائهم الإرشادات عندما يمكن ذلك”. وذكر الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء العراقية الرسمية أن سبعة آلاف مدني غادروا المدينة القديمة اليوم الجمعة. وشاهد صحفيون من رويترز في الموصل أناسا يصلون بسلام إلى أماكن قوات الجيش العراقي. وكان بعضهم يعانون من جروح ونقل آخرون في مركبة عسكرية من نوع همفي إلى مواقع خلف الخطوط الأمامية حيث قدمت لهم مواد غذائية. وقال رجل فر مع زوجته وابنه المولود حديثا “الفرقة السادسة عشر بالجيش قامت بإجلائنا”. وقال رجل آخر أعرج “الله يبارك فيهم”. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود إن عددا كبيرا من المصابين وصلوا إلى مركزها في غرب المدينة التي دمرتها الحرب صباح اليوم الجمعة. ويوجد أكثر من 100 ألف مدني نصفهم أطفال في منازل قديمة متداعية في نفس الحي ويعانون نقصا في الغذاء والمياه والعلاج. وتقول منظمات إغاثة إن داعش منعت الكثير منهم من المغادرة مع استخدامهم كدروع بشرية. وقتل مئات من المدنيين أثناء فرارهم من المدينة القديمة في الأسابيع الثلاثة الماضية. * أنقاض “الحدباء” كانت الحكومة العراقية تأمل في بادئ الأمر في السيطرة على الموصل بنهاية العام الماضي لكن الحملة الدامية امتدت مع تعزيز المتشددين لمواقعهم في المناطق المدنية وقيامهم بتفجيرات بسيارات ودراجات نارية ملغومة وشراك خداعية ومواصلتهم إطلاق نيران القناصة وقذائف المورتر. وقال الجيش إنه أبطل مفعول العشرات من الشراك الخداعية أثناء تقدم القوات اليوم الجمعة. وتقتصر مساحة المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم على كيلومترين مربعين بمحاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين. وسقوط الموصل سيكون بمثابة نهاية الشطر العراقي كهيكل لدولة “الخلافة” لكن التنظيم سيظل يسيطر على مناطق كبيرة بالعراق وسوريا. وبث التنظيم تسجيلا مصورا يظهر القاعدة المربعة الباقية من مئذنة المسجد “الحدباء” وسط جبل من الأنقاض بينما ظهرت على مقربة منها سيارات لحقت بها أضرار. وأثار تدمير المسجد غضبا وحزنا بين سكان الموصل. ورفرف علم التنظيم الأسود على المنارة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا منذ يونيو حزيران 2014. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن قرار المتشددين تدمير المسجد اعتراف منهم بالهزيمة. وترك البغدادي القتال في الموصل للقادة المحليين ومن المفترض أنه يختبئ في منطقة الحدود العراقية السورية. ولم يرد تأكيد لتقارير روسية ذكرت أنه قتل. وقال الكولونيل بالجيش الأمريكي ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي الذي يقاتل التنظيم في إفادة في البنتاجون “ليس لدينا أي دليل ملموس على ما إذا كان حيا أو ميتا”. وأضاف قائلا “ما نعلمه بالتأكيد أنه إذا كان (البغدادي) على قيد الحياة فنحن نتوقع ألا يكون قادرا على التأثير فيما يدور حاليا في الرقة أو الموصل أو في تنظيم داعش بوجه عام مع استمرارهم في خسارة خلافتهم الفعلية”. وفي سوريا يوشك تحالف يقوده الأكراد ويحظى بدعم أمريكي على محاصرة الرقة المعقل الرئيسي لداعش في سوريا. وقال مسؤولون بالمخابرات الأمريكية إن داعش نقلت بالفعل معظم قادتها وعملياتها للدعاية الالكترونية ووحدتها المحدودة للقيادة والسيطرة المسؤولة عن الهجمات في أوروبا وغيرها من المناطق إلى الميادين في محافظة دير الزور بشرق سوريا.

مشاركة :