عبدالمحسن الشمري | تابعت الفنان حسن البلام في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، واعجبت كثيرا بأدائه في المسرح الجاد عندما شارك قبل سنوات في مسرحية «من الحب ما قتل» مع فرقة المسرح العربي، ونال عنها جائزة أفضل ممثل، بعدها اتجه إلى الأعمال الكوميدية وحقق حضورا واضحا في المسرح الجماهيري، أذ انه أصبح واحدا من نجوم هذا المسرح ينافس بقوة وحقق جماهيرية كبيرة، وبعد أن كان يشكل ثنائيا مع بعض الفنانين مثل داود حسين وعبدالناصر درويش أصبح يقود مجموعة من الشباب. شخصية جادة يحاول البلام أن يكون له موقع مهم على صعيد المسرح والتلفزيون، وعلى صعيد الكوميديا والتراجيديا، وهو أمر لا يجيده إلا القلة من الفنانين، لذا فالبلام يعيش حالة من التحدي مع النفس لإثبات موهبته في المسرح والتلفزيون على حد سواء. وفي رمضان الحالي، شارك البلام بعملين تلفزيونيين مختلفين، هما «اليوم الاسود» و«سهيل وهيل». البلام مع نجوم مسلسل «اليوم الأسود»في مسلسل «اليوم الأسود» يقدم حسن البلام شخصية مختلفة عن تلك الشخصيات التي قدمها لسنوات طويلة، خاصة في المسرح الجماهيري، فهو هنا شخص جاد يعيش حالة من الحزن لهروب زوجته وأبنائه، وقد تعايش مع الشخصية ونجح في كسب تعاطف المشاهدين وتفاعلهم معه إلى حد كبير، وربما فوجئ كثيرون بأدائه الجاد لكننا نعتقد أنه ليس غريبا على هذا الفنان أن يقدم أداء دراميا متزنا، فهو يمتلك الموهبة، ولديه القدرة على تجسيد مختلف الشخصيات بعيدا عن الكوميديا التي اشتهر بها لسنوات طويلة. كوميدي بالفطرة على الجانب الآخر، قدم الفنان البلام من إنتاجه وبطولته مسلسل «سهيل وهيل» وسبق أن تحدثنا عن المسلسل وسلبياته، وأهمها غياب النص الحقيقي، وقد كان المشاركون فيه يخرجون كثيرا عن النص، ويقدم كل منهم شخصيته الكوميدية التي عرف بها، وهذا أحد أسباب ضعف العمل من وجهة نظرنا، لذا نعتقد أن البلام يحتاج إلى كاتب محترف يجيد كتابة نصوص كوميدية على مقاسه، وهي أزمة يعيشها كثير من فناني الكوميديا الذين لا يجدون النص المناسب الذي يفجر طاقاتهم وإبداعهم، فيقومون بالارتجال والإضافة والخروج على النص في محاولة لإنقاذ العمل. حسن البلام فنان مخلص في عمله يحاول جاهدا أن يثبت وجوده وحضوره الفني، خاصة بعد أن تخلص من دور «السنيد» في بعض أعماله التلفزيونية السابقة، وقد حقق الكثير من النجاح على صعيد المسرح بعد أن اصبح نجم شباك بامتياز، وهو يحتاج على صعيد التلفزيون إلى مؤلف واع وقادر على تفجير طاقاته الكوميدية، ويقدمه في إطار شخصية مرسومة بقوة.