رحّب التحالف الدولي ضد «داعش» بالتقدم الملحوظ لقوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المدعومة من قبل إيران في البادية السورية. وقال العقيد ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف، إن «هدفنا هو هزيمة تنظيم داعش أينما وجد. نحن ليس لدينا أي مشكلة إذا كان الآخرون، بمن في ذلك الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون، يريدون محاربة المتطرفين أيضاً». وأضاف أنه «إذا بدا أنهم يبذلون جهداً منسقاً لقتال التنظيم في مناطق سيطرته، وإذا ظهر فعلاً أنهم يريدون ذلك بالفعل، فإن هذا ليس مؤشراً سيئاً (…) ليس لدينا على الإطلاق أي مشكلة في ذلك». وحول نية قوات الأسد والميليشيات الأجنبية التقدم باتجاه البوكمال في ريف دير الزور، قال ديلون «إذا كانوا يريدون محاربة التنظيم في البوكمال، ولديهم القدرة على القيام بذلك، فإن ذلك سيكون موضع ترحيب». وكانت قوات النظام والميليشيات المساندة دخلت، أمس، الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، بعد تقدم سريع في اليومين الماضيين على حساب «داعش». وسيطرت على كل من أرض الوشواش، وسد الوعر، ووادي الوعر على الشريط الحدودي مع العراق، لتدخل ريف دير الزور الجنوبي الشرقي للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، أمس، غدت قوات الأسد على مسافة 80 كيلومتراً عن مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الجنوبي. ووصلت إلى مشارف خط محطة الضخ T2، على بعد 12 كيلومتراً منها، والممتد من العراق إلى مدينة حمص، وتتركز المعارك حالياً في الجهة الجنوبية الغربية من الخط. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل شيعية عراقية مسلحة تساند النظام السوري تقدمت في دير الزور، وإن الزحف الذي قادته حركة النجباء دفع التنظيم للتقهقر باتجاه معقله في المحافظة. خط الاتصال إلى ذلك، أعلن عسكريون أميركيون مقتل أحد المسؤولين عن تمويل تنظيم داعش الإرهابي في غارة جوية استهدفت منطقة البوكمال. وأفاد التحالف أن الغارة الجوية التي نفذتها قوات التحالف في 16 يونيو الجاري، على مدينة البوكمال بالقرب من الحدود العراقية، أسفرت عن مقتل فواز محمد جبير الراوي، أحد ممولي «داعش». وأضاف البيان أن «الراوي، يمتلك شركة صرافة في البوكمال، واستطاع عن طريقها تحويل ونقل ملايين الدولارات من مسلحي التنظيم وإليهم». وفي ديسمبر 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، شركة «الحنيفة للصرافة» في سوريا، وصاحبها فواز محمد جبير الراوي، على قائمة العقوبات، على خلفية تورطه في تقديم الدعم المالي لـ «داعش». في سياق منفصل، قال الجيش الأميركي إن خط الاتصال مع روسيا بشأن مناطق «عدم الاشتباك»، والذي يهدف إلى تفادي أي تصادم عارض فوق سوريا، «يعمل» حتى بعدما هددت موسكو بقطعه. وقال الكولونيل رايان ديلون، وهو متحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة، خلال مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «خط عدم الاشتباك مفتوح ويعمل». والتصريحات هي أحدث مؤشر على تخفيف محتمل للتوتر في أعقاب إسقاط الطائرة السورية. كانت موسكو قالت يوم الاثنين إنها ستتعامل مع طائرات التحالف التي تحلق غربي نهر الفرات في سوريا كأهداف محتملة وستتعقبها بأنظمة الصواريخ والطائرات العسكرية. (دمشق – ا ف ب، رويترز)
مشاركة :