تعد أسماك "الرنقا" المملحة، والفسيخ، إحدى أهم وأبرز الوجبات الرئيسية على موائد الإفطار في عيد الفطر لدى السواد الأعظم في القطاع. وتتركز صناعة واستهلاك "الرنقا" في المناطق الجنوبية من قطاع غزة الملاصقة لمصر. وتنتشر عدد من نقاط صناعة وبيع هذا الصنف من الأسماك في مدينتي رفح وخان يونس، ويبدو واضحا ازدياد عددها عن السنوات الماضية. "مصنع حجازي" واحد من أكبر مصانع "الرنقا" في القطاع، امتلأ بكميات كبيرة من الأسماك، والتجار والزبائن، والعاملين، الذين جرى استقطابهم للعمل في هذا الموسم. ويقول عز الدين حجازي، "17عاما" نجل مالك المصنع لمراسل "الأناضول": "بدأت فكرة صناعة (الرنقا) قبل أربع سنوات عندما أجرينا تجربة على كمية بسيطة للاستهلاك المنزلي، وشجعنا نجاحها على الاستمرار". ويضيف حجازي: "جلبنا فرن خاص للتحضير، وأصبحت الناس تعرفنا، ووالدي يقوم بالتوزيع على المحال والتجار في القطاع، ووجدنا إقبالا كبيرا، حيث بلغ الإنتاج في أول عام قبل ثلاث سنوات (45 طن) في موسم العيد". ويتابع: "كبر المشروع وجلبنا أفران أخرى، وأيدي عاملة إضافية، وأنتجنا العام الماضي نظير الكمية، وهذا العام أكبر منها، والطلب في تزايد، فمنذ منتصف شهر رمضان ونحن نحضر ليل نهار كميات كبيرة للتجار وأصحاب المحال". ويلفت إلى أن سمك "الماكريل"، المثلج المستورد، الذي تصنع منه "الرنقا" متوفر في السوق المحلية بكثرة وبسعر زهيد، ما يجعل تكلفته أقل، وجودته أعلى من الفسيخ، الذي يصنع من أصناف أخرى من السمك. ويبلغ ثمن الكيلوجرام من "الرنقا" حوالي "18 شيقلا إسرائيليا (5 دولارات). ولفت إلى أنهم يعانون أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي دفعتهم لشراء مولد لتوفير التبريد داخل الثلاجات التي تحفظ هذه الأسماك من التلف. ويعمل في المصنع ما يزيد على "12 عاملا" على مدار 24 ساعة يوميا. ولفت حجازي إلى أن طريقة تحضير الرنقا سهلة، وتبدأ بتنظيف السمك جيدا من الداخل وغسله جيدا، ووضع الملح عليه بكثرة مدة 24 ساعة، ومن ثم غسله من الملح وتجفيفه.ويوضع السمك بعدها فوق فرن حراري، يصدر دخانا "نجارة الخشب البيضاء" التي تعطيه نكهة الدخان واللون الأصفر، وبعدها يُغلف ويوضع في الثلاجات للحفظ، ومن ثم للبيع.ولا يوجد رقم تقديري للكميات التي ينتجها قطاع غزة من أسماك "الرنقا". ويؤكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد في قطاع غزة، طارق لبد، أنهم يتابعون بشكل جيد، كل ما يتعلق بالمنتج الوطني، خاصة أسماك "الرنقا"، بهدف التأكد من صلاحيتها، ومطابقتها للمواصفات. وقال لوكالة الأناضول، إن الوزارة توجّه التجار والمصنعين، وتدعوهم دائما إلى الالتزام بالمواصفات الفلسطينية، واتباع شروط التخزين والتصنيع، وتوفير المكان الجيد لذلك، والتأكد من صلاحية الأسماك حتى لا تفسد. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :