تبشر نتائج دراسة حديثة نشرت بمجلة «الطبيعة»، بإمكانية استبدال خلايا الدماغ التي تضررت بسبب الشلل الرعاش، وذلك بواسطة تحويل خلايا دماغية غير عصبية إلى خلايا منتجة للدوبامين ما يساعد على تحسين حالة المرضى.تأتي أهمية الناقل العصبي «الدوبامين» في أنه يرسل الإشارات بين «المادة السوداء» وبين مناطق الدماغ الأخرى، والمادة السوداء هي منطقة الدماغ المهمة للحركة والتآزر الحركي؛ وما يحدث في حالة الشلل الرعاش هو أن الخلايا المنتجة للدوبامين تتعرض للتلف وينتج عن ذلك ظهور أعراض الشلل الرعاش الحركية ومشاكل الارتعاش وخلل التوازن، لذلك يسعى الباحثون منذ وقت طويل إلى إيجاد طريقة لاستبدال الخلايا التالفة ومن الطرق المقترحة زرع تلك الخلايا وبالفعل حاول العلماء زرع عصبونات متحصل عليها من أنسجة جنينية من منتصف الدماغ ولكن صعوبة الحصول على تلك الأنسجة وضبطها جعل العلماء يتجهون لبديل آخر كالخلايا الجذعية أو إعادة برمجة الخلية وهي العملية التي يتم فيها تحويل نوع من الخلايا إلى نوع آخر ما يغني عن زرع الخلايا. حاول باحثون من معهد كارولينسكا بالسويد، من خلال الدراسة الحالية، تحويل خلايا دبقية تعرف بـ«الخلايا النجمية» وتحيط بالخلايا العصبية بالدماغ، إلى خلايا منتجة للدوبامين، حيث قام الباحثون بدمج جينات مختلفة - تلعب دوراً في تشكيل هوية خلايا الدوبامين- بعوامل النسخ ( جزيئات صغيرة تغير التعبير الجيني)؛ وتعرف العلماء إلى 4 جينات تتحول عند دمجها مع عوامل النسخ الخلايا النجمية إلى خلايا قريبة الشبه بالخلايا المنتجة للدوبامين بعدها تم إعطاء تلك التوليفة إلى فئران مصابة بالشلل الرعاش، ووجد ليس فقط تحول تلك الخلايا إلى خلايا منتجة للدوبامين بل أيضاً تحسن حالة الفئران، ومن ذلك يرى الباحثون إمكانية علاج الشلل الرعاش بواسطة عملية إعادة برمجة الخلية.